رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاب سوري: الاقتتال الداخلي بين فصائل المسلحة وراء تدهور الأحوال (تقرير)

جريدة الدستور

محمود المرحوم، شاب سوري، مهندس برمجيات يعيش في المدينة الأكثر تعرضًا للقصف والاقتحام، من قبل الطائرات الروسية والنظام السوري في آن واحد، البلدة المحاصرة التي يعيش فيها، إذ أكد أن الوضع الإنساني إجمالا بالغوطة، متدهور في الوقت الحالي، جراء القصف المستمر، مطالبًا المجتمع الدولي بأن يكون مع الأهالي ويقف بجانبه سواء بمنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مظاهرة، لاطمئنان الشعب بأنهم ليسوا وحدهم فيما يدور داخل الأراضي السورية.

وصف «المرحوم»، في حديثه لـ"أمان"، الوضع الذي آلت إليه المدينة وما يعانيه المدنيين هناك، متمنين عددًا من الأمور أن تحدث لهم لفك الحصار عليهم، وتخفيف وطأة القصف المستمر يوميًا، منوهًا إلى أن البحث عن قوت يومهم واستمرارهم في أعمالهم الصغيرة باحثين من خلالها على إطعام صغارهم.
الوضع مأساوي

أكد "المرحوم" أن الوضع داخل سوريا، يراه الشعب السوري بأن الثورة تتآكل، وخاصة بعد تدخل الدول الكبرى في البلد بشكل عام، لافتًا إلى أنه بهذا التدخل يمكن القول بأن الدولة السورية تتجه نحو التقسيم، فالأهالي لا يهمهم من يحكمهم، ولكن ما يهمهم في المقام الأول أن تكون حياتها مستمرة وتواصل أعمالها الصغيرة.

وعن المدنيين داخل الغوطة الشرقية، نوه "المرحوم" إلى أنه منذ بداية الحصار الشديد الذي وقع عام 2013 حتى وقتنا الحالي يعاني المدنين دائمًا، من القصف الذي لا يتوقف، فهذه هي معاناتهم الرئيسية، التي يعانيها أي مدني الذي لا ينتمي لأي فصيل، لأن الفصائل السورية لها أهداف ويوجد بينها دم، غير المدني الذي لا يوجد له هدف سوى تحقيق الثورة السورية، كما أنه يعاني بكثرة دون غيره.
ولفت إلى أن الأهالي داخل الغوطة خسروا الكثير من أصدقائهم وأهليهم، وتعرضوا للكثير من الإصابات، بالإضافة إلى فقدانهم أموالهم وأملاكهم بشكل خاص، فمن المستحيل أن تفقد الأمل في الثورة، فهي مستمرة في تمسكها بها.

أسباب تقدم النظام
وعن اسباب تقدم النظام، أوضح "المرحوم"، أن النظام السوري يستخدم سياسة الأرض المحروقة، بمساعدة الدول الأخرى كإيران وروسيا، ودعمهما له، هي كانت السبب الرئيسي، لافتًا إلى أن القواعد الجوية الروسية لا توقف طلعاتها طائراتها الجوية أبدًا، وتستمر بالقصف على المدنين بشكل واسع جدًا، وقصف لا يستطيع احد أن يتحمله، مؤكدًا أنه بعد كل هذا القصف يتم تراجع الناس والمقاتلين عن جبهات القتال، ويتقدم النظام مستخدمًا سياسته التي يسير عليها.

خلافات الفصائل كلفتنا الكثير
وأشار "المرحوم" إلى أن الأهالي في الغوطة كانوا في انتظار تقديم الدعم لهم من قبل الفصائل الكبرى بتخفيف وطأة القصف عليهم، ولكن لم يتوقع منهم شيء، موضحًا أن الأهالي بانتظار شيء من الفصائل المتواجدة بالغوطة بالأعمال العسكرية التي توقف تقدم النظام، أما الفصائل السورية بشكل عام لا نظن أن ننتظر منهم حدث جلل أو كبير يكون في صالحنا.

ولفت إلى أن أسباب الخلاف بين الفصائل كثيرة ومختلفة، بعضها أسباب تمويل وأخرى شرعية على حسب ما يقول البعض، أو فساد فصيل اضطر الفصيل الآخر أن يتعامل معه، وبعض الأسباب كانت فيما يقولون توحيد الفصائل، مشيرًا إلى وجود وازع السيطرة على أراضي وأماكن أكبر واختلاف الداعم، أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الاقتتال والخلاف الدائر بين الفصائل في سوريا.

اقتتال الفصائل سبب تدهور الأوضاع
وأكد "المرحوم" أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع بين المدنيين في سوريا هو الاقتتال الداخلي بين الفصائل في بعض المناطق وخاصة في منطقة الغوطة، بالإضافة إلى القصف المستمر من النظام والحصار على المناطق السورية.

وأوضح أن الفصائل داخل الغوطة لا تقاتل لأهداف شخصية، لأن عناصرها معظمهم من أبناء البلد، وكان تشكيلها في البداية لحماية المدنيين، سواء كان بتقديم، وهذا ظننا فيهم أنهم يسعون لتجنب إراقة الدماء السائلة بتقديم أي تنازلات.