رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتهاء «معرض الكتاب».. ماذا قال زوار جناح الأزهر؟

جريدة الدستور

ظهر جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب في دورته الـ49، بشكل متميز جعله حديث الزوار، وتميزت مشاركته للعام التالي على التوالي بالتنوع الذي جذب أنظار الجميع؛ خاصة في اعتماده على التفاعل المباشر مع جمهور المعرض واللقاءات والندوات الكبيرة التي تناولت الكثير من القضايا المهمة التي تمس واقع المسلمين بحضور كبار رجال الدين وعلماء الأزهر الشريف.


وقدم الجناح خلال أيام المعرض عددًا من الفعاليات والأنشطة المختلفة والمتنوعة، والإنتاج الفكري والعلمي الغزير باستخدام أحدث الوسائل التقنية لتقديم المحتوى العلمي للجمهور، ليجمع بذلك بين عراقة التاريخ والتراث، وبين حداثة الوسائل والأساليب.

واستهدف ﺍﻷﺯﻫر ﺍﻟﺸرﻳف، من خلال مشاركته بالجناح محاصرة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم، وبيان فلسفة المواطنة والتعايش السلمي، وترسيخ مفاهيم السلام والرحمة والعدل والمساواة، انطلاقا من مسئولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الراشد الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.


وشمل جناح الأزهر- الذي انتهت فعالياته، أمس السبت، عدة أركان تضم مختلف هيئات وأنشطة الأزهر الشريف، ومن أبرز هذه الأركان: ركن «مجمع البحوث الإسلامية»، ويقدم هذا الركن لرواده مجموعة من البحوث والمؤلفات التى أنتجها المجمع، ويصل عددها إلى 130 عنوانًا بين مؤلفات في اللغة والفقه والفكر والعقيدة، حيث يلقى القسم إقبالًا كبيرًا من زوار معرض الكتاب، ووصل إجمالي مبيعات الإصدارات إلى 58500 كتاب.


وشهد مجمع البحوث الإسلامية، منذ بداية معرض الكتاب، حتى نهايته إقبالا متزايدًا من جانب زوار الجناح ليسجل ركن المجمع الأكثر إقبالا من بين أركان الجناح، ورغم الإقبال على جميع الإصدارات إلا أن بعضها سجل الأكثر اهتماما من جانب الزوار ومنها: «دفاع عن السنة، حوار مع صديقي الملحد، نظرات في التجديد، الإسرائيليات في التفسير والحديث، الفاروق، الإسراء والمعراج، محمد صلى الله عليه وسلم من نبعته إلى بعثته، سيدنا عثمان، المقتضب من الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، مسلمو الروهينجا، أمير المؤمنين علي».


وخلال أيام المعرض قدم مجمع البحوث الإسلامية مجموعة من الهدايا للزوار وعلى رأسها مجلة الأزهر، حيث تم توزيع نحو 5 آلاف نسخة مجانية من المجلة، لم يكتف الزوار بتواجدهم داخل جناح مجمع البحوث للتجول وسط إصداراته فقط، وإنما اهتم الكثير منهم بكيفية الحصول على هذه الإصدارات بعد انتهاء المعرض، في حين طالب أكثرهم بضرورة المشاركة في مختلف المعارض المنعقدة على مدار العام للوصول بهذه الإصدارات إلى أكبر قدر من الجماهير.

وألحق بركن المجمع قسم خاص بلجنة الفتوى يوجد به عدد من علماء الأزهر الشريف، الذين يستقبلون أسئلة الزوار فى مختلف الجوانب الدينية، واستقبل ركن الفتوى قرابة 4000 مستفتٍ خلال أيام المعرض، وما زاد على 250 فتوى يوميًا، وتوافدًا كبيرًا من قبل رواد الجناح من الرجال والنساء على السواء؛ رغبة منهم في معرفة الإجابة عن تساؤلاتهم، المتعلقة بأمور دينهم ودنياهم.


وخصص الجناح ركنا تحت عنوان «2018 عام القدس»، وجاء ذلك تفاعلًا مع دعوة الإمام الأكبر في مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس بتخصيص 2018 عاما للقدس، ويضم القسم مجموعة من المؤلفات التى تؤكد عروبة القدس، من أبرزها كتاب «عروبة القدس.. ودور الأزهر فى نصرتها»، والذى لاقى إقبالًا كبيرًا خلال أيام المعرض، حيث يعرض معلومات تعد محورية وهامة للتوعية بأبعاد القضية الفلسطينية وعروبة القدس، وتفند الادعاءات الصهيونية بالحق فى المدينة.



