رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر العمر.. حقيقة زعيم السرورية الأبرز وعلاقاته الخفية بإخوان مصر

ناصر العمر
ناصر العمر

صاحب البيزنس المشبوه مع حسين يعقوب تلميذ سيد قطب يدعو لتكفير المسلمين ويشجع الإرهاب..
قطر تمول مشروعاته المشبوهة بمساعدة يوسف القرضاوي
ابتكر علما جديدا لإلغاء الفقه الإسلامي بزعم مسايرة الواقع



بدأت المملكة العربية السعودية سلسة من الاعتقالات لعدد من شيوخ ما يسمى تيار الصحوة، منذ عدة شهور في إطار تطهير المملكة من الافكار المتطرفة، التي ترسبت مع الزمن بفعل تلاميذ حسن البنا المنتمين لمدرسة سيد قطب، نظرا لعلاقاتهم المشبوهة مع الجماعات الإرهابية التي تكفر المجتمعات المسلمة، إضافة إلى تحريضهم على بث الفتنة في العالم الإسلامي، وليس في المملكة السعودية وحدها، من ابرز هؤلاء سلمان العودة، وسفر الحوالي، وآخرهم ناصر العمر الذي ألقت السلطات السعودية القبض عليه السبت الماضي، السطور التالية تلقي الضوء على أبرز المحطات في تاريخ ناصر العمر وافكاره وعلاقاته بقطر والجماعات والشخصيات المتطرفة خاصة في مصر والسعودية.



التمويل القطري بحضور حسين يعقوب

 

في 10 فبراير 2012 افتتح ناصر العمر في العاصمة القطرية الدوحة مقر الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم (تدبر) بصفته رئيسا، وبحضور القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، وعدد من الأعضاء المؤسسين للهيئة، تحت رعاية وزير الأوقاف القطري الدكتور غيث بن مبارك الكواري، والدكتور عبد الله التميمي الأمين العام المساعد للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، وكل من عايض بن دبسان القحطاني وعبد الله النعمة العضوان المؤسسان بالهيئة، والدكتور عمر مقبل، والشيخ محمد الربيعة، والشيخ عصام العويد، والشيخ عادل المعاودة، والشيخ محمد عبد الكريم، والشيخ عبد الله بصفر رئيس الهيئة العامة لتحفيظ القرآن الكريم.

 

حضر حفل الافتتاح الذي أقيم بأحد فنادق العاصمة القطرية الدوحة، الداعية المصري الشهير الشيخ محمد حسين يعقوب الذي تربطه علاقة قوية بناصر العمر، وتكررت زياراته إلى قطر لالتقاء قيادات الإخوان الهاربين بالعاصمة القطرية.


تشجيعه على العمليات الإرهابية ضد المسلمين

 

في عام 2011 أصدر عبدالعزيز بن ناصر الجليل كتاب "التربية الجهادية في ضوء الكتاب والسنة"، حاول فيه تلافي الأخطاء التي وقعت فيها الجماعات الإرهابية، وأراد ترتيب صفوفهم من جديد، وقد منعت المملكة السعودية طباعته لديها نظرا لاحتوائه على دعوات تكفيرية، ورغم ذلك فقد احتفى به ناصر العمر احتفاء كبيرا واعتبره نصرا مؤزرا لفصيله ونصحهم باقتنائه وتعليمه لأبنائهم، وشمل الكتاب ما يلي:

 

- التصريح بتكفير جميع الدول الإسلامية وأنه لا توجد اليوم دولة إسلامية.

- القول بكفر الحاكم بغير من أنزل الله من دون تفصيل.

- الخطباء والدعاة إلى عدم الإنكار العلني على من أسماهم بالمجاهدين، وفي الوقت نفسه يدعوهم إلى نقد الحكام علانية.

 

يقول المؤلف:

"ليس المعني في الموقف الثاني تلك الحركات الجهادية التي تدافع عن المسلمين في أفغانستان والشيشان وغيرها، وإنما المعني هم أولئك الذين يرون مواجهة الأنظمة الطاغوتية في بلدان المسلمين، دون الحصول على الحد الأدنى من الإعداد والقدرة، وقبل وضوح راية الكفر في تلك البلدان للناس، ودون وضوح راية أهل الإيمان مقابل ذلك، مما ينشأ عنه اللبس والتلبيس علي الناس فتختلط الأوراق، ويجد هؤلاء المجاهدون المستعجلون أنفسهم وجها لوجه أمام إخوانهم المسلمين الذين غرر بهم، ولُبّس عليهم وقيل لهم بأن حكومتكم شرعية، وأن الخارجين عليها متطرفون إرهابيون مفسدون ولم يجد الناس من يزيل عنهم هذا اللبس، فحينئذ تقع الفتنة بين المسلمن، ويقتل بعضهم بعضا".

 

ولا شك أن هذه الكلمات ترجمة لمنهج سيد قطب في تكفير المجتمعات والحكومات المسلمة بلا استثناء، وقد وجدت صدى واسعا لدى الجماعات الإرهابية.

