رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أئمة الأوقاف: مقاصد الشريعة لحماية الدين والإنسانية

جريدة الدستور

أقام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، بساحة مسجد الإمام الحسين، ملتقى الفكر الإسلامي، بعنوان "الجانب الإنساني في التشريع"، وحاضر فيه من كل: الدكتور أسامة فخري الجندي مدير إدارة المساجد بوزارة الأوقاف، والشيخ محمد عبدالعال الدومي من علماء وزارة الأوقاف، والشيخ هشام الكامل من علماء وزارة الأوقاف، بحضور الشيخ محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور كمال سيف مدير عام المتابعة الفنية بالوزارة ومنسق الملتقى، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابًا وشيوخًا.

في البداية، أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، مدير إدارة المساجد الحكومية بالوزارة، أن الإنسانية قد ارتبطت بالتشريع ارتباطًا وثيقًا ومُحكمًا، فالقرآن بأوامره ونواهيه جاء لإسعاد البشرية وضبط الحياة فيها، سالكًا في ذلك طريق اليسر والتيسير، يقول الله تعالى: "يريد الله أن يخفف عنكم"، ويقول سبحانه أيضًا: "والله يريد أن يخفف عنكم"، وما كان من تشريع فهو لصيانة الإنسان وحياته كي يعيش فيها آمنًا مطمئنًا في رفق من الله ويسر وسهولة فيما عليه من تكاليف، ومن هنا بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) يسر هذا الدين فقال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا.."، وقد بلغ من يسر ولين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن كان بيته أسعد بيوتات المسلمين، فقد كان يدخل السرور دائما على أهل بيته، وكذلك نبه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على التخفيف في الصلاة، لأن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة، وهذا قمة الرفق من سيد الخلق وتعليمُ لأمته (صلى الله عليه وسلم) من بعده بالرفق بالناس والتخفيف عليهم.

وفي كلمته، أكد الشيخ محمد عبدالعال الدومي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الجوانب الإنسانية في التشريع الإسلامي تحمل معنى اليسر والتيسير للأمة بأسرها، مشيرًا إلى أن الله تعالى قد تعامل مع بني الإنسان بأنهم أصحاب طاقات وقدرات محدودة، فلم يكلف الإنسان فوق طاقته، فقال تعالى في كتابه العزيز: "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به"، وعندما تحدث القرآن عن التشريع المتعلق بالمال، قال سبحانه: "لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها "، لذلك راعى الإسلام الجانب الإنساني.

كما أشار إلى يسر التشريع في تدرج التحريم، ولم يأتِ مرة واحدة قاطعة، ضاربًا العديد من الأمثلة منها: التدرج في تحريم الخمر، وقضية الربا وغيرهما ممن كان شائعًا قبل بعثته (صلى الله عليه وسلم)، فجعل الله (عز وجل) الأحكام ميسرة، فقال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وضبط للإنسان عقله وفطرته ورده إلى إنسانيته، فقال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي وما به من تكليفات وتشريعات لم ينزل للشقاء، فقال تعالى: "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".

أما الشيخ هشام الكامل، من علماء وزارة الأوقاف، فقال إن مقاصد الشريعة تتلخص في خمس نقاط: أولاها حفظ الدين الذي وضعه الله للإنسان، فكانت الشريعة لحماية الدين، والمقصد الثاني من مقاصد الشريعة: حماية عقل الإنسان وحفظه، فحرمت الشريعة كل ما يؤدي لزوال العقل، والمقصد الثالث: حفظ المال، فالله سبحانه وتعالى قد حرم كل معاملة فيها خداع، ففي الحديث "كبرت خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك مصدق وأنت له كاذب"، والمقصد الرابع: حفظ العرض، والمقصد الخامس: حفظ النفس، موضحا فضيلته أن المقاصد السابقة كلها مرتبطة، وتأتي في إطار حفظ النفس، فالشريعة ما كانت إلا لحماية الإنسان.