رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالمستندات.. مراسلات تكشف علاقة الإخوان بالتنظيم السرى لحركة النهضة

ارشيفية
ارشيفية

كشفت وثائق خطيرة سرّبتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، دوراً بارزاً لتنظيم الإخوان الإرهابية في مصر، في بناء وإدارة الجهاز السري لحركة النهضة التونسية، المتهمّ بالتورط في الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس عام 2013.

ونشرت الهيئة وثائق على صفحتها بـ"فيسبوك"، وهي عبارة عن مراسلات إلكترونية بين قيادات من تنظيم الإخوان في مصر والمتهم بقيادة الجهاز السري لحركة النهضة مصطفى خذر، أظهرت مراحل بناء الجهاز السري والأمني الموازي المتهم بالتورط في اغتيال المعارضَين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، كما كشفت عن قوّة التنسيق والارتباط بين تنظيم الإخوان المسلمين وحركة النهضة.

وبينّت المراسلات التي تعود إلى عام 2012، فترة وجود حركة النهضة في الحكم، ووجود نشاط مكثف لتنظيم الإخوان بمصر داخل تونس، وألقت الضوء على الدور البارز الذي لعبه هذا التنظيم في إنشاء جهاز سري لحركة النهضة مواز للدولة، من خلال التوجيه والتدريب والتجنيد والرصد والمتابعة وحتى التخطيط.

وحسب الوثائق التي عرضتها الهيئة على صفحتها في "فيسبوك"، فقد أشرف تنظيم الإخوان على عدة دورات تكوينية لصالح حركة النهضة، في مجال التجنيد والرصد الاستخباراتي وبناء الأمن الداخلي، وكذلك دورة في إدارة الأزمات، ودعا إلى ضرورة إقامة جهاز أمني علني يقوم بحماية المقرات ومرافقة الشخصيات ونقل الوثائق، وإنشاء حكومة ظلّ تمكن من جمع المعلومات وتربط العلاقة مع المسئولين، وتقوم بإعداد قيادات جديدة، وكذلك إنشاء هيكل داخل الحركة يهتم بملاحقة رموز النظام السابق، ويمكن من الاتصال بجهاز القضاء وجمع معلومات واسعة تمكن من رؤية شاملة للبلاد والأوضاع، إلى جانب إقامة مشروع لمواجهة القوى الليبرالية والفرنكوفونية، فضلاً عن تجنيد الشباب المتعلم والمتحمّس لأفكار التنظيم.


ونشرت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي هذه المراسلات إلى العموم، احتجاجاً على ما اعتبرته "تواطؤ القضاء في حسم ملف الجهاز السري لحركة النهضة، وتقاعسه في محاسبة كل المتورطين"، ودخلت لهذا السبب في اعتصام مفتوح منذ يوم الجمعة الماضي، بمقر المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، للمطالبة بالبت في هذه القضيّة إما بالإحالة أو الحفظ، قبل الانتخابات البرلمانية، من أجل عدم إفلات قيادات النهضة من العقاب، بعد حصولهم على الحصانة.

يذكر أن قضية الجهاز السري، تفجرت منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما كشف فريق هيئة الدفاع عن ملف اغتيال البراهمي وبلعيد، وجود وثائق وأدلة تفيد بامتلاك حركة النهضة لجهاز سرّيٍ أمني مواز للدولة، متورط في اغتيال بلعيد والبراهمي عام 2013، وفي ممارسة التجسس واختراق مؤسسات الدولة وملاحقة خصوم الحزب، غير أنّ القضاء لم يحسم بعد في هذه القضيّة.