وكان في أحد جوانب الجناح فنانو الخط العربي ليكتبوا أسماء الرواد بخطوط وزخارف جميلة، وتمر ساعات طويلة وترجع لتجد هذا الفنان لا زال فى مكانه مستمتعا بإدخال السرور على المئات من زوار جناح الأزهر، وكتب الآلاف من الأسماء، ومن الأنشطة التى جذبت أيضا أعدادا كبيرة من زوار معرض الكتاب «بانوراما الأزهر»، وهى صالة عرض سينمائية تستعرض تاريخ الأزهر الشريف بطريقة شيقة.

أما الركن الخاص مجلس حكماء المسلمين، فعرض إصدارات بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية)، ويتناول عددًا من المسائل والتوضيحات المهمة حول منهج الأزهر ورسالته.



وعن الركن الخاص بمجلة «نور» للأطفال، استقطب عددًا كبيرًا من الأطفال والأسر المصاحبة لهم للاطلاع على المجلة والفعاليات التي تقدمها فى ركنها الخاص، وقدم لهم المحتوى التثقيفي المناسب لأعمارهم بطريقة شيقة، مع تقديم ألعاب وأنشطة ترفيهية كالرسم والتلوين، وبجوار المجلة يقع ركن قطاع المعاهد الأزهرية الذى عرض أعمال الطلاب الفنية والإبداعية التي أبهرت زوار المعرض.

وأقام الأزهر ركنا خاصا بالورش التدريبية لتعليم أشكال مختلفة من الفنون مثل الرسم والمشغولات اليدوية والجلدية وتعليم الخط العربي، حيث توافد على هذه الورش عدد كبير من الراغبين بتعلم هذه الفنون من زوار المعرض.


وضم جناح الأزهر أيضا ركنا خاصا ببوابة الأزهر الإلكترونية، وقاعة الفعاليات الثقافية التي شارك فيها عدد كبيرمن المسئولين وكبار رجال الدين الإسلامي والمسيحي ورجال الثقافة من خلال عدة ندوات احتضنها الجناح خلال أيام المعرض.




وفي اليوم الآخير من أيام معرض الكتاب حاور «أمان» عدد من رواد الجناج، فقالت «سعاد محمود»، ربة منزل، إنها زارت الجناح أكثر من مرة، في المرة الأولى قصدت ركن المجمع لشراء بعض الكتب، وتفاجأت بالأسعار بأنها في متناول محدودي الدخل، لافته إلى أنها عندما لاحظت الأنشطة التي يقدمها المعرض للأطفال أحضرت أولادها للمشاركة والتقاط بعض الصور التذكارية وسط الأطفال.


أما «عمرو جمال» - باحث - فقال إنه جاء معرض الكتاب، قاصدًا جناح الأزهر وركن المجمع تحديدًا لشراء جميع إصدراته، مشيرًا إلى أن كتب الأزهر لكبار علماء الدين هي المرجع الأساسي الذي يتم الاعتماد عليه في الدراسات والأبحاث، وفرصة الحصول عليها في المعرض سهلة أفضل من البحث بعد ذلك.

وأضافت رؤى محمد محامية، أن الجناج مميز لأنه قدم ما لم يوجد في أي من صالات المعرض فهو شامل من حيث المحتوى والمضمون فضلا عن حُسن المعاملة من القائمين على الجناج لمساعدة الرواد فهناك فريق شبابي متأهب لمساعدة أي زائر للجناح، ويوضح ما يقدمه الجناح، ولكن ما ينقصه هو تقديم عروض تثقيفية دينية للأطفال تعرض على سبيل المثال قصص الأنبياء في القرآن.

وأشارت ياسمين، سعودية الجنسية، إلى أن الأزهر نجح في استقطاب عدد من الرواد من خلال الفعاليات التي يقدمها، وليس الجمهور المصري فقط، بل من مختلف الدول العربية، موضحة أنها زارت الجناح أكثر من مرة مع صديقاتها بمختلف الجنسيات - سوريا والمغرب - وكلهن أجمعن أنهن استطعن جذب جمهور لحضور الندوات التثقيفية، ومشاهدة عرض بانوراما ذاكرة الأزهر، والحصول على عدد من الكتب من مجمع البحوث الإسلامية.