رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلمانية في الدول العربية

جريدة الدستور

العلمانية كما أشرنا من قبل هي الفصل بين الدين والسياسة وعدم التباس الدين بالسياسة وماينتج عنه من اساءة للدين ومشاكل تعتري النظام السياسي والاجتماعي وتهدده. والعلمانية من حيث التطبيق لها صور مختلفة. فهناك الدول الدينية الاسلامية مثل ايران وأفغانستان وباكستان والمملكة العربيةالسعودية. وفيها العلمانية تكاد تكون منعدمة لوجود نظام حكم اسلامي يعتبر العلمانية مناهضة للدين وأحكام الاسلام. 

وعلى العكس هناك دول تعتبر الدين متعارضا مع العلمانية فتستبعده ولا تأخذ بأحكامه. والاثنان يتسمان بالمغالاة والتطرف. 

أما اذا تحدثنا عن الدول العربية ذات الأغلبية الاسلامية فلا يخفى ماللدين من ثقل في الحياة العامة وعلى الصعيد السياسي. ويختلف فيها تطبيق العلمانية بقدر ماللدين من أثر وقيود تحد من تطبيق النظام العلماني.

فالركيزة الأساسية لنظام الحكم في العربية السعودية هي اقامة شرائع الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبقا للشريعة الاسلامية. والمواطن السعودي ولد لكي يكون مسلما. وليس للدولة دستور مدني انما دستورها القرآن والسنة. وكبديل للدستور المدني أقرت المملكة مايسمى "النظام الأساسي للحكم" ويتضمن ثلاثا وثمانين مادة وينص على أن الحكم يستمد سلطته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فلا مكان للعلمانية ولا فصل بين الدين والسياسة ولا مجال لوجود أحزاب أو تيارات سياسية أو معارضة وان وجدت فهي غير شرعية ومرفوضة من الدولة. ويتهم الغرب العربية السعودية ونظامها الملكي المطلق بتعقب المعارضين رجالا ونساء واعتقالهم واضطهادهم دون مبرر. 

وكان للحركة الوهابية التي ظهرت في القرن الثامن عشر دور مهم في تعزيز التيار السلفي المتشدد في المملكة ودول أخرى مثل تونس ومصر. وهدف الحركة هو احياء الدعوة السلفية واعلان الجهاد واعادة الدعوة السنية الى نقائها ورفض الشيعة وفي عام 1991 أنشأت السعودية مايعرف بالصحوة الدينية أنفقت عليها مايقرب من 16 مليار دولار لنشر الفكر الوهابي ماكان له دوركبير في نشر المظاهر الأصولية في في المملكة وخارجها مثل انتشار الحجاب والنقاب بين النساء واطالة اللحى عند الرجال وعدم اختلاط النساء بالرجال. 

الا انه في الفترة الأخيرة ظهرت حركة انفتاح وتجديد فاصبح للمغنى والترفيه والسينما والمسرح دور في حياة أهل المملكة بعد ان كان محظورا. 

وهناك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن مهامها التأكد من تطبيق النساء ارتداء الحجاب ومنع ممارسة أية أنشطة دينية غير اسلامية ومنع الخمر. وفي شهر ابريل 2016 أوصى مجلس الوزراء السعودي بأن تمارس الهيئة دورها بلين ورفق ودون اجراءات تعسفية من ضبط ومطاردة. 

ويحظر على الأجانب غير المسلمين الحصول على الجنسية السعودية كما يحظر اقامة دور عبادة غيراسلامية في المملكة استنادا الى الحديث النبوي " لايجتمع دينان في جزيرة العرب".

 كما أن هناك حظر اصدار منشورات أو رموز دينية غير اسلامية كالأناجيل والصلبان والصور الدينية. والمسيحيون الاجانب وقد زاد عددهم مع انفتاح السعودية على الغرب يمارسون شعائرهم الدينية في منازلهم أو في أماكن خاصةمع منع المجاهرة بشعائرهم. ولم يحدد القانون عدد المشاركين أو نوع الأماكن. وقد يمتنع الراغبون في ارتيادها خوفا من ملاحقة الشرطة للاشتباه في مسلكهم. وقد استنكرت منظمات حقوق الانسان كل ذلك باعتباره منافيا لمبدأ المعاملة بالمثل.

ويختلف الأمر بعض الشيئ في دول الخليج الأخرى حيث حرية العبادة مكفولة في الكنائس ولكن دون مجاهرة. وابرز مثال على هذا الاتفاق على بناء كنيسة بمناسبة زيارة البابا فرنسيس للخليج مؤخرا. ومن القواعد السائدة أن لاتكون بنايات الكنائس أعلى من البنايات المجاورة وبخاصة المساجد وأن لاتظهر عليها علامات خارجية كالصلبان أوالتماثيل.. ويوجد عدد من الكنائس في دول الخليج كما يوجد عدد من الهبنات تقوم بعمل مرموق في خدمة المجتمع. وهي موضوع تقدير واحترام.