رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما مصير الإخوان بعد تنحي البشير؟.. باحثون يُجيبون

جريدة الدستور

هاني نسيره: تنحي البشير صدمة لشباب الإخوان
هشام النجار: فضح الشعب السوداني أكاذيب الإرهابية
د. طه علي: مشروع الإخوان مهدد بالفشل بعد البشير


تنحي أو نحي الرئيس عمر البشير الرئيسي السوداني، وبات مصير السودان بعد الاحتجاجات الشعبية غامضًا، بل وبات مصير الإخوان الهاربين بعد هذه التنحي وتغير الأوضاع السياسية أكثر غموضا،وأكثر حساسية من ذي قبل.

تحالف الإخوان والبشير بات في مهب الريح، فما مصير علاقات هؤلاء الإقتصادية والسياسية والأمنية بأطراف غير فاعلة في المشهد السوداني، وما مصير أعداد قدرت بالمئات هاربة علي أرض السودان الشقيقة تعبث بأمن واستقرار الوطن، هذا ما تجيب عنه "أمان " في السطور القليلة القادم.

إلتقينا باحثين وخبراء في الشأن السياسي للحديث حول مصير شباب جماعة الإخوان الإرهابية وما حقيقة الدول التي ستستقبلهم بعد هذه التطورات الجديدة.
المشهد معقد

وفي البداية قال الدكتور هاني نسيره، الخبير السياسي:" لا شك أن ما حدث في السودان بعد تنحي البشير سيؤثر على أوضاع الفارين من أفراد جماعة الإخوان إلى السودان، ولكن المشهد لم يتضح بعد، خاصة في ظل تواتر وتضارب أخبار القائمين على الأمر هناك، وتوجهاتهم التي ستتضح من النظام المصري ومن الإخوان، وهذه الجماعات التي سقط حكمهها في البلدين حتى الآن."

وأضاف في تصريحات لـ" أمان" من التعجل الحسم بالموقف، ولكن لا شك أن الفترة الأولى ستكون مخاضا تتضح معالمها مع الوقت في الموقف منهم، فالشأن الداخلي السوداني سيكون أولوية الجميع في البداية.

وتوقع نسيره أن النتائج ستكون سلبية على كل الإسلاميين وفي مقدمتهم الإخوان الفارين في مصر ولكن لا يمكن الحسم حتى حينه بما سيكون.

الأوضاع ستنعكس علي الهاربين

ويري الدكتور طه علي الباحث والمحلل السياسي، يمثل تنحي الرئيس السوداني عمر حسن البشير إحدى محطات تيار "الإسلام السياسي" عالميا؛ فبالأمس القريب انتكس حزبُ العدالة والتنمية، الإخواني  في تركيا بعد تراجعهِ في انتخابات المحليات الأخيرة، ما كشف عن المأزق الذي أضحى عليه رجل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان رجب طيب أردوغان.

وتابع: وفي ليبيا تتوالي الضربات التي يوجهها التنظيمات المتطرفة التي أعدتها جماعة الاخوان امتدادا لها في ليبيا بعد سقوط القذافي. وكانت تلك التنظيمات على الأراضي الليبية بعد هزيمتها في سوريا والعراق العام الماضي.

وأشار علي قد سبق ذلك كله ثورة 30 يوليو في مصر والتي مثَّلَت الصخرةَ التي انقسم عليها ظهر مشروع التطرف في العالم كله، في أعقاب 30 يوليو أصبحت السودان إحدى الملاجئ التي فرَّ إليها شباب الإخوان استعدادا إما للانطلاق لدول أخرى كتركيا وقطر وماليزيا، أو البقاء في الخرطوم.

وأضاف المحلل السياسي في تصريحات لـ" أمان" لكن واقع السودان لم يعد مؤلاً لاستمرار وجودهم على أرضه؛ فالبلاد تعيش أزمة اقتصادية طاحنة، نتيجة لتركيز البشير على ترسيخ سلطته السياسية بعيدا عن أية إنجازات تنمية كانت البلاد في حاجة إليها، وهو يُعَد في مقدمة أسباب خروج السودانيين للمطالبة بتنحي البشير.

وأردف قائلاً: بجانب ذلك، فقد واجه شباب الإخوان صدمةً في ممارسات قادتهم في الخارج، والتي كشفت لهم مدى مدى التضحية التي قدموها من أجل أهداف تبين لهم أنها زائفة. فما من يوم يمر إلا ويتناحر قيادات الإخوان، بل ويتم الكشف عن فضائحٍ مالية (أيمن نور في تركيا) وأخلاقية (طارق رمضان حفيد حسن البنا في سويسرا)، حتى وصل الأمر إلى قيام قادة قادتهم بتسليم المُتَذمِّرِين منهم إلى السلطات المصرية كحالة الشاب محمد عبد الحفيظ، المتورط في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، مع احتمالات ان تتكرر تلك الحالة مستقبلا.

واستكمل: وهي الخطوة التي فاجأت شباب الإخوان في قادتهم الذين خذلوهم، وغلبوا مصالحهم الخاصة على حساب شعاراتهم التي رفعوها في أعقاب 30 يونيو، وفي إطار الانتكاسة التي يواجهها مشروع "الإسلام السياسي" حول العالم، وبخاصة بعد فشله في الدول التي صعد فيها نجمه بعد 2011، الأمر الذي دفع شباب الإخوان الهاربين بالخارج، بل والمسجونين في الداخل المصري إلى إعادة النظر فيما اعتبروه قضية مصير تبين لاحقا أنها مجرد أوهام تاجر بها كبار قيادات الإخوان.

وأكد علي إن الأحداث في السودان تتجه نحو سيطرة القوات المسلحة، على المشهد للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، تمهيدات لعملية سياسية تضمن انتقالا سلمياً للسلطة، والانتقال إلى مرحلة ما بعد البشير، والتي من غير المتوقع ان تشهد عودة لتيار "الإسلامي السياسي"، وفي هذا السياق يصبح شباب الإخوان كالأيتام بعد أن تنحى البشير ليصبحوا في العراء، مستعدين لتسليمهم للسلطات المصرية أو الهروب الذي بات مستبعداً خلال الفترة المقبلة.


الإقامة المؤقته

وفي السياق ذاته، قال الباحث في الشأن الإسلامي هشام النجار، أن الإخوان كانوا دافعا من دوافع الثورة على النظام بالنظر لأسلوب الحكم البراغماتي المتلون وعدم وجود شفافية في الحكم وضوح و مسار، ووجهة محددة بل لعب البشير على كل الحبال، وراوغ في كل الاتجاهات لإطالة أمد حكمه، وكان ذلك على حساب مصلحة الشعب السوداني، كما أن الصراعات الأيديولوجية ومشروع الإخوان الأممي كان لنفس الغرض وهو إطالة عمر نظام البشير وكانت نتيجته تقسيم السودان.

وأضاف " النجار" في تصريحات لـ" أمان" أن سبب الثورة ومشعلوها فهو الشعب السوداني الذي سأم هذه الألاعيب وكشف فضيحة عدم وجود برنامج اقتصادي وسياسي واضح يحقق الاستقرار والرفاهية للسودانيين ويمكنهم من التمتع بثروات بلادهم.

وأشار الباحث الإسلامي، أنه من المهم الإشارة إلى أن السودان كان تحت حكم البشير أهم محطة وبمثابة الترانزيت وربط خطوط تهريب وانتقال وإقامة الإسلاميين والجهاديين وشباب الإخوان وقادة الجماعة الإسلامية، وبدون شك سيؤثر سقوط النظام بشكل كبير على هذه الحالة لأنها كانت خادمة لسياسات قطر وتركيا من خلال تهريب القيادات من مصر الى سوريا وتركيا وليبيا وتهريب الأسلحة وكل ذلك عن طريق السودان.

وتابع: لذلك يتوقف التحول على توجهات القيادات الجديدة للبلد بعد عزل البشير ونظامه وعلى فلسفة حكم النظام الجديد وطبيعة تحالفاته الاقليمية فإن كان توجه عربي وطني فإن هذه الفوضى ستنتهي وسيتم تسليم الإرهابيين الهاربين من كافة الاتجاهات والانتماءات، وإن كان توجه اقليمي غير عربي متحالف مع قطر وتركيا فستستمر نفس السياسات وهذا مستبعد، ولا أظن أن بمقدورهم الهروب خاصة أن البلاد تمر بظرف استثنائي، وهناك تشديد على الحدود وغلق للمطارات.