رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد مهنا: لا بأس بإطلاق اسم «ليلى» في قصائد الصوفية على ذات الله- فيديو

الدكتور محمد مهنا
الدكتور محمد مهنا

أجاب الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر عن سؤال حول استخدام الصوفية في قصائدهم اسم "ليلى" و"لُبنى" و"سُعدى"، كناية عن لفظ الجلالة الله، وهل يصح إطلاق هذه الأسماء على الله- تعالى- مؤكدا أن ذلك يأتي للتعبير عن الشوق.

واستشهد مهنا برد الشيخ محمد زكي إبراهيم على ذلك مشيرا إلى أنه أنشد فيه شعرا فقال:
كنتيت بليلي عن ذات أقدسها كي ما أبيح لنفسي بعض ما مُنع
كنيتها لأوفيها قداستها وأشبع النفس من بث الغرام معا
إذا ذكرت جلال اللفظ روعني فكيف بجلال الذات مجتمعا

وأضاف خلال فيديو نشرته الصفحة الرسمية لقناة الناس لحلقة من برنامج "الطريق إلى الله" : "أن الشيخ قال: أنا أذكر فقط اللفظ، فجلال اللفظ يروعني، مشيرا إلى أن القرآن قد أوضح هذا في قوله تعالى {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }، فما بالك إذا اجتمع جلال اللفظ مع جلال المعنى، فبالتالي يريك استخدام هذه الألفاظ مدى تعظيم جلال الله سبحانه وتعالى.

وأوضح مستشار شيخ الأزهر أن استخدام أسماء ليلى وسُعدى ولُبني بدلا من لفظ الجلالة ليس فيه تقليل من اسم الله، مشيرا إلى أن الناس يضعون بعض الأشياء ويطلقون عليها بعض الأسماء تبركا باسم الله، والمهم فقط هو أن يبقي الإنسان تعظيم اسم الله في قلبه دائما.

وأشار إلى أن مما عمت به البلوى في العصر الحديث امتهان اسم الله في غير هذا الموضوع، مثل كتابته على أوراق الجرائد ووضعها في أماكن غير لائقة، ولذلك فأنت تحترم جلال الله حينما تخلع الخاتم المكتوب عليه لفظ الجلال عند دخول دورة المياه.

يذكر أن أقطاب الصوفية لهم أقوال قريبة من هذا المفهوم ومنها احتفاء الشيخ الأكبر ابن عربي بالعلة المؤنثة التي هي أصل الوجود في حديثه أيضا عن الله فقال في كتابه فصوص الحكم، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، 1980، ص 218-220 :
" فكن على أيِّ مذهب شئت، فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدَّم، حتى عند أصحاب العلَّة الذين جعلوا الحقَّ علَّة في وجود العالم – والعلَّة مؤنثة". والعلة في مفهوم ابن عربي هي الخالق.