رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: يد الله فى مصر.. المواجهة الأولى

جريدة الدستور

- قادة الجيش ينصحون مرسى بتنفيذ مطالب الشعب.. والرئيس الإخوانى: عملتوا إيه فى تدريب مجاهدى سوريا
- القيادة العامة للقوات المسلحة ذهبت إلى مرسى يوم 22 يونيو دون موعد مسبق لتهربه من لقاء السيسى قبلها
- وزير الدفاع آنذاك قال لـ«مرسى» إن الجيش لا يريد الوصول إلى نقطة اللا عودة
- المعزول شكك فى إمكانية خروج المصريين فى 30 يونيو اعتمادًا على التقارير المضروبة لجهاز مخابرات الإخوان
- القوات المسلحة حذرت مرسى من التساهل مع الجماعات الإرهابية فى سيناء
- المخابرات الحربية أوصت قبل 30 يونيو بإقالة حكومة قنديل وعزل النائب العام


لا أرى للرئيس الإخوانى محمد مرسى أى فضل على الإطلاق، اللهم إلا فضل العناد الشديد، وهو ما جعل المصريين يحتشدون ضده وضد جماعته فى ثورة ٣٠ يونيو.

كانت أمام محمد مرسى أكثر من فرصة ليراجع نفسه، ليستمع إلى صوت العقل، لينصت إلى نصائح وزير الدفاع وقتها، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، الذى قال له إنه يجب أن يكون رئيسًا لكل المصريين، وليس رئيسًا لجماعته فقط، لكن ولأن مرسى لم يكن يدرك شيئًا من العالم إلا جماعته فقط، فلم يفهم النصيحة، ولم يفعل بما فيها.

هل تريدون التطلع إلى مشهد دال على ما جرى.. عندما خرج المصريون فى ٣٠ يونيو بالملايين اختارت الجماعة أن تعزل محمد مرسى تمامًا، أغلقت كل النوافذ التى يمكن أن يطل منها على الحقيقة، جعلوا قناة «مصر ٢٥»، الإخوانية، القناة الوحيدة التى يراها فقط، وهى القناة التى كانت تجتهد لإثبات أن من نزلوا لا يزيدون على ٥٠ أو ٦٠ ألفًا فقط، وهو ما ردده مرسى نفسه.

لم يصدق أن الملايين خرجت لتخلعه، روّج كما روجت جماعته أن هؤلاء مجموعات قليلة من خصومه وأعدائه لا يريدون للمشروع الإسلامى أن يكتمل، رغم أن محمد مرسى لم يكن يمثل أبدًا، لا هو ولا جماعته، أى مشروع إسلامى من أى نوع، ولكن كان مشروعهم إخوانيًا فقط، تطلعوا للوصول إلى السلطة، وبعد ذلك استبدوا بها.

كانت أمام محمد مرسى فرصة ذهبية يوم ٢٦ يونيو ٢٠١٣ لأن يتراجع خطوات إلى الوراء، لكن جماعته دفعته إلى الجحيم وألقت بنفسها خلفه.
قبل ساعات من الخطاب الذى أعلنت رئاسة الجمهورية أن مرسى سيلقيه على الشعب مساء هذا اليوم، كنت ضيفًا على الصديقة الإعلامية عزة مصطفى فى برنامجها «صالة التحرير» بفضائية «صدى البلد»، وقبل أن تنهى حوارها معى، سألتنى عما أتوقعه فى خطاب مرسى، ودون تفكير قلت لها: لا شىء.. لا تنتظروا خيرًا من محمد مرسى، فهو ليس آمرًا بل مأمورًا، سيقول ما تقرره جماعته، ثم إنه لا يحترم الشعب ولذلك لن يستجيب لشىء، أى شىء.

كان من المفروض أن يتحدث محمد مرسى ليمتص غضب الشعب، أو على الأقل يصل إلى توافق، وهو ما كان يريده وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، فقد أثبتت الأحداث والوقائع أنه كان يحاول نزع فتيل الأزمة، لكن لم ينصت له أحد، اعتقادًا من الجماعة أنها قادرة على عبور أزماتها وهى سالمة.

