رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منشق عن الإخوان: خلافات كبرى بين أعضاء الجماعة و"الإسلاميين" في السجون

الإخوان بالسجون-
الإخوان بالسجون- أرشيفية

فجّر عمرو عبدالحافظ، القيادي الإخواني المنشق، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد وجود خلافات كبرى بين قيادات الإخوان وقيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون، وصلت إلى حد تحذير كلتا الجماعتين أعضاءهما من التعامل مع أعضاء الجماعة الأخرى.

وقال عبدالحافظ، في هذا الصدد: "منذ شهور بعيدة قدم إلى سجننا قيادي بالجماعة الإسلامية في خمسينيات العمر.. ولأنه مشتغل بالعلوم الشرعية فقد التف حوله كثير من الشباب المنتمي للإخوان أو الدائر في فلكهم.. وفي جلسة ودية بين هذا القيادي وآخر ستيني يحتل موقعا قياديا في جماعة الإخوان، طلب الثاني من الأول التوقف عن حلقات الدروس خشية تأثر الشباب به، وهدده إن رفض بأن يجعل حياته في السجن صعبة غير مستقرة يضطر معها إلى التنقل بين الزنازين من آن لآخر، ولأن الأول خبير بالسجون وما يجري فيها؛ فقد أدرك أن القيادي الإخواني يهدده بتسليط أفراد الإخوان المنتشرين بالزنازين عليه ليضايقوه ويفتعلوا معه المشكلات، مما يضطره إلى طلب الانتقال من زنزانة المشاكل إلى أخرى يظنها أكثر هدوءا، وهكذا دواليك حتى تضيق به زنازين السجن كلها".

وأضاف قائلا: "قيادي الجماعة الإسلامية لم يكن يتحدث عن الإخوان في دروسه، ولم يكن يدعو إلى أفكار جماعته.. كانت دروسه علمية محضة.. ولكن القيادي الإخواني يخشى من وجود رموز منافسة في المكان، ويدرك أن معظم أفراده لا يعرفون الفرق بين أفكار الجماعات المختلفة، بل إنهم في الغالب لا يدركون تفاصيل الفكرة الإخوانية ذاتها، ما يجعلهم عرضة للتمحور حول أي شخص يثقون به حال رفعه الراية الإسلامية".

وتابع: ليس الإخوان وحدهم الذين يفعلون هذا.. كل الإسلاميين كذلك، كلهم يوهمون أتباعهم أنهم الحق المطلق وأن الآخرين أقل درجة، ويعملون على إحاطة الفرد كما يحيط السوار بالمعصم، ويجتهدون في إبعاده عن تأثير الآخر، حتى لو كان هذا الآخر من التيار الإسلامي ذاته.

واختتم تصريحاته قائلا: "كل تنظيم يعامل أفراده كقطيع يمتلكه، ويجتهد لحمايته من الذئاب المنتشرة هنا وهناك، لا يعاملهم كبشر لهم عقول تفكر وتوازن وتقارن، ولكن كمتاع غير مسموح لغيره بأن يختطفه منه".