رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كتب صناعة الإرهاب"... "العمدة فى إعداد العدة" دستور الإرهاب الجديد (5)

جريدة الدستور

"العمدة فى إعداد العدة" الكتاب الذى شكل تطورًا ملحوظًا فى عقليات تلك التنظيمات التى تسمى بالجهادية حتى أصبح مع شقيقه الآخر كتاب "الجامع فى طلب العلم الشريف" دستور هذه الجماعت الذى اُعيد كتابته مرة أخرى بيد "عبد القادر عبدالعزيز" وهو الاسم الحركى للطبيب والجراح المصرى الجنسية أبى الفضل "سيد إمام الشريف"، الرجل الذى يكتب بمشرط الجراح لا بالقلم، فاستأصل وأبقى وأضاف وحذف وجدد فى الأدبيات الجهادية الموروثة.
و"سيد إمام" عندما يكتب يجعل قوله هو الفصل الذى لا هزل فيه، وهو الحق الذى لا باطل يأتيه، فكلامه باتر لما سواه، وأفكاره داحضة لغيرها، ففى كل حالاته هو مصيب وطرحه هو الحق حتى لو تناقض مع طرح سابق له المهم فما يقرره مؤخرًا يبتر ويقطع ما سبقه.
العمدة فى إعداد العدة 

ينطلق "سيد إمام" فى كتابه هذا من تكفير الأنظمة، والحكومات ونظريات الحكم ليقرر وجوب الجهاد وفرضيته وحتميته فيقول: "ومن هذا تدرك يا أخي المسلم أن النظم البشرية المخترعة من قوانين وضعية وديمقراطية واشتراكية وشيوعية وغيرها من الضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان هي كلها كفر بواح،وتدرك أيضا أن حكم الطواغيت القائم ـ بكثير من بلدان المسلمين ـ على هذه النظم هو عدوان صارخ على ألوهية الله تعالى لخلقه في هذه الأرض، قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}، أي المعبود في السماء والأرض، ذلك العدو لن الذي يوجب على المسلمين أن يَهُبُّوا ليدفعوا عن ألوهية ربهم سبحانه، وهذا هو معنى نصرة الله تعالى المذكورة في قوله سبحانه: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}، ويُطْلَقُ على هذا شرعًا الجهاد في سبيل الله تعالى. 

سبب تأليفه للعدة 

بعد هذا التقرير بوجوب الجهاد من أبى الفضل "سيد إمام" يطرح السؤال كيف يتأتى لنا القيام بواجب الجهاد ونحن في هذا الحال من الضعف والتفرق وقِلَّة الحيلة؟ 

ويرى أن الجواب موجود فى قوله تعالى:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وقولـه تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.

وفى قول ابن تيمية: "كما يجب الاستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز، فإنه مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب" 

فجواب السؤالِ السابقِ هو أن القيام بواجب الجهاد يتأتى بالإعداد، ذلك الإعداد الذي جعله الله تعالى فرقانا بين المؤمن والمنافق في قوله تعـالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَاقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، وهذا الإعداد الواجب.


كيف يكون الإعداد 

ينتقل سيد إمام بعد ذلك بالحديث عن كيفية هذا الإعداد الذى يراه يبدأ بتكوين الجماعة المسلمة، ليقع فى ذات الخطأ المتكرر عند كل هذه الجماعات؛ إذ تنطلق بالتصريح أو بالتلميح من كونها الجماعة المسلمة التى تمثل الإسلام فهى الأمة وهى الإسلام وعلى باقى الأمة أن تلحق بهم إن كانت مسلمة، أو تريد الإسلام.

يدلل "سيد إمام" على موقفه هذا بوضعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه يأمر فيه:«وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ بِالْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ»، فى موضعه غير الصحيح فالحديث يأمر المسلمين بالوحدة والترابط، ونصرة الدين والفرار بالإيمان من الأرض التى تريد منه الكفر ليسقطه على جماعته ويختطف مفهوم الأمة والإسلام وإمارة الرسول واضعًا مكانها جماعته وأفكاره وإمرته هو.

