رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود الرضواني يكشف أسرار قوة إخوان أوروبا وظهورها في انتفاضة فرنسا

الدكتور محمود الرضواني
الدكتور محمود الرضواني

كشف الداعية السلفي الدكتور محمود عبدالرازق الرضواني صاحب قناة البصيرة الفضائية أسرار تأثير جماعة الإخوان في أوربا، وظهور عناصر منها في انتفاضة السترات الصفراء في فرنسا.

وأكد في تصريحات خاصة لـ "أمان" أن المناخ الأوربي كله مهيأ لاستقبال أفكار الجماعة، التي تصادم المجتمعات المسلمة، مشيرا إلى أن فكرة حسن البنا الأساسية هي تحقيق استاذية العالم، او ان له الحق في تحقيق الخلافة الكونية، وأنه نصب نفسه بدلا من النبي صلى الله عليه وسلم، واعتبر أن دعوته موجهة للبشر جميعا، بما فيهم بالطبع الأوروبيين، مشيرا إلى أن الجماعة استغلت الفراغ الديني الموجود في أوروبا وملأته باعتبار أنها تمثل الدين الإسلامي، وبالتالي في ظل هذه المناخ الذي يخلو من صوت آخر،غير أصوات الجماعات الأخرى التي خرجت جميعها من رحم الإخوان، استقبل الأوربيون الذين اعتنقوا الإسلام أفكار الجماعة على هذا الأساس.

وأضاف أن الخطاب الإخواني في المجتمعات المسلمة يواجه بمعارضة كبيرة من الذين يفهمون الدين الصحيح، لأن الجماعة تنظر إلى المجتمعات سواء الإسلامية أو غيرها على أنها مجتمعات كافرة، وتتعامل معهم على أنهم يمثلون كفار قريش في العهد المكي، وأن الإخوان بمنزلة الصحابة وأن من تبعهم فقد دخل في دين الله، ومن فارقهم فقد خرج من الدين.

وقال الرضواني إن هذه الفكر حينما يظهر في البلاد الإسلامية لابد أن يُحدث انشقاقا بين المسلمين ويؤدي إلى وقوع المسلمين في الفتن، لأن المجتمعات بالفعل مسلمة، لا تحتاج لهذه الجماعات، فتواجه هذه النظرة المتعالية من الجماعة بحالة من المعارضة نظرا لوضوحها، أما في البلاد غير الإسلامية فالأمر يختلف تماما، فحينما يصف الإخوان هذه المجتمعات بالكفر بدين الإسلامن فلن يجدوا معارضة، لأنهم بالفعل لا يؤمنون بالإسلام، على عكس الدول الإسلامية.

وقد استطاع الإخوان التغلل داخل هذه المجتمعات في أشكال وألوان مختلفة، منهم من استغل أن الغرب يفتح أبوابه لما يسمى اللجوء السياسي فهربوا بجرائمهم من بلادهم الأصلية محملين بفكرهم التكفيري، الذي يكفر المجتمعات الغربية، التي لا تعتنق الإسلام بالفعل، وأوهموا المتعاطفين معهم في البلاد الغربية، أنهم يمثلون الإسلام الصحيح وأنهم يحملون الخير للبشرية، وأن بلادهم التي جاءوا منها تحارب هذه الأفكار ولا ترغب فيها، رغم أنها ترفع شعار الإسلام في الظاهر، وبالتالي استطاعوا اجتذاب الكثير من الذين تعاطفوا معهم على مر العقود الماضية وكونوا من خلالهم مراكز قوى كبيرة خاصة في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي شهدت خلال الأيام الماضية ما يمكن أن نطلق عليه "ركوب" الجماعة على انتفاضة السترات الصفراء كعادتهم.

واشار الرضواني إلى انه لم يستغرب الأخبار التي أشارت إلى مشاركة الإخوان في مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا أو غيرها من الدول الأوروبية، مضيفا أن دعوة الإخوان في البلاد الإسلامية تعمل على زرع الانشقاق بين المسلمين، أما في أوربا فالمناخ هناك مهيأ لها تماما، وهذا لا يهدد أوروبا وحدها التي آواتهم ودافعت عنهم بل واستخدمهم البعض في نشر الفوضى في بلاد المسلمين، ولكن هذا التواجد يمثل تهديدا للدول الإسلامية، حينما يكتشف الأوربيون خطورة الجماعة وينسحب ما يرونه من تصرفاتهم وأفكارهم على الإسلام، الذي شوهوا صورته وأوهموا المتعاطفين معهم بأن هذا هو الإسلام.