رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إرجاء الحظر

جريدة الدستور

يكتم العالم أنفاسه إنتظارًا لصيحة ترامب المرتقبة بإعلانه لحظر جماعة الإخوان المسلمين عبر توصيفها بالإرهابية بناءً على وعيده المستمر بقطف جذور الإرهاب المنتشرة على خارطة العالم في أكثر من تصريح صحفي يحاول فيه أن يظهر بصورة القاطف لرؤوس الأفاعي من أجل السلام المأمول بهوى أمريكي..السؤال الآن هو:

لماذا لم يتم إصدار قرار الحظر حتى الآن ؟

تتوالى الأحداث العاصفة أمام الجميع وعلى رأسهم ترامب صاحب الصيحات المتكررة كطرزان الغابة، مستعرضًا قوته العضلية كمصارع عتيق ولكن هذه المرة على حلبة السياسة، متوعدًا القوى الصاعدة لإعتلاء المشهد خاصةً القوى الآسيوية، المُرعب الأساسي لأمريكا منذ أربعينات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة.

تتابع المواجهات القوية لإدارة ترامب ما بين كوريا الشمالية والصين وإيران محاولًا الإختلاف عن أقرانه بإظهار الأنياب الأمريكية التي إختفت أيام أسلافه ك: ليندون جونسون – ريتشارد نيكسون – رونالد ريجان – بيل كلينتون، ساعيًا للإختلاف المأمول المراد ذكره في سجلات التاريخ مستقبلًا عبر التصادم الأكبر مع تلك الكيانات الصفراء.

معنى هذا أنه على مقربة من الدخول في حروب قوية مع كل قوة حسب مكمن قوتها ـ فالصين الآن في مواجهة اقتصادية كبيرة تتجرع من لثغات ترامب الاقتصادي المخضرم مرارة الحظر والإغلاق كي لا يُخرج التنين نيرانه الحارقة عبر الترويض والتحجيم.

بالنسبة لكوريا الشمالية فلا مجال لها إلا ما فعله نيكسون مع الصين في العام 1972 عبر زيارته التاريخية لماوتسي دونج كخطوة دبلوماسية ترجيء مواجهة جديدة مع التنين وقت إنشغاله بالحرب في فيتنام التي تجرع منها خسائر فادحة هزت من صورته كرئيس وزعيم.

هذا ما يفعله ترامب الآن مع كوريا الشمالية وقت إستعداده لمواجهته المرتقبة مع إيران متجنبًا المواجهة المزدوجة مع كتل التسليح النووي الرهيب.

تبقى المواجهة مع إيران الحابسة لأنفاس العالم وقت الترقب لإطلاق القرار الناري في أي لحظة دون التوقع بتاريخه وميقاته ليُعمل ترامب عقله مرجئًا إستخدام عضلاته في شحن الهمم بمواجهة الصقر الفارسي في حرب قد تكون الثالثة عالميًا وأخطرها على الإطلاق عند تشغيل تروسها مقارنةً بالحربين السابقتين.

الحرب القادمة مع إيران ستكون بالوكالة وهو نوع جديد من الحروب حسب التطورات الإستراتيجية والسياسية الآن في عالمنا المضرج بالدماء فإيران لديها وكلاء في المنطقة كأذرع الأخطبوط لكي تخنق النسر الأمريكي بشكل نهائي دون العودة للتحليق حول العالم.

أمريكا الآن تحاول ضم وكلاء لها يحاربون بالنيابة عنها أمام إيران فلكي تحقق هذا فعليها بتجنب القرارات الفجائية أمام خصومها لتستفيد منهم في صراعها القادم.

من ضمن تلك الأوراق ورقة الإخوان لإستخدامها في حيز التحالف أمام إيران كما فعل هتلر في الحرب العالمية بتجنيده للإخوان المسلمين في (فافن إس إس) الجناح العسكري للقوات النازية المليىء بالمتطوعين المسلمين عبر الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين بالإتفاق مع حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين.

من هنا يتضح سر الإرجاء لحظر الجماعة تحسبًا لحدوث تطورات مفاجئة قد تكون ثقيلة على كاهل النسر الأمريكي أمام الصقر الفارسي.