رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحي ذكري القديس جيوفاني جوزيبي الكانتارينو

كنيسة
كنيسة

تٌحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، ذكري القديس جيوفاني جوزيبي الكانتارينو للصليب، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد كارلو غايتانو كالوسينتو يوم 15 أغسطس عام 1654م في إيشيا، وهي جزيرة ومدينة في منطقة نابولي بإيطاليا، وكان الطفل الثالث من أسرة متدينة جداً، وغرست أمه لورا جارجيولو في حياة ابنها كارلو محبة كبيرة وعظيمة ليسوع المسيح وأمه مريم العذراء، وكانت الأسرة تجمتع كل مساء لقراءة الكتاب المقدس وتلاوة المسبحة الوردية. 

وتابع: وفي أيام طفولته وشبابه كان لديه تقوى عظيمة لسر القربان الأقدس، فكان يذهب إلى الكنيسة القريبة من منزله ويقضي ساعات طويلة ساجداً ومستغرقاً في الصلاة أمام القربان، فكان يذهب إلى أصحابه ويبدأ في تعليمهم مبادئ العقيدة المسيحية وكان الجميع يصغ إليه بانتباه كبير، ثم بعد ذلك ينتقل إلى مساعدة الفقراء ويجود عليهم بمحبته وعطاياه من مأكل وملبس، فكان يستمع إليهم ويصغي إلى شكواهم ويحاول تعزيتهم فنال محبتهم جميعاً، فكان يمارس الصوم القاسي كل يوم سبت إكراماً لمريم العذراء وكذلك في أيام أعيادها المباركة. 

فأراد بعد ذلك أن يكرس حياته لخدمة الله والأخرين فانضم إلى رهبنة الفرنسيسكان المصلحين في سن السادسة عشرة، في دير نابولي في سانتا لوسيا في مونتي دي فراتي مينوري ألكانتاريني، حيث عاش حياة الزهد والتقشف، فلاحظ جميع الرهبان حماسته وتواضعه الشديد وطاعته للجميع وخدمته للرهبان المرضي. 

مُضيفًا: ودخل بعد ذلك مرحلة الإبتداء، ثم اختار اسم له وهو جيوفاني جوزيبي للصليب، ثم قدم نذوره الأولى، تم إرساله مع أحد عشر راهبًا إلى مزار سانتا ماريا نيدفول في بيديمونتي دي لايف، ليقوم ببناء دير يكون مخصصاً للعبادة والصلاة والرياضات الروحية فكان مكان ضيق جداً وغير مريح، ليستطيع الراهب ان يكون مكرساً وقته كله للصلاة، وبعد فترة قضاها في ممارسة جميع الفضائل المسيحية والرهبانية سيم كاهناً، وكان قد إجتاز جميع الدراسات الفلسفية واللاهوتية، وكان ذو علم غزير ومعرفة كبيرة. 

وأضاف أنه تم تعينه كمعلم لمرحلة الابتداء، ثم رئيساً للدير فظل دائمًا مثالًا صالحًا للجميع وكان قدوة طريقاً ليسير على خطاه جميع الرهبان نحو الكمال، وباركه الله في كل شيء وأنعم عليه بعمل معجزات كثيرة وآيات، فانتشرت شهرته إلى جميع الأماكن المحيطة والبعيدة، فيأتي إليه شعوب كثيرة طالبة منه الصلاة من أجلهم، وأن ينعم لهم بالشفاءات التي تتم على يديه. 

واعتزل لاحقًا في محبسه، فكان يقضي طوال يومه مستغرقاً في التأمل والصلاة، فسار على خطى القديس بطرس الكانتارا، وأعاد الانضباط والنظام الرهباني في العديد من الأديرة في مقاطعة نابولي. 

واختتم، فرقد في الرب يوم 5 مارس عام 1734م بنابولي، وإعلان قديساً في 26 مايو عام 1839م على يد البابا غريغوريوس السادس عشر، مع ألفونسو ماريا دي ليغوري وفرانشيسكو دي جيرونيمو، اللذي كان مستشارًا روحيًا لهما.