رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود عاشور.. الأزهري المستنير

الشيخ محمود عاشور
الشيخ محمود عاشور

بآرائه المستنيرة والوسطية، استطاع الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، والعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، اقتحام قلوب المصريين، من خلال فتاواه لسنوات طويلة، حتى مغادرته الحياة، قبل قليل، حسبما أعلن وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك".

"عاشور" لم يكن كغيره من علماء الأزهر الذين لا يريدون الدخول في المناطق الشائكة، لكن المتتبع له يرى أنه دائم الدخول في ذلك، حيث كان له العديد من المعارك الخاصة، من بينها أنه أول من اعترف في عدة حوارات صحفية باختراق الجماعات والأفكار المتطرفة للأزهر الشريف على أيدي عدد من العلماء، وطالب وقتها بضرورة مواجهة ذلك بكل قوة.

وقال: إن المناهج التى تدرس حاليا بالأزهر لم تعد مواكبة للعصر، وتحتاج إلى وقفة ومراجعة وتنقية وبناء جديد.. وإن تجديد الخطاب الدينى يحتاج الى جهود أكبر ولا يقف عند محاضرة فى داخل أو خارج مصر، مطالبًا بتدريس مادة الثقافة الإسلامية فى جميع مراحل التعليم والجامعات المصرية؛ لبناء جيل جديد ينشأ نشأة علمية وثقافية ودينية.

وكان يرى أن ما تعيشه الأمة الإسلامية ما هو إلا زمن الخوارج، بقوله، في حوار منشور له بجريدة الأخبار، أكتوبر 2013: "إن المشهد السياسي لا يسر، لأن فيه الفرقة والفتنة والاتهامات بين الجميع، فالبعض يتهم البعض والبعض يكفر البعض، وهذا غير مقبول بالمرة لأن مصر عاشت تاريخها أمة واحدة وجماعة واحدة، وقد يحدث خلاف أو شقاق لكننا لم نصل إلى حد التكفير الذي نعيش فيه الآن، والتخريب والاقتتال، وهذا كله يدل على أننا نسير في طريق أعوج لأننا تركنا مصريتنا ووطنيتنا ونتعامل وفقا لأغراض ومصالح ليست من الإنسانية في شيء، وليست في تاريخنا الذي يؤكد أن مصر تجتمع ولا تفترق".

وانتقد فتاوى تحريم الاحتفال بشم النسيم، قائلا: إن هذا الرأي يخضع لفكر متشدد؛ لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان رمزا للتسامح مع غير المسلمين، فكان يزور جاره النصراني في أثناء مرضه، وقام لجنازة يهودي حينما مرت عليه، وكل هذه التصرفات من الرسول- عليه الصلاة والسلام- تجعلنا نرفض كل الآراء المتشددة، خاصة إذا ترتب عليها إحداث فتنة وشقاق بين طوائف الأمة، وأشار عاشور إلى أن مشاركة المسلمين في مثل هذه المناسبات لإخوانهم الأقباط يأتي من باب الإحسان والمروءة بأن نجاملهم في مناسباتهم، ونتبادل معهم التهنئة في أعيادنا وأعيادهم.


كما أنه رأى أن فؤائد البنوك حلال، حيث قال في فتوى له على قناة الحياة، خلال برنامجه الخاص بالفتوى الذي كان يقدمه: "إنها صورة مستحدثة واختلف عليها العلماء، ومن حللها له أسانيده ومن حرمها له أسانيده، وأنا مع فريق من يحلها".