 


علاقة ناصر العمر بالكتاب

 

في أحد دروسه التي حذفها علي موقع "المسلم" التابع له، واستطاع "أمان" الحصول على نسخة منها" أثنى ناصر العمر على الكتاب الذي يعد واحدا من أبرز الكتب التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة، فقال:

 

"أقول إن الأمة لابد أن تتوسع في مياديين الجهاد، وستلتحم أكثر مع أعدائها، ولن ينتهي ذلك الا بانتصارها بإذن الله ولابد أن نعي ذلك على مستوى أنفسنا ومستوي أبنائنا، نعلمهم من هو عدوهم الحقيقي، من هم اعداؤهم وعلى ذلك التربية الجهادية بمعناها الشامل المتكامل من أحوج ما نحتاج اليه، أحيلكم إلى أفضل ما اطلعت عليه في هذا الموضع وهو كتاب "التربية الجهادية في ضوء الكتاب والسنة"، للشيخ عبدالعزيز الجليل حفظه الله، وقد نشر في موقع "المسلم" كاملا، وعليه إقبال كبير جدا، والآن طبع والحمد لله الكتاب، وأنا أنصح كل واحد أن يكون هذا الكتاب بين يديه فهو كتاب عظيم من رجل مرب لا أزكيه على الله جل وعلا، هكذا عرفناه في كتبه ورسائله وكلماته، وأنصح بهذا الكتاب لأنه شامل وكتاب كبير فيقرأه الاستاذ يعلم منه أبناءه، والكبير يعلم الصغير من خلال هذا الكتاب، وما أشار إليه الشيخ من مراجع مهمة في هذا الجانب".

 

ويعتبر كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب المرجع الرئيسي الذي اعتمد عليها مؤلف الكتاب.



المنهج الحركي

 

يعتبر الداعية السعودي ناصر العمر أحد مترجمي افكار سيد قطب، في مؤلفاته التي تبدو من النظرة الأولى ملتزمة بمنهج السلف الصالح، إلا أنها تعتبر خليطا من المنهج الحركي الذي اسسه حسن البنا وسيد قطب لإعادة إنتاج مجتمع مسلم على منهجهم وأفكارهم، ومن ابرز مؤلفاته كتاب "فقه الواقع" الذي يُعد انقلابا على الفقه ودعوة صريحة لنبذه واعتماد المنهج الحركي.



قال سيد قطب في كتاب معالم في الطريق ص 56:

"والسمة الثانية في منهج هذا الدين: هي الواقعية الحركية، فهو حركة ذات مراحل، كل مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية، وكل مرحلة تسلم إلى المرحلة التي تليها فهو لا يقابل الواقع بنظريات مجردة، كما أنه لا يقابل مراحل هذا الواقع بوسائل متجمدة، والذين يسوقون النصوص المختلفة بكل مرحلة منها، الذين يصنعون هذا يخلطون خلطا شديدا، ويلبسون منهج هذا الدين لبسا مضللا، ويحملون النصوص ما لا تحتمله من المبادىء والقواعد النهائية. ذلك أنهم يعتبرون كل نص منها كما لو كان نصا نهائيا. يمثل القواعد النهائية في هذا الدين، ويقولون - وهم مهزومون روحيا وعقليا تحت ضغط الواقع اليائس لذراري المسلمين الذين لم يبق لهم من الإسلام إلا العنوان".

           

وقد فرق قطب بشكل أكثر صراحة بين الفقه التقليدي، وبين الفقه المخترع- فقه الواقع- فقال في فقرة تالية:

 

" إن "فقه الحركة" يختلف اختلافًا أساسيًا عن "فقه الأوراق" مع استمداده أصلا وقيامه على النصوص التي يقوم عليها ويستمد منها "فقه الأوراق"!

إن فقه الحركة يأخذ في اعتباره "الواقع" الذي نزلت فيه النصوص، وصيغت فيه الأحكام. ويرى أن ذلك الواقع يؤلف مع النصوص والأحكام مركبا لا تنفصل عناصره. فإذا انفصلت عناصر هذا المركب فقد طبيعته، واختل تركيبه."

 

واستلهم ناصر العمر هذه الافكار وحولها إلى كتاب فقه الواقع.

 

ويعرف فقه الواقع فيقول:

 

"هو علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثرة في المجتمعات والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة والسبل المشروعة لحماية الأمة ورقيها في الحاضر والمستقبل".

 

ويشير إلى أنه لا يلزم أن يكون المتخصص فيه من خريجي الكليات الشرعية، فيقول:

" ولا يستلزم أن يكون المتخصص في فقه الواقع أحد خريجي كلية الشريعة، وإنما لابد ان يكون لديه من العلم الشرعي ما يحتاج إليه في تخصصه، مما لا يعذر بجهله من فرض العين أو الكفاية".

 

ويقول: "ولنأخذ ذلك مثلا:     

 

لو قامت حرب بين فئة مؤمنة وفئة كافرة، فإن المعنى بفقه الواقع ممكن يفتقد العلم الشرعي سيحلل الأحداث، ويتوقع النتائج معتمدا على الأسباب المادية فقط، فسيبدأ في إحصاء الجيوش، وما لدى كل فريق من عدة وعتاد، والظروف الجغرافية وهلم جرا، بينما المتخصص في ذلك ممن يمتلك الدليل الشرعي سيبين أهمية الاسباب المادية وأن الله قد أمرنا بالأخذ بالأسباب.... وخير مثال حي معاصر الجهاد الأفغاني".

 

فأية فئة مؤمنة، وأية فئة كافرة التي يتحدث عنها؟


مناصرته للجماعات الإرهابية

 

استضافت قناة المجد السعودية لسان حال التيار القطبي السروي في المملكة في مايو الماضي الشيخ ناصر العمر الذي أبدى استياءه من إدراج بعض الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة على قوائم الإرهاب، وقال: إن كل من يرفع راية الجهاد سيطلقون عليها إرهابيا مثل أحرار الشام ونحوها من الفصائل الإرهابية والمسلحة في سوريا، وأضاف أن كثيرا ما يكون تصنيف جمعية أو جماعة سواء في الشام أو فلسطين أو العراق كجماعة إرهابية شهادة لهم بأنهم يقاتلون في سبيل الله وقال: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) ونصح هذه الجماعات بألا يلتفتوا إلى هذه التهم إذا كان منهجهم صحيحا على الكتاب والسنة.