رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جنكينز»: بريطانيا لاتبدى أى استعداد لتقديم الدعم لأوكرانيا

أوكرانيا
أوكرانيا

تناول الكاتب سيمون جنكينز في مقال له في صحيفة "الجارديان" مسألة الدعم البريطاني المقدم لأوكرانيا في ظل الحرب الدائرة هناك بعد العملية العسكرية التي شنتها القوات الروسية علي أراضيها الأسبوع الماضي.
ويستشهد الكاتب بالتعبيرات التي ظهرت علي وجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال تصريحات له، حيث بدا عليه التأثر الشديد لمعاناة الشعب الأوكراني، ولاسيما بعد أن وجه له مواطن أوكراني اللوم بسبب رفض بريطانيا فرض حظر طيران على روسيا.
وفي الواقع، كما يقول الكاتب، فإن بريطانيا يمكنها القيام بالكثير من الخطوات لتخفيف معاناة الشعب الأوكراني أثناء أزمته الحالية إلا أنه من الواضح أن بريطانيا لا تبدي أي استعداد لتقديم المساعدة على الرغم أنه يمكنها على سبيل المثال فتح حدودها بالكامل لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين الفارين من ويلات الحرب في بلادهم مثلما فعلت العديد من الدول الأوروبية، حيث قامت باستقبال المواطنين الأوكرانيين والسماح لهم بالإقامة والعمل في دول الاتحاد الأوروبي لمدة ثلاث سنوات.
وتابع قائلًا: "الأهم من ذلك يجب التعبير عن رفض ممارسات بوتين من خلال العقوبات الاقتصادية على أمل أن يدرك خطأه أو تتم الإطاحة به من خلال انقلاب داخل بلاده، ولكن الصعوبة في مسألة العقوبات هي أن حاكم مثل بوتين والذي كان هدفًا قبل ذلك لعقوبات استمرت لمدة ثماني سنوات لن يعير العقوبات الحالية أو مدى تأثيرها عليه أي انتباه، ولاسيما بعد أن اتخذ قرار الحرب بالفعل".
ويقول الكاتب، إن الغريب في الأمر أنه على الرغم من أن الدول الديمقراطية تسمح بالخلاف في الرأي إلا أن بريطانيا لم تتحمل الدعاية الموالية لروسيا التي تبثها قناة روسيا اليوم، مشيرًا إلا أن الأمل الوحيد الآن هو أن نرى انقلابًا في موسكو خلال هذا العام.

ويضيف الكاتب، أنه من المحير أيضًا أن الدول الغربية مازالت تستورد الغاز من روسيا الأمر الذي من شأنه إضعاف موقف الغرب تجاه الأزمة الحالية.
ويستطرد الكاتب قائلًا: "إن الأمر الأكثر غرابة في الموقف البريطاني هو أنها مازالت تستقبل رجال الأعمال الروس والمقيمين في لندن منذ ما يقرب من 20 عامًا، ومازالوا يتمتعون بنفس المزايا ولديهم العديد من المحامين والمحاسبين والمستشارين إلي جانب حصولهم علي التأشيرة الذهبية والتي تسمح لهم بالدخول والخروج من الأراضي البريطانية كما يحلو لهم علي الرغم من أن علاقة بوتين بهؤلاء المستثمرين معروفة".
وأوضح أن الكثيرين يرون أن الموقف البريطاني تجاه رجال الأعمال الروس المقيمين في لندن خطير، فإذا كان جونسون ليس بمقدوره أن يطيح ببوتين فلا أقل من أن يسعى إلى إضعاف قوته من خلال حجب المزايا التي تقدمها بريطانيا لرجال الأعمال