رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل هرب"البغدادي" زعيم تنظيم داعش؟

جريدة الدستور



وقعت انشقاقات في صفوف عناصر تنظيم داعش الإرهابي؛ لأن زعيمهم أبوبكر البغدادي فر في وقت تشتد فيه الضغوط العسكرية قبل معركتهم الأخيرة بسوريا.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، على موقعها الإلكتروني، استند على مقابلات مع "دواعش"، سلّموا أنفسهم لمقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" التي تخوض آخر معاركها ضد التنظيم الإرهابي.

وقالت الصحيفة إن عناصر تنظيم "داعش" يشعرون بغضب وخيبة أمل عميقة؛ لأن البغدادي اختفى في الصحراء بدلا من المشاركة في المعركة الأخيرة للتنظيم ببلدة باغوز شرقي سوريا.

يأتي ذلك في الوقت الذي تحكم قوات التحالف المتقدمة حصارها على آخر جيب للتنظيم في بلدة باغوز، وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو نصف ميل مربع (1.295 كم2) في وادي الفرات.

ووفقا للصحيفة البريطانية، كشفت المقابلات التي أجريت مع عناصر في "داعش" وزعماء محليين ومسؤولين غربيين (لم تسمهم) عن شعور بـ"خيبة أمل داخلية عميقة" من الخليفة المزعوم، أسفرت عن انشقاقات داخل التنظيم.

وأكد عدد من المسؤولين المحليين والإقليميين والغربيين للصحيفة، أنهم لا يعتقدون أن البغدادي موجود في الجزء الأخير من أراضي "داعش"، ورجحوا أنه ربما يكون في صحراء محافظة الأنبار غربي العراق، حيث كان يرتبط قادة "داعش" بروابط أسرية.

ومنذ إعلان قيام ما أسماها "دولة الخلافة" المزعومة من مسجد "النوري" التاريخي بالموصل (شمال) في خطاب مصور صيف 2014، توارى البغدادي عن الأنظار ولم يظهر في أي تسجيلات مصورة للتنظيم، لكنه أصدر عددا من الرسائل الصوتية المشوشة حث فيها أتباعه على "الصمود".

وكان آخر تسجيلات البغدادي في أغسطس/آب 2018، ودعا فيه أنصاره لاستهداف الغربيين بالبنادق والقنابل والسكاكين.

فجر غياب البغدادي موجة انشقاقات عميقة داخل التنظيم، الذي تتلاشى دولته المزعومة في ظل حصار مشدد تفرضه "قوات سوريا الديمقراطية" على آخر جيب له في سوريا.

ويُعتقد أن البغدادي أُصيب بجروح بالغة في غارة جوية عام 2015، وأفادت تقارير بوفاته عدة مرات، رغم أن العديد من مسؤولي الأمن الغربيين والإقليميين يعتقدون أنه لا يزال على قيد الحياة.

وفي تقرير منفصل، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن دولة "داعش" المزعومة تحولت إلى "جحيم من الدخان والنار"، وفلول التنظيم محاصرون في معقلهم الأخير بقرية باغوز، التي تهزها انفجارات قوية وتغمرها كرات ضخمة من النيران.

وأشارت إلى أن هذا المشهد، نتيجة قذائف قوات التحالف التي أصابت مستودعا للذخيرة لمسلحي "داعش" الذين يتكتلون في آخر معقل لهم بعد معارك استمرت نحو 5 سنوات، توسع خلالها التنظيم ليضم مساحات شاسعة من العراق وسوريا قبل أن يبدأ في التقهقر.

وأكدت أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تسعى للانتهاء سريعا من آخر معقل للتنظيم، بعدما أقرت هدنة 10 أيام لإخراج المدنيين والنساء والأطفال، حيث بدأت المعارك مجددا في باغوز بقوة أكبر وعلى نحو غير مسبوق، بينما يتقدم مقاتلو "قوات سوريا الديمقراطية" لحصار عناصر التنظيم الذين يرتدي أغلبهم أحزمة ناسفة.