المهم أن سيد إمام يرى أن طريق الجهاد يبدأ بتكوين جماعة تؤمن بوجوب الجهاد ثم يدعون غيرهم للقيام بهذا الواجب{حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، ويُعِدُّونَ للأمر عُدَّته على خير وجهٍ مستطاع.

أنواع الإعداد للجهاد 

يرى سيد إمام أن الإعداد للجهاد نوعان: مادي وإيماني:

فيقول: أما الإعداد المادي، فهو إعداد في المحور الأفقي (محور الكَمِّ)، وله شِقَّان، شِقٌّ شرعي يتعلق بتكوين الجماعة والسياسة الشرعية المتبعة في إدارتها وعلاقات أفرادها، وشقّ فردي يتعلق بالفنون العسكرية.

وأما الإعداد الإيماني، فهو إعداد في المحور الرأسي (محور الكَيْف)،ويتعلق بتَنْشِئَة هذه الجماعة على أصول شرعية مستقيمة وكيفية إعداد الفرد المجاهد إيمانيا.

وهذه الرسالة تتناول الشق الشرعى من الإعداد المادى وشقًا كبيرًا من الإعداد الإيمانى؛ لذا كانت هذه الرسالة من المقرارات الداعشية المعتمدة التى تحفز الأفراد وتنظمهم فى القواعد التنظيمية فور انضمامهم للتنظيم.

يقسم سيد إمام كتابه إلى خمسة أبواب: الباب الأول اسماه تذكرة فى الإخلاص والاحتساب، والباب الثانى حكم التدريب العسكرى للمسلمين، والباب الثالث فى الإمارة، والرابع فى واجبات الأمير، والباب الخامس فى واجبات الأعضاء.

الإرهاب هو الأصل 

يختم سيد إمام الباب الرابع بعنوان "معالم أساسية فى الجهاد"، يؤصل تحت هذا العنوان لمجموعة من المفاهيم الكاشفة لخطورة هذه الأفكار؛ إذ يرى سيد إمام أن الأصل فى علاقة المسلمين بغيرهم هو الجهاد والقتال والحرب مخالفًا بذلك ما استقرت عليه صفوة الأمة وأعلام علمائها من أن الأصل هو السلم، والحرب هو عمل طارئ فالله حينما فرض القتال والجهاد فرضه وهو شيئ مكروه غير محبب لضرورة أوجبته وليس كقاعدة فقال: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " . 

جماعة مهمتها تدمير بلاد المسلمين 

يمضى سيد إمام فى كتابة مهمته التدميرية لهذه الأمة حينما يرى أن أى جيش لابد له من عقيدة قتالية، وأن عقيدة الجماعة المسلمة لابد أن تكون منطلقة من أرضية الإيمان والكفر، فالناس نوعان: مؤمن وكافر والعداوة والحرب منعقدة بينهما على هذا الأصل، وأن الأمة المسلمة أمة مجاهدة يجب أن تصاغ سياستها وفقًا لهذه الصفة دون اعتبار للصنم المسمى بالقانون الدولى حسب زعمه، فنحن أما فى حالة جهاد وحرب لهؤلاء الكفار.. وإما فى حالة إعداد له عند العجز.

 ثم يتكلم عن وجوب الهجرة للجماعة المسلمة، ثم ينتقل سيد إمام بكل نظرياته هذه وتقسيماته ليختصرها فى وجوب قتال العدو القريب ويعنى بهم حكام الدول الإسلامية باعتبارهم مرتدين ومن ثم فقتالهم أولى وأهم من قتال الكفار الأصليين! هؤلاء هم الذين توجه له الحرب وتعد لهم العدة ولأرض الإسلام تُعد هذه الجماعة وتقنع أبناء المسلمين لسحق وضرب وقتل وتدمير بلاد المسلمين فهنيئًا للكفار بكم وبجهادكم!!