رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تتفق الفصائل الشيعية على الإطاحة برئيس الحكومة العراقية بسبب إيران؟

حيدر العبادي
حيدر العبادي

اشتعلت حرب جديدة بين الفصائل والحركات الشيعية المتنافرة من جهة وبين الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي من جهة أخري، بعد تصريحات الأخير التي وصفت بالمترددة حول العقوبات الأمريكية على إيران، والتي أكد في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، أن الحكومة العراقية "مضطرة للالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران رغم عدم "تعاطفه" معها، قائلا إن بلاده عانت من 12 عاما من الحظر الدولي.
وأضاف: "لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها لأنها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها"، مشيرا إلى أن "العقوبات ظالمة بشكل عام وقد أعلنت موقفي منها".

ووضعت الفصائل والحركات الشيعية، في بيانات صحفية اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة العراقية في مرمى نيرانها، بهدف إحراجه وإظهاره بأنه يوالي الولايات المتحدة الأمريكية، وطالبت الفصائل بضرورة حيادية العراق وعدم الانجرار وراء السياسة الأمريكية التي تلحق الأذى بالشعوب، من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية، الأمر الذي وصفه مراقبون بأن هذا الموقف يمكن أن يؤدي إلى توافق بين الفصائل الشيعية المتنافرة فيما بينها، على الإطاحة بالعبادي، سواء التابعة لكل من الحوزة العلمية في "قم" الإيرانية من جانب، والحوزة العلمية في "النجف" العراقية من جانب آخر.


وحملت البيانات الصادرة عن الفصائل لهجة تهديد بالإطاحة برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الذي يحاول أن يبدي تقاربا بين حوزة النجف وحوزة قم.

مسجد براثا

وبدأت الاعتراضات من مسجد "براثا" في بغداد وهو أحد المساجد التابعة لحوزة النجف وقال خطيب صلاة الجمعة في المسجد جلال الدين الصغير في تصريحات لعدد من وسائل الإعلام المحلية: "اذهلني موقف العبادي من العقوبات الأمريكية الظالمة ضد ايران .. لا أدري وفق أي منطق سياسي أو شرعي يمكن أن يبرر موقفه ؟.

وأشار الصغير إلى أن الدستور العراقي يدعو العبادي ألا يزج العراق في أي محور دولي؛ بينما هو يزجه الى جانب المحور الأمريكي السعودي الصهيوني.. عليه أن يحفظ استقلال العراق؛ مالكم كيف تحكمون ؟.

واضاف: "خطوة العبادي ستتسبب بمضاعفة وطأة الأزمة السياسية وتُدخل العملية السياسية في نفق مظلم وستطيح بآخر آماله في الحفاظ بمداه السياسي.. الى أين تريد أن تذهب بالعراق اكثر؟".

عصائب أهل الحق

وأصدر "عصائب أهل الحق" برئاسة قيس الخزعلي، الموالي للحوزة العلمية في النجف بيانا أدان فيه موقف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بشأن العقوبات الامريكية على إيران.

وقال البيان الذي صدر مساء اليوم الأربعاء إن "اُسلوب فرض العقوبات على الشعوب هو اُسلوب مرفوض وان ما أصدرته الادارة الامريكية يشكل انتهاكا للقيم والاعراف الانسانية والقانونية."

واضاف أن "وضع العراق الحساس ومصالحه المتداخلة تقتضي على قادة البلد اتخاذ القرار المناسب الذي يلاحظ فيه مسألتان أساسيتان؛ الاولى سيادته الوطنية في اتخاذ قراراته بدون خوف او تبعية لطرف ما، والثانية تقديم مصلحته على مصالح الآخرين في ظل الظروف المعقدة والمصالح المتداخلة."

وتابع : "المحافظة على حيادية العراق وان لا يكون جزءا من المحور الإيراني لا يعني دفعه لان يكون جزءا من المحور الامريكي ويكون تابعا له في قراراته الاحادية".

وأفاد البيان بأن "كثيرا من دول العالم كدول الاتحاد الأوربي او الصين او الهند او حتى باكستان وتركيا لاحظوا سيادتهم وقدموا مصالحهم والعراقيون لا يقلون عن شعوب هذه الدول في احترامهم لسيادتهم ورفضهم لان يكون تبعا للمحور الامريكي".

وتابع "اننا في حركة عصائب اهل الحق ناسف لصدور مثل هكذا موقف من السيد رئيس الوزراء العراقي ونعتقد انه لم يكن محتاجا لإلزام نفسه والزام الدولة العراقية بمثل هكذا التزام وخصوصا ان حكومته تعمل خارج فترتها الانتخابية وبدون غطاء برلماني وبالتالي لاتخاذ قرارات بهكذا اهمية".

وأضاف "لذلك نؤكد هنا أن هذا الموقف هو غير ملزم للحكومة المقبلة والتي نأمل منها ان تكون قراراتها مبنية دائمة على مراعاة سيادة العراق ومصلحته وان لا تكون تابعة لإدارة ترامب الهوجاء في المنطقة والعالم".

تحالف الفتح والحشد الشعبي

وطالب تحالف "الفتح" الممثّل السياسي لميليشيات الحشد الشعبي والموالي لإيران حكومة العبادي بموقف صريح مساند لإيران ضدّ العقوبات.

وقال حسن سالم، العضو بالتحالف الأربعاء في بيان، إنّه "يتوجب على الحكومة العراقية من باب الوفاء ورد الجميل أن تقف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفا شجاعا ومبدئيا لمساندة الشعب الإيراني الذي قدم الأرواح والمال والسلاح في محنة العراق الأمنية بدخول عصابات داعش".