قبل أن نصل إلى ٢٦ يونيو، لا بد أن نمر بأيام أعتقد أنها مهمة جدًا، كان طبيعيًا أن تقودنا إلى اللحظة التى اكتشف فيها الشعب المصرى أنه لا أمل على الإطلاق، وأن غضبتهم، التى يوجهونها إلى الرئيس المتهافت، على حق تمامًا، وأنها ماضية إلى نهايتها دون أن يكون لديهم أى بديل لذلك.

كانت المطالب التى رفعها المصريون فى وجه الإخوان ورئيسهم منطقية، تشكيل حكومة كفاءات وطنية يراعى فيها تمثيل المجتمع وليس الإخوان فقط، وإقالة هشام قنديل الذى لم يكن مناسبًا أبدًا لرئاسة الحكومة من أى جانب، وإعادة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود إلى منصبه، بعد أن تم أكبر اعتداء على سلطة النائب العام والقضاء بإبعاده عن منصبه، وتعيين نائب عام آخر- دخل مكتبه فى منتصف الليل وفى حراسة من بلطجية الإخوان- وتشكيل لجنة لتعديل مواد الدستور المختلف عليها، والتى بها عوار واضح، ثم استفتاء يقول الشعب فيه كلمته عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من عدمه.
كان يمكن لمحمد مرسى أن يُنقذ نفسه لو تجاوب مع الناس من البداية، لكن يبدو أن الله أراد أن ينقذ مصر كلها، فأعماه، وأنزل غشاوة على بصره، جعلته لا يرى إلا ما يراه.
لن أذهب بكم بعيدًا.

سأعود إلى يوم ٢٢ يونيو ٢٠١٣.

صباح هذا اليوم كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى يجتمع بأعضاء القيادة العامة بالقوات المسلحة، كانت أعصاب الشارع مشدودة، والتقارير الخارجة من الشارع تشير إلى أن حالة الغليان تقترب من ذروتها، تحديدًا بعد حركة المحافظين التى أعلنها مرسى فى ١٧ يونيو ٢٠١٣، وأثارت حالة كبيرة من الغضب، وصلت إلى أن منع المواطنون فى عدد من المحافظات المحافظين الجديد من دخول مقرات عملهم، بعد أن أغلقوا باب دواوين المحافظات بالجنازير.

كان الخط الأساسى للنقاش فى اجتماع ٢٢ يونيو هو استعراض الموقف الاستراتيجى فى البلاد، تحدث فى هذ الاجتماع رئيس الأركان، الفريق صدقى صبحى، واللواء محمود حجازى الذى كان وقتها مديرًا للمخابرات الحربية، واللواء محمد العصار الذى كان وقتها مساعدًا لوزير الدفاع، وبدا أن قيادات القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، الذين حضروا الاجتماع، مجمعون على أنه لا بد أن يكون هناك موقف واضح ومحدد، فالمؤسسة العسكرية هى التى تحمل على كتفيها مسئولية الحفاظ على استقرار البلاد.
أبلغ وزير الدفاع قائد الحرس الجمهورى وقتها، اللواء محمد زكى، بأن القادة العسكريين سيحضرون إلى قصر الاتحادية للاجتماع مع الرئيس لمناقشة الوضع العام فى البلاد.

وقبل أن تقول ولماذا لم يطلب وزير الدفاع تحديد موعد مع الرئيس، بدلًا من أن يفاجئه، ويذهب إليه دون موعد؟، سأقول لك إن محمد مرسى كان يتهرب من لقاء وزير الدفاع خلال هذه الأيام، وكان يتحجج بحجج غريبة، ولا يريد أن يتحدث مع أحد، ولما كان الأمر متأزمًا جدًا، قرر السيسى أن يذهب إلى قصر الاتحادية ودون موعد، لأنه كان يعرف أن مرسى سيعتذر.

