رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أشعل الإخوان الخلاف بين جناحي الإسلام السياسي في تركيا؟

أرشيفية
أرشيفية

كشف المستشار عماد ابو هاشم الإخواني المنشق خيانة الجماعة الإرهابية لحزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتواصلهم سرعا مع الأحزاب المعارضة، خاصة حزب الشعب وحزب السعادة وكيف كان الاخير يرفع صور حسن البنا مؤسس الجماعة في دعاياته الانتخابية السابقة، ولماذا التقى الإعلامي الإخوان نائب اردوغان وأظهره بأنه مؤيد للدعارة في تركيا.

وأكد أبو هاشم إن الإخوان في تركيا لم يتواصلوا فقط مع "حزب العدالة والتمنية" الحاكم دون غيره من الأحزاب الأخرى، وكان ذلك باديًا أول الأمر ولا يزال الكثيرون يعتقدون ذلك ولاسيما أن الإخوان لم يكن لهم ثمة تواصلٍ ظاهرٍ للملأ مع أىٍّ من الأحزاب الأخرى في تركيا بما فيها "حزب السعادة" ذو المرجعية الإسلامية الذى أسسه "نجم الدين أربكان" كما تعمدوا تسريب أحاديث أسروا بها لأنفسهم في نجواهم بأنهم يحاذرون الاتصال بالأحزاب السياسية الأخرى المنافسة لحزب أردوغان ـ وعلى رأسها "حزب السعادة" ـ خشية إغضاب أردوغان ، قال لى هذاـ يومًا ـ "عمرو دراج" في محادثة تليفونيةٍ بينى وبينه .

كان الإخوان يدركون ـ جيدًا ـ ما يفعلونه في تركيا وفق رؤيةٍ واضحةٍ لكل ما يجرى هناك فوقفوا على ناصية كل الطرق وأرضوا الجميع إن لم يكن علنًا ففي السر.

وأضاف دارت الأيام دورتها ولا جديد يطفو على السطح في نمط العلاقات التركية الإخوانية المستقرة إلى أن وصل الشقاق ـ فجأةً ـ إلى منتهاه بين جناحى الإسلام السياسى في تركيا : "حزب السعادة" و"حزب العدالة والتنمية" ، حيث تحالف ـ ولأول مرة ـ الأول ضد الثانى مع أحزاب اليسار التى تضم أغلب أفراد الطائفة العلوية هناك في الانتخابات الرئاسية البرلمانية الأخيرة في تركيا وتمكن من أن يكبده خسارةً ليست بالهينة في عدد مقاعد البرلمان التركىِّ التي أحرزها في الانتخابات السابقة .

وأوضح كيف استغل الإخوان مساحة الاختلاف بين جناحى الإسلام السياسىِّ في تركيا وأنهم الذين ساهموا في اتساعها، وأن ذلك وضع حزب السعادة في حرجٍ من أمرهم فلم يجدوا ما يقولونه إلا التأكيد على أنهم لا يسعون لإسقاط أردوغان وإنما هم ـ فقط ـ يريدون تحقيق مطالبهم التي يتجاهلها من خلال التحالفات مع أحزاب المعارضة ، وقال نفرٌ منهم إن الأخوان هم وراء كل هذا ، مشيرا إلى أنه لم يتفاجأ بهذا وقد تصدرت صور "حسن البنا" ملصقات "حزب السعادة" ومطبوعاته الدعائية حتى صارت تملأ الشوارع والميادين التركية.

وأشار إلى أنه يستشعر انقلاب الإخوان على أوردوغان، لأنهم أيقنوا أنه يريد أن يجعلهم أتباعًا له ولن يمنحهم هو وحزبه إلا ما يحقق مصالحه هو لا مصالحهم هم ؛ لذلك فإنهم قد عمدوا ـ سرًّا ـ إلى أصدقائهم القدامى في "حزب السعادة" يمارسون السطوة من خلالهم بتمويلهم بالمال وإمدادهم بالخبرة الإخوانية المتطورة في "تكنولوجيا" الشر ليجعلوا منهم جماعة ضغطٍ تحقق مصالح الإخوان وتمنحهم السيطرة والنفوذ في تركيا.

وتابع: بلا أدنى شك ومن منطلق معلوماتٍ موثقةٍ أؤكد أن الإخوان قد تواصلوا خلال العقود الثلاثة الماضية مع كافة الفرق والجماعات الإسلامية حول العالم بما فيها جماعة "فتح الله كولن" المناوئة لنظام أردوغان ، ومن المؤكد ـ أيضًا ـ أنهم قد حافظوا على أواصر علاقاتهم القديمة بجماعة كولن وحرصوا على الاتصال بها والتعاون معها ـ سرًّا ـ لإسقاط نظام أردوغان بدليل أنهم في الوقت الذى كانوا فيه يهللون لأردوغان ويسبحون بحمده ويباركون انتصاراته على أعدائه لم يتجاسروا على المساس بكولن وجماعته بكلمةٍ تسىء إليهم ولم ينالوهم بسوء قط ، بينما تتفلت الكلمات من أفواههم ـ بين الحين و الآخر ـ لتبدى ما كانوا يكتمون من سخطٍ وغضبٍ على أردوغان كما فعل محمود حسين في حديثه عبر إحدى فضائيات الإخوان حين ذ كر أن "أربكان أقرب إلى فكر الإخوان من أردغان " قاصدًا المزايدة عليه .

لم يكن حوار "محمد ناصر" مع مستشار الرئيس التركىِّ "ياسين أقطاى" الذى ناقش فيه معه ممارسة الدعارة في تركيا وليد مصادفةٍ بحتةٍ أو مجرد دندنةٍ إعلاميةٍ على أوتار الدين بل كان لقاءً تكتيكيًّا مُدَبَّرًا لإحراج نظام أردوغان على مستوًى شعبوىٍ واسعٍ المدى في تركيا وفي سائر بلاد المسلمين التي يسعى أردوغان إلى التواصل معها من منطلقٍ قومىٍّ إسلامىٍّ.