رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الليلة .. حفل إطلاق ومناقشة رواية "جيد بما يكفي " لحاتم حافظ

غلاف الرواية
غلاف الرواية

تعقد بمكتبة تنمية فرع المعادي، في السادسة من مساء اليوم الخميس، حفل إطلاق ومناقشة أحدث مؤلفات الكاتب حاتم حافظ السردية، رواية "جيد بما يكفي"، والصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع. هذا ويناقش الرواية الكاتب طارق إمام.

و"جيد بما يكفي"، هي ثالث تجارب حافظ الروائية، حيث صدرت له عن نفس الدار رواية "كقطة تعبر الطريق" في شهر فبراير من العام الماضي. وصدرت روايته الأولى عام 2009 عن دار العين بعنوان "لأن الأشياء تحدث".

وحاتم حافظ روائي وأكاديمي مصري، يكتب أيضًا، المسرح والسيناريو والنقد الثقافي، أصدر عددًا من الأعمال الروائية والقصصية والفكرية التي حازت التفاتًا نقديًا ملحوظًا، منها "بسكويت وعسل أسود"، "موسيقى لليلة قصيرة"، "إسلام أم إسلاميات.. قراءة في الخطاب الديني المعاصر".

كتب حاتم حافظ عديد الأعمال الدرامية الناجحة، منها "استيفا" و"الشارع اللي ورانا". ترجمت نصوصه لأكثر من لغة كما قُدمت عروضه المسرحية في أكثر من بلد أوروبي، منها ألمانيا وفرنسا.

ومما جاء في رواية "جيد بما يكفي"، لـ حاتم حافظ : "نصف الصورة الذي تظهر فيه أمي تظهر فيه كف فوق كتفها. كانت صغيرة لدرجة الخداع بأنها وردة علي كتف فستان. لمن كانت هذه اليد. لأختي؟ ربما. كانت أمي تبكي بسبب التطلع للصورة. لصورة تجمعها بابنتها المتوفاة.

كاد نظر أمي أن يضيع. في أيامها الأخيرة كانت ترتدي نظارة. كانت تخجل من ارتدائها. لم يكن من المعتاد رؤية امرأة بنظارة طبية. المرأة كانت تخجل من عيوبها. وضعف البصر عيب. ضعف البصر لم يكن عيبا في الرجل. أنا ارتديت نظارة طبية منذ صباي. المرأة لا يمكن أن تظهر كما لو أن بها عيبا. لكن الرجل لا يعيبه إلا جيبه. للمرأة جسد وللرجل جيب. والرجل الذي كان جيبه خاليا يرضي بالمرأة التي بها عيب.

جسد المرأة هو جيب الرجل. هو قوته أو ضعفه. سطوته أو استكانته. انتصاره أو انهزامه. براءته أو ذنبه. طهره أو دنسه. هبته أو لعنته.

كانت أمي جميلة. لها جسد كتماثيل الفراعنة وابتسامة ساحرة. لم يكن بها عيب. استحقت رجلا لديه ثروة كأبي.

"جيد بما يكفي" للكاتب حاتم حافظ رواية تغوص داخل النفس البشرية؛ لتستخرج منها - عَبْرَ تدفُّق تيار الوعي - ذكريات هادرةً، متحدية أعطال الذاكرة التي تُصيب شخصًا أتمَّ عامه المائة، ووصل لهذه السن دون أن يمرض!

ولأنه ليس شخصًا عاديًّا، بل هو كاتب روايات عاطفية، فأمواج ذاكرته المعطوبة، تبدو مراوغة، فهو يذكر أُمَّه التي كانت تُعاني من اعتلال ذاكرتها أيضًا؛ ولكنه لا يذكر إن كان قد استأصل زائدته الدودية في سن العاشرة أم في سن الأربعين!

ولأنه كاتب رومانسي، يعيش وحيدًا، فقد كان يخشى دائمًا من أن يموت دون أن يدري به أحد؛ لذلك تحايل على الأمر بالتواطؤ، متصارعًا مع أحداثٍ تُظهرها الذاكرة فجأة ولا يذكر تفاصيلها كاملة.. لكنه لم ينسَ أبدًا أن ينام مُبكرًا؛ ليكون مستعدًّا في الصباح لكتابةٍ يُمكنها أن تمنح الآخرين أملًا لمواصلة الحياة!