كانت مفاجأة غير سارة، فيما أعتقد، عندما عرف مرسى أن القادة العسكريين وعلى رأسهم وزير الدفاع وصلوا إلى الاتحادية، وأنهم ينتظرون لقاءه بشكل عاجل.

لم تكن الساعة قد تجاوزت الثالثة عصرًا، عندما سأل محمد مرسى قائد الحرس الجمهورى عن سبب حضور القادة ووزير الدفاع، كان قلقًا جدًا، سأله: إيه الحكاية.. وهمّا عاوزين إيه؟ فخفف اللواء زكى من الأمر، قال له: الأمر لا يدعو إلى القلق، القادة جاءوا ليتحدثوا معك ويتشاوروا فى أمور أعتقد أنها مهمة وتحتاج إلى النقاش.

لم يكن مرسى مرتاحًا إلى اللقاء، وربما يكون تورط، لأنه لم يرجع لمكتب الإرشاد، الذى كان يعود له فى كل صغيرة وكبيرة، ولا يعرف على وجه التحديد، هل مقابلته للقادة سيكون صحيحًا أم خطأ من وجهة نظر مكتب الإرشاد بالطبع، لكنه اضطر إلى المقابلة لأن وزير الدفاع ومن معه كانوا ينتظرون بالفعل فى الصالون الملحق لمكتبه.

توتر محمد مرسى فيما يبدو أنساه أن يرحب بوزير الدفاع الترحيب اللائق، سأل على الفور: خير يا جماعة.. إيه اللى حصل؟
كان الرئيس الإخوانى يتعامل طوال الوقت بأن الأمور طبيعية تمامًا، وأنه لا شىء يدعو للقلق، ولم يكن هذا لأنه كان مقتنعًا بأن الأمور تمام، ولكن لأن من ينقلون له المعلومات كانوا يقولون له ذلك.
لخص الفريق أول عبدالفتاح السيسى الأمر كله، قال لمرسى إن الأوضاع خطيرة فى البلاد، وإنها تسير من سيئ إلى أسوأ، وإن قادة القوات المسلحة جاءوا إليه لينقلوا له ما جرى بأمانة وصدق، لأنهم لا يريدون أن تصل الأمور إلى النقطة التى لا يمكن الرجوع عنها بعد ذلك.

كان من المفروض أن يستمع محمد مرسى إلى ما يقوله وزير الدفاع، واجتمع عليه القادة، لكنه فيما يبدو استخف بما سمعه، رد عليهم بأنه يعرف ما يحدث فى البلاد جيدًا، وكل ما يجرى أن هناك من لا يريدون الخير لمصر، وهؤلاء لا يترددون فى أن يصطنعوا الأزمات حتى لا تقف مصر على قدميها، وأنه لن يسمح بذلك، وسوف يتصدى له بكل قوة.

تخيلت مرسى وهو يقول هذا الكلام لقيادات القوات المسلحة، تجاوزت اليقين الذى تحدث به، لم ألتفت إلى البلاهة التى كانت تبدو على وجهه وهو يردد كلامًا يحاول من خلاله التأكيد على أنه رئيس قوى، رغم أنه لم يكن كذلك أبدًا، وتوقفت أمام صورة كنت وما زلت أرسمها لمحمد مرسى، فقد تخيلته وكأنه لُعبة بمجرد أن تضغط على بطنها تبدأ فى ترديد عبارات محفوظة لا معنى لها.

كان السيسى فيما رواه لمرسى أمينًا جدًا، أشار إلى أن كل التقارير التى ترصد أوضاع الشارع المصرى تشير إلى أن مظاهرات ٣٠ يونيو لن تكون عابرة أبدًا، بل إن ملايين المصريين سيشاركون فيها.
نظر مرسى متشككًا، فما لديه من معلومات حصل عليها من جهاز مخابرات الإخوان الذى كان يديره خيرت الشاطر، تقول إنه لا ملايين ولا يحزنون.

