رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللحظات الحرجة في "سبك الأحد".. تفاصيل الجمعة الأولى بعد منع رسلان من الخطابة

الداعية السلفي محمد
الداعية السلفي محمد سعيد رسلان خلال تواجده بمسجده

‎الداعية السلفي: ملتزم بقرار الأوقاف وولي الأمر أدرى بالبلاد.. ونجله مستمرون في توصيل العلم لمن يريده.. ولسنا مداخلة أو جامية
عضو مجلس نواب يتحدى "الأوقاف"
‎والمريدون: ملتزمون بالعلم الصحيح ولن نخرج على ولي الأمر كما أمرنا الله





‎شهدت قرية سبك الأحد بمحافظة المنوفية، حالة من الحذر والحيط خلال الساعات الأولى من أمس الجمعة وذلك قبل أداء صلاة الجمعة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات دون الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، حيث احتشد تلاميذه حول المسجد بالمئات مطالبين بتقديم دروسه وخطبه كما كان يفعل في السابق قبل منعه من وزارة الأوقاف، البعض منهم اعتبر أن هذا القرار نصرة لأنصار جماعة الإخوان وغيرهم من "الخوارج" –على حسب وصفهم-، بينما اعتزم آخرون التقدم بطلبات عدة كتظلمات لوزارة الأوقاف للعدول عن هذا القرار.

ساعات قليلة عاشتها قرية "سبك الأحد"، تمثل فيها الحزن والتوتر، بعيدًا عن الناحية الدينية رأى بعضهم أن القرار سيؤثر عليهم بالسلب من الناحية الاقتصادية، حيث تحدث العم علي عثمان (52 سنة)، بقوله: إن القرية انتعشت اقتصاديًا منذ اللحظات الأولى لصعود "الشيخ" للنجومية، حيث تحولت إلى منتجع ديني يتوافد عليها الرجال والنساء بهدف العلم على يده، وهو ما كان يعود على القرية بالإيجاب من الناحية الاقتصادية.



‎بينما تحدث عبد الله، نجل الداعية السلفي بكلمات مختصرة رافضًا التحدث عن أي شىء خاص بوالده، قائلًا: أزمة وهتعدي ولن نصنع عداءات مع الدولة المصرية، لأننا نلتزم بطاعة ولي الأمر ولن نخرج عليه، وسنتقدم في القريب العاجل بتظلم من القرار لوزارة الأوقاف لبيان حقيقة هذا المنع، كما أن أعمال الجامعة الدينية والمعهد والمكتبة الخاصة بالداعية السلفي مستمرة، كما سيتم نشر الدروس الخاصة وحلقات العلم على الإنترنت، لاستكمال الطلاب الدراسة المقررة عليهم.

‎وأضاف عبدالله، في حديثه لـ"أمان"، أن الأسباب التي حصلنا عليها من خلال الصحف والمواقع غير حقيقية واتهامات باطلة ومغرضة، كما أن الشيخ منهجه واضح منذ البداية فكيف يدافع عن الأنبياء والرسل والصحابة ويهاجم من يتلفظ عنهم ويقوم هو بنفس الفعل؟

وأوضح أن الداعية السلفي محمد عبدالحي الذي نشر صوتيات يزعم فيها أنه من تلاميذ الشيخ رسلان كذب وافتراء، كما أن الصوتيات التي اقتطعها لأبي ليست صحيحة ولم يفهم المقصود منها، مؤكدًا أن منهج الشيخ رسلان هو اتباع النبي وليس مدخليا أو جاميا. 

‎وأشار إلى أن المقاطع الصوتية التي زعم أحد الشباب أنه من تلاميذ "الشيخ" غير صحيحة، ومقتطعة من سياق حديثه وسنتقدم للوزارة بهذه الفيديوهات كاملة دون اقتطاع، ليس دفاعًا عن الشيخ ولكن لاستكمال علمه الذي يتتلمذ على يده الآلاف من الشباب.




‎وفي مساء الأربعاء الماضي، قررت وزارة الأوقاف إلغاء تصريح محمد سعيد رسلان ومنعه من صعود المنبر أو إلقاء أي دروس دينية بالمساجد لمخالفته تعليمات وزارة الأوقاف الخاصة بخطبة الجمعة، مؤكدة أنه لا أحد فوق القانون أو فوق المحاسبة.


‎وذكرت الوزارة، أنه تم تكليف الشيخ أحمد عبدالمؤمن وكيل الوزارة بأوقاف المنوفية بأداء خطبة الجمعة بالمسجد الذي كان يخطب به محمد سعيد رسلان مع تعيين إمامين متميزين للمسجد، مشيرة إلى أنها لن تسمح لأحد كائنا من كان بالتجاوز في حق المنبر أو مخالفة تعليمات الوزارة أو الخروج على المنهج الوسطي أو اتخاذ المسجد لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد.


ومع أذان الجمعة دخل "رسلان"، دون أن يصعد المنبر، ولكنه جلس بين المصلين ويلتف حوله مريدوه، بعضهم يقبلون يديه ويدعون بأن يفك الله كربه، وآخرون يبكون حزنًا على الداعية.


‎وحاول "أمان"، التواصل مع الداعية إلى أنه رفض التحدث إلى وسائل الإعلام، مكتفيًا بكلمة "اللي عندي قولته في البيان الذي صدر عني الخميس الماضي"، الذي قال فيه "يجب علينا أن ننظر إلى ما قَدَّرَهُ الله تعالى وقضاه؛ مما يُؤلِمُنَا ولا يُوُائِمُنَا من جهتين:من جهة الشرع، ومن جهة المصلحة، فأما من جهة الشرع: فالواجب عند الإصابة بالمكروه أن نصبر، ونُسَلِّمَ لقضاء الله وقَدَرِهِ، وأن نعلم أن ما أصاب العبد فإنما هو بذنبه؛ فيتوجه لَومُنَا لأنفسِنَا، ونُحْدِثُ لله تعالى توبةً نصوحًا، فما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة".


‎وأضاف: "وأما جهة المصلحة: فإن ولاة الأمر مسئولون عن مصالح البلاد والعباد أمام الله ثم أمام الناس والتاريخ، وهم أدرى بمصلحة البلاد مِنَّا، وأبصرُ بها عينًا، فلا نَفْتَاتُ عليهم، ونسمع ونطيع لهم ما لم يأمروا بمعصية. ولا يجوز أن يتناول أحدٌ وزيرَ الأوقاف بكلمة خشنة، فضلًا عن الكلمة النابية، وما قَدَّرَهُ الله تعالى وقضاه اختبار لأصحاب منهاج النبوة في التطبيق العملي، بعد ما أدوا ما عليهم من البيان العلمي، فيما يتعلق بحقوق ولاة الأمر.

‎واختتم البيان "وأما الرجاء: فأرجو كل من يشهد الجمعة في المسجد الشرقي، أن يجعل السعي إلى الصلاة: عبادة، والنطق بالكلام ذكرًا وإنابةً، وأن يضبط اللفظ في محلِهِ بما يحبه الله ويرضاه".




‎وخلال جولات "أمان" بين أرجاء المسجد، تحدثنا مع مجموعة من مريدي الداعية السلفي، حول القرار وما قد يحدث مستقبلًا، حيث قال محمدي علوان شاب نيجيري، يقيم في "سبك الأحد" منذ ثلاث سنوات، جئت بحثا عن العلم الديني، وأقام بجوار "رسلان"، بقوله: إن الشيخ لم يؤذ أحدا في حديثه أو خطبه وكل ما يفعله أنه يدافع عن الشرع وعن الدين الإسلامي، دون النظر إلى مسميات أو أهواء شخصية كما يدعي البعض.

‎وأضاف علوان في حديثه، أن "رسلان بالبيان الذي أصدره الخميس هدأ من روع الشباب خاصة أن حالة من الغضب انتابت جميع الحاضرين، ولوقف المفاسد التي كان من المتوقع أن تحدث أصدر هذا البيان وتحدث معنا لأكثر من مرة، وأكد أنه يبحث عن وسيلة جديدة لاستكمال دروس العلم".

وقال علي الرحماني شاب إنه يأتي من القاهرة كل خميس ومعه زوجته وأطفاله يعيشون داخل المسجد، حتى السبت، لحضور دروس وخطب الشيخ، والذي عبر عن حزنه الشديد بقوله "ما عهدنا عليه إلا كل خير وندعو الله أن يفك كربه". 

وبعد انتهاء خطبة الجمعة، تحدث صابر عبد القوي عضو مجلس النواب عن دائرة أشمون، أمام المواطنين، قائلًا؛ "أنا كنت هخلي محمد سعيد رسلان يخطب في المسجد، واتحدى وزارة الأوقاف، لولا أن موقف رسلان النبيل أنه يخالف الوزارة، منعني من القرار".

وأشاد "عبد القوي"، بموقف رسلان، واتباع الأوامر، مشددَا على أنها مشكلة طارئة وستحل قريبًا.

وفي مفاجأة غير متوقعة، تحدث محمد سعيد رسلان أمام المواطنين بعد انتهاء الخطبة، رغم قرار الأوقاف بمنعه من التحدث نهائيًا داخل المسجد، قائلًا؛ إن الموضوع مخالفات مالية وهينتهي قريبًا، داعيا لولي الأمر، وخلال كلمته ازدادت دموع المحبين ودعواتهم بأن يفك الله كربهم، إلا أنه حاول أن يتماسك ويطالبهم بالسمع والطاعة لولي الأمر.