رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعية بالأوقاف يوضح معنى «التَّجُّارَ يُبعَثون يومَ القيامةِ فُجَّارًا»

حكم احتكار السلع
حكم احتكار السلع

شهدت الساعات الماضية حالة من الغضب والقلق من جانب المواطنين بسبب غلاء الأسعار واحتكارهم لبعض السلع الأساسية مما أدى إلى إطلاق العديد من الحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لوقف موجة الغلاء الفاحش والاستغاثة بالمسئولين لضبط هذه المسألة.
وخرج علماء الأوقاف والأزهر والإفتاء بإرشاد التجار وتحذيرهم من غضب الله وعذابه بسبب احتكارهم للسلع مستشهدين بعدد من الأحاديث النبوية.

ومن بين ضمن الأحاديث ما جاء عن رِفاعةُ بنُ رافعٍ رَضِي اللهُ عنه: أنَّه خرَجَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى المُصلَّى، فرَأَى النَّاسَ يَتبايعونَ، فقال: يا مَعشَرَ التُّجارِ فاسْتجابُوا لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَفَعُوا أعناقَهمْ وأبْصارَهُمْ إليه فقال إنَّ التُّجارَ يُبعثُونَ يَومَ القِيامةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى اللهَ وبَرَّ وصَدَقَ).

وأوضح الشيخ مكرم عبد اللطيف الداعية بوزارة الأوقاف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معنى الحديث، حيث قال: لمَّا جاء الإسلامُ أرشَد ونظَّم للنَّاسِ المعامَلاتِ بما يَحفَظُ حُقوقَ الجميعِ، وكذلك جاءَ بما يَحفَظُ على المرءِ دِينَه وألَّا يُفسِدَه بما يقَعُ فيه مِن مُعامَلاتٍ سيِّئةٍ في الدُّنيا، وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ رِفاعةُ بنُ رافعٍ رَضِي اللهُ عنه: "أنَّه خرَج معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ إلى المصلَّى،
فرأَى"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "النَّاسَ يَتَبايَعون"، أي: يقَعُ بَينَهم بَيعٌ وشِراءٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:

وأشار إلى أن معنى "يا مَعشرَ التُّجَّارِ"؛ قال رفاعةُ: "فاستَجابوا لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: لنِدائِه، ورفَعوا أعناقَهم وأبصارَهم إليه"، أي: التفَتُوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وليسَ مُجرَّدَ أنَّهم استمَعوا له بآذانِهم، وهذا بَيانٌ لشِدَّةِ استِجابَتِهم وانتظارِهم لِمَا سيَقولُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ويُوصيهم به.

وتابع: "فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ التَّجُّارَ يُبعَثون يومَ القيامةِ فُجَّارًا"، أي: لِمَا قد يقَعُ مِنهم مِن الأحلافِ والأيمانِ والتَّدليسِ في البَيعِ ونحوِ ذلك، يَستحِلُّون به بيعَهم، والفُجورُ: استِحْلالُ المعاصي والمُحرَّماتِ، والانطلاقُ فيها بالاحتكار ورفع الأسعار والاستغلال والجشع".

وأكمل: "إلَّا  مَن اتَّقَى اللهَ، وبَرَّ وصدَق"، أي: استَثْنى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِنهم مَن يتَّقي اللهَ عزَّ وجلَّ في بَيعِه، فلم يَغُشَّ ولم يَخُنْ في البيعِ وصدَق المشترِيَ فيما معَه مِن سِلعةٍ، وكذلك فيما كان منه مِن أَيمانٍ.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الاستِجابةِ والاهتِمامِ لأوامرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأوامرِ نبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: حَثُّ البائعِ على الصِّدقِ والتَّقوى في بَيعِه.

وأضاف عبد اللطيف أن من التقوى عدم الجشع ورفع الأسعار واستغلال حاجة الناس بإخفاء السلع أو احتكارها حتى تشح من السوق.  يكثر عليها الطلب فيضطر الناس لشرائها بأي سعر نظرا لشدة حاجتهم إليها، وقوله صل الله عليه وسلم: (لا يحتكر إلا خاطئ) رواه مسلم.