رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يستغل الإسلاميون الاضطرابات السياسية بجزر القمر؟

أرشيفية
أرشيفية

تواصلت المواجهات بأسلحة آلية، بين القوات الأمنية في جزر القمر، ومتظاهرين معارضين لنظام الرئيس "غزال عثمان، لليوم الثاني على التوالي، في شوارع موتسامودو عاصمة الجزيرة أنجوان.

وأدت المواجهات إلي مقتل شخصين، وسقوط عشرات الجرحى، بحسب "فرانس برس" التي قالت إن رجلا يدعى"أحمد" قتل لكن جثته لم تصل إلى هنا"، ولديه زوجة في موتسامودو، فيما أبدت مصادر تخوفها من وجود إسلاميين ينتمون لتيارات متشددة وراء الاضطرابات.

واتهمت سلطات جزر القمر، حزب الشمس "حزب جووا" المعارض، بالوقوف وراء الاضطرابات إلى فرض حظر للتجول طوال الليل فيها، فيما تواصل إطلاق النار حول المدينة" موروني" عاصمة الأرخبيل.

وأكد شهود أن بعض المحتجين كانوا يحملون أسلحة أوتوماتيكية، وأن جنديا سابقا طلب التكتم على هويته "هم مقنعون"، فيما يرتدي آخرون بزات عسكرية، ونجحوا في احتلال المدينة، وأن قوى الأمن لا تجرؤ على دخولها.

وكان المتظاهرون يرددون "ليرا".. "حان الوقت بلغة جزر القمر"، فيما بدأت أصوات إسلامية تتردد بشوارع "العاصمة"، ودفع السلطات إلي التخوف بتحول شعار المجموعات المسلحة للانفصال، إلي شعار لولاية إسلامية، بعكس أحداث أزمة الجزيرة وكل الأرخبيل من 1997 إلى 2001، حسب السكان.

ويحتل الجيش منذ صباح اليوم الثلاثاء، المداخل الرئيسية للمدينة، التي تحولت إلي مدينة خالية من السيارة والمترجلين، منذ أمس الاثنين، بوضع عدد من الحواجز، وباتت معظم المحلات التجارية مغلقة وأغلب السكان يلازمون منازلهم.

وبدأت تأزم الوضع السياسي في جزر القمر، منذ الاستفتاء الدستوري الذي جرى في 30 يوليو الماضي، فاز فيه مؤيدو النعم بـ 92،74% من الأصوات، تمكن خلالها الرئيس"غزالي عثمان" من تنفيذ حزمة إصلاحات، بعد تمكنه من شغل منصبه لولايتين متعاقبتين.

ومنذ 2001، يشغل الرئاسة كل خمس سنوات ممثل عن واحدة من الجزر الثلاث في البلاد "القمر الكبرى وأنجوان وموهيلي" وهو النظام الذي سمح بعودة الهدوء إلى الأرخبيل الذي تهزه انقلابات والأزمات انفصالية منذ استقلاله عن فرنسا في 1975.

وكان خصوم "غزال" قد قاطعوا الاقتراع بوصفة "مهزلة" ونظام حكمه بـ"جمهورية موز" وأعلن "عثمان" الذي انتخب في 2016، بوضع تشريعات تضمن له الرئاسة حتى 2029، أوقف العشرات من معارضيه، بعد أن اتهم "بالتآمر" ضد الدولة.

وكان الرئيس السابق للأرخبيل عبدالله سامبي، المتهم في قضية فساد ويخضع للإقامة الجبرية، منذ خمسة أشهر في منزله في ضاحية موروني، ويقود سامبي المتحدر من جزيرة أنجوان "حزب جووا"، بعد أن اتهمه وزير الداخلية محمد داود، مساء الاثنين، بالوقوف وراء الاضطرابات.

وإن "حوادث أنجوان" تشكل انتفاضة عفوية، للسكان للتعبير عن رفضهم السجن التعسفي ومصادرة الحريات، وأن "الديكتاتورية تستدعي المقاومة".