رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قتل «قناص بغداد»؟

أرشيفية
أرشيفية

عاد الحديث مجددًا عن "قناص بغداد"، بعدما عرض موقع "على بصيرة"، فيلمًا وثائقيًا يظهر قصته وخبايا قتله بالتفصيل.

قناص بغداد اهتمت به جميع وسائل الإعلام العربية والغربية في عام 2017، وخاصة بعد ظهور الفيلم التركي "قناص بغداد"، الذى أكد مقتله على يد الأمريكان، لكن أخيرا ظهرت شهادات أخرى جديدة.

أطلق الأمريكان على قناص بغداد لقب "جوبا"، وكنيته "أبوصالح"، وذاع صيته بعدما أباد كتيبة مارينز فى ضواحي العاصمة العراقية بغداد، إبان الاحتلال الأمريكى لها، إذ تركزت طلقاته صوب الجمجمة أو الرقبة، لتتراقص الأجساد هاوية نحو الأرض، فما كان من الأمريكان إلا أن طلبوا من جنودهم أن يتراقصوا أثناء المسير فى محاولة لتفادى الرصاصات القاتلة.

"أبوصالح" يُعرف عنه في أوساط الفصائل المقاتلة بأنه كان ضابطًا بالجيش العراقى ثم أنضم إلى الجيش الإسلامى التابع للسلفية الجهادية في العراق، وعرف فى إصداراتهم باسم "أبوعلي"، حيث ينتظر قدوم الجنود فيصيبهم على بُعد 200 متر، ولا يترك سوى مغلف رصاصته، وبجوارها ورقة مكتوب فيها: "قناص بغداد مر من هنا".

الفيلم الوثائقي الجديد أكد أن قناص بغداد قتل 645 جنديًا أمريكيًا حتى عام 2007، ورصدت القوات الأمريكية مكافأة مالية كبيرة تصل إلى ثلاثة ملايين دولار أمريكى لمن يدلي بمعلومات عنه للقوات الأمريكية حيًا أو ميتًا إلا أنه تم اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات العشوائية، ولم تستطع أن تثبت أنه هو قناص بغداد الذى يبحثون عنه طوال الفترة الماضية.


لم تتعرف القوات الأمريكية عليه في المعتقل، وتم قتله في أحد سجون بغداد، وهنا يكشف الفيلم الوثائقي تفاصيل القتل فتشير بعض الرويات الأمريكية إلى أنه قُتل أثناء التحقيق. 

لكن أورد الفيلم الوثائقي الجديد شهادتين، الأولى للدكتور إبراهيم الشمري، الناطق باسم الجيش الإسلامي في العراق، فقال اعتقال قناص بغداد، ولكن الأمريكان لم يتعرفوا عليه فظونه مقاتلا عاديا من المقاومة، لكن عناصر تنظيم القاعدة في السجن قاموا بركله بالأقدام وكسروا أضلعه فمات على الفور. 

تأتي شهادة د. حذيفة عبد الله عزام، رئيس مجلس إدارة جريدة "أخبار أون لاين"، التي نشرها على حسابه على "تويتر"، فى وقت سابق فقال إن الأمريكان عندما عرفوا أن "أبوصالح"، هو قناص بغداد زجوا به في عنبر تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وسربوا معلومات، أنه هو "قناص بغداد" المنتسب للجيش الإسلامي السلفى، فقاموا عليه قومة رجل واحد وقتلوه. 

تأتى شهادات كل من الزوبعي ومحمد الموركى ومهاجر البغدادى، وكلهم من عناصر تنظيم القاعدة المسجونة في سجون العراق، وأجمعت جميعها على أن قناص بغداد "أبوصالح" قُتل في سجن كروبر بجانب مطار بغداد على يد تنظم داعش. 

السؤال الذي يطرح نفسه: "لماذا تصفى عناصر التنظيمات الإرهابية بعضها بعضًا بهذه الطريقة الوحشية، لو كان هدفهم واحدًا؟، هذا ما يُجب عنه الفيلم الوثائقي، فكثيرا ما كفر هؤلاء الإرهابيون بعضهم بعضًا وعملوا على دعوة بعضهم بعضا للتوبة من أفكار ومعتقدات التنظيمات الأخرى، فهل يكون هذا جهادًا في سبيل الله كما يدعون؟.