رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نكشف تفاصيل الخلافات الجديدة داخل جمعية أنصار السنة المحمدية

جريدة الدستور

اشتعلت الخلافات من جديد داخل جمعية "أنصار السنة المحمدية" بين مجلس الإدارة الحالي، بقيادة الشيخ عبدالله شاكر، وفرع الجمعية بحي عابدين، برئاسة الشيخ عادل السيد، في ظل إصرار فرع عابدين على رفض التعامل مع مجلس الإدارة الحالي لتهميش الفرع والرغبة في سحب إدارته من الشيخ عادل السيد رغم انتخابه من أعضاء الجمعية في هذه المنطقة.

ووصلت الحرب داخل جمعية أنصار السنة في السابق إلى حد الشكاوى لوزيرة التضامن الدكتورة غادة والي، وإلى ساحات المحاكم، وهو ما قد يحدث مجددا في الفترة المقبلة في ظل الحرب المتبادلة بين مجلس الإدارة ومسئول فرع عابدين، خاصة في ظل اتهام فرع عابدين مجلس الإدارة الحالية بالتبعية لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما ظهر في مقال منشور لمحمد عوض المصري، أحد أعضاء جمعية أنصار السنة، فرع عابدين.

المصري كتب مقالا عن مجلس إدارة الجمعية بعنوان "جناية مجلس إدارة المركز العام على أنصار السنة"، وقال فيه نصا: "من أقدم الجمعيات الإسلامية تأسيساً، حيث أسسها الشيخ محمد حامد الفقي في 1926، لتسبق بذلك تأسيس جماعة "الإخوان"، الأمر الذي أحدث شكلاً كبيراً في التباعد بين "الإخوان" وجماعة أنصار السنة التي تنكرت للعلاقة مع "الإخوان" طوال الفترة الماضية، إلا أن تلك العلاقة كانت تظهر حيناً وتختفي حيناً آخر، وإن تجلت بوضوح حالياً في وجود العديد من دُعاتها المنتمين للإخوان مؤخراً".

وأضاف: "في الوقت الذي رفض فيه مؤسس جماعة "أنصار السنة" محمد حامد الفقي التعاون مع مؤسس "الإخوان" حسن البنا، حيث عُرف عن العلامة الفقي، رحمه الله، تشدده في رفض الجماعات الإسلامية التي تتخذ من الدين مطيّة لتحقيق مآربها السياسية، بما فيها الإخوان، إلا أنه مع توالي الأحداث، تمكنت بعض العناصر الإخوانية من اختراق جماعة "أنصار السنة" ليشهد الجيل الحالي من "أنصار السنة" حضورًا قويًا بين أعضائها من المنتمين للإخوان، وقد كان بداية الانحراف عقب ثورة يناير 2011، بعدما تأسس مجلس شورى العلماء الذي ضم رئيس الجمعية عبدالله شاكر، والرئيس السابق للجمعية جمال المراكبي، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، ومصطفى العدوي، وأبوإسحاق الحويني، وأبوبكر الحنبلي، حيث استهدف المجلس إعطاء الرأي الشرعي في الأحداث، فضلاً عن إعلان دعمه ترشيح الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، وإصدار جملة من البيانات المؤيدة له ولقراراته رغم الغضب الشعبي الجارف من سياساته".

وتابع: "عقب بيان العزل، أصدر المجلس بيانًا يؤكد فيه التمسك بوجود الرئيس الأسبق محمد مرسي في منصبه رئيساً للجمهورية، معتبرًا ما حدث في 30 يونيو انقلاباً عسكرياً، كما أفتى بحرمة ما حدث من وقائع أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر المواليْن للرئيس الإخواني محمد مرسي، أغسطس العام الماضي، ومن كل ذلك يتضح موقف قيادات مجلس إدارة المركز العام لجمعية "أنصار السنة" المتمثل في مواقف مجلس شورى العلماء، وهو الموالاة والتبعية بشكل كبير لجماعة الإخوان، متجاهلين بذلك الثورة الشعبية ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، بسبب سوء إدارته أثناء فترة حكمه، فضلاً عن موقفهم من اعتصام "رابعة"، الأمر الذي اعتبر، حسب الكثير من المراقبين، انحرافا من "أنصار السنة" عن هدفها الذي أُسست على أساسه، وهو نشر التوحيد الخالص، والسنة النبوية الصحيحة، لتطهير العقائد ونبذ البدع، لتنشغل بالعمل السياسي، عبر تأسيس مجلس شورى العلماء الذي والى الإخوان وأيدهم بشكل كبير، مما أدي إلى الضرر البالغ بالفروع وتعاملاته مع الكل، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ورغم هذا كله ما زال المجلس يسير على خطى الإخوان من خلال رفع شعارات "الشرعية خط أحمر"، والتمسك بالكرسي حتى آخر لحظة، في الوقت الذي تجمدت فيه الكثير من الأنشطة بالفروع، وأصبحت أدوار المركز العام خرابا، وتم تصفية بعض الموظفين ومن تبقي منهم يعمل بنصف الأجر، بالإضافة إلى محاربته فرع عابدين ونشاطه الدعوي، بل ومحاولة طرده من المبني، مع العلم أن بعض أعضاء مجلس إدارة فرع عابدين هم مؤسسو المركز العام منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً، بل ووصل الأمر إلى ساحات المحاكم، والله المستعان".