لم يتوقف السيسى عندما رأى نظرة التشكك فى عين محمد مرسى، قال له إنه يمكن أن ينتهى كل هذا القلق لو تجاوب مع المطالب الشعبية التى هى معقولة ومحددة.

لم يكن محمد مرسى فى هذه اللحظة رجل دولة أبدًا.
بدلًا من أن يستمع إلى ما يقوله له قادة القوات المسلحة، أخذته العزة بالإثم، لم يقرأ دلالات القلق على الوضع العام فى مصر، وهو ما أبداه قادة القوات المسلحة، ولم يلتفت إلى أن هناك خطرًا حقيقيًا دعا هؤلاء القادة إلى الاجتماع العاجل بالرئيس وتقديم النصح له، وتوقف عند شكله ومنظره لو أنه استجاب لمطالب الشعب، فكأنه بذلك رضخ للضغوط، ورغم أن الرئيس عندما يستجيب لمطالب شعبه أمر راقٍ ومحترم ومتحضر، إلا أن مرسى، ولا أعلم من أين جاء بهذه الفكرة، قال لهم: أنا رئيس مصر المنتخب ولا أقبل أن يفرض أحد علىّ أى شروط (!!!!) وعلامات التعجب من عندى بالطبع.

حالة الإنكار التى تعامل بها مرسى مع القادة- فهو لا يريد أن يقر بأى شىء إلا ما يراه فقط- جعلت حالة من المواجهة الحادة والساخنة تجرى فى الصالون الملحق بمكتب الرئيس، فقد أدرك القادة أنهم أمام مَنْ لا يعى على الإطلاق ما يجرى من حوله، وعليه فلا أقل من أن يضعوه أمام مسئوليته، على الأقل من أجل إثبات أنهم قدموا كل ما لديهم من نصح.

كانت هناك ملاحظات محددة، وللتاريخ فإننى أنسب كل ملاحظة لصاحبها.
الفريق أول عبدالفتاح السيسى، واجه مرسى بأن القوات المسلحة حذرت كثيرًا من خطورة مواقف بعينها، قالت إنها يمكن أن تورد البلاد موارد التهلكة، لكن كان هناك تجاهل تام من قبل الرئيس، والأغرب أنه كان هناك تعمد للسير عكس التيار، وكأن هناك من أراد إثبات نفسه، وقد أدت هذه المواقف إلى صناعة نوع من الصراع فى الشارع المصرى ما كان يريده أو يرغبه أحد، وهذا الصراع يمكن أن يتحول فى أى لحظة إلى حرب أهلية، وهو الوضع الذى لن تقف القوات المسلحة مكتوفة الأيدى أمامه.

الفريق صدقى صبحى أمسك بالوضع فى سيناء، واجه محمد مرسى بأن القوات المسلحة تقوم بمجهود كبير جدًا لمواجهة الجماعات المسلحة فى سيناء، وقد أحرزت نجاحًا كبيرًا، إلا أن المعلومات التى تتوافر لأجهزة المعلومات فى القوات المسلحة، تؤكد أن هذه الجماعات مدعومة، وهو ما يجعل المهمة صعبة.
المعلومة الأخطر التى أثبتها صدقى صبحى وقتها، هى أن هناك محاولات لتأسيس جيش بديل فى سيناء.
كان صبحى وقتها يعرف ما يدور على أرض سيناء، ويعرف تورط الإخوان فيه، فقد ساعدت الجماعة على سفر عناصر عديدة من هذه الجماعات إلى سوريا للمشاركة فى الحرب الدائرة هناك، وهو ما كان يعنى ببساطة أن هذه العناصر بعد أن تؤدى مهمتها فى سوريا ستعود مرة أخرى إلى سيناء، وتتحول إلى أداة أذى تلحق الضرر بالجميع.

لم يكن هذا الكلام جديدًا على محمد مرسى بالطبع، تحديدًا الكلام عن سيناء، فقد كان متورطًا فيما يجرى بصورة أو بأخرى، لكن القادة حرصوا على إثبات مواقفهم ومواجهته بما يعرفون أنه يفعله.
استمع محمد مرسى فى هذا الاجتماع إلى كلام خطير عن احتمالات انهيار الدولة ومؤسساتها إذا استمر فى سياساته، وإذا ظل سامحًا ومتسامحًا مع أعضاء جماعته الذين كانوا يتصرفون فى البلد وكأنه عزبة خاصة بهم، لكن الكلام لم يكن مجديًا معه.

كان ما سمعه مرسى خطيرًا، على الأقل كان يجب أن يحركه، أو يجعله ينتبه، لكن بنفس الأداء الكارتونى، وبطريقة اللعبة التى بمجرد أن تضغط على بطنها تردد كلامًا محفوظًا، رد على القادة بأنهم يحمِّلون الرئيس المسئولية كاملة وكأنه هو المتسبب فى كل ذلك، دون أن يحمِّلوا من اعتبرهم المحرضين على الفوضى أى جانب من جوانب المسئولية.

هاجم مرسى فى هذا الاجتماع الإعلام الذى وصفه بأنه فاسد، ووصف رجال الأعمال الذين تعامل معهم بأنهم يشكلون «لوبى» يحاولون تعويقه عن أداء مهمته.
أدرك وزير الدفاع أن النقاش مع محمد مرسى ليس مجديًا أبدًا، فقرر فيما يبدو أن ينتهى الاجتماع، لكن قبل أن يرحل ترك تقريرًا رسميًا أعدته المخابرات الحربية عن الأوضاع، وبه توصيات محددة رأت أنه مع تنفيذها يمكن أن تستقر الأوضاع فى البلاد إلى مدى بعيد.

كانت التوصيات التى جاءت فى تقرير المخابرات الحربية هى المطالبة بتغيير فورى لحكومة هشام قنديل بسبب فشلها وعجزها، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية وطنية مستقلة لإدارة الأوضاع الحالية فى البلاد، وأن يصدر قرار فورى من الرئيس بعزل النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، وأن يعهد لمجلس القضاء الأعلى ترشيح ثلاث شخصيات قضائية مقبولة يختار الرئيس من بينها نائبًا عامًا جديدًا، وأن تشكل لجنة محايدة من كبار أساتذة القانون الدستورى والشخصيات العامة لإجراء تعديلات دستورية تتوافق عليها القوى الوطنية فى البلاد، على أن يصدر الرئيس قرارًا بتجميد العمل بالمواد المرفوضة، ويعرض الأمر على الاستفتاء العام فى فترة زمنية معقولة، ثم يوافق الرئيس على إجراء استفتاء جماهيرى على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأن تتولى لجنة قضائية الإشراف على هذا الاستفتاء.

المفاجأة أن محمد مرسى لم يعترف بهذه التقرير، اعتبر ما قاله القادة أمرًا لا يخصه على الإطلاق، ولما وجدهم مستاءين من رد فعله، قال لهم إنه سيدرس الموقف، لكن الفريق أول عبدالفتاح السيسى اعترض طريقه، وقال له، إنه لا وقت للدراسة، فالأمور تقف على حافة الخطر.

وللمرة الأخيرة بدا محمد مرسى شخصًا مغيبًا تمامًا، قال كلامًا كثيرًا عن أن الأمور ليست بالخطورة التى يتحدث عنها القادة، وكانت المفاجأة أنه طلب من قادة الجيش أن يقوموا بالدور المنتظر منهم فى مساندة سوريا، بل طلب منهم الاستعداد لاستقبال أفواج من المجاهدين السوريين وجيشها الحر لتدريبهم على أرض مصر.

انصرف القادة من قصر الاتحادية وهم على ثقة أنه لا أمل فى محمد مرسى على الإطلاق، لكنهم حاولوا أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه، أما كيف جرى ذلك.. فالقصة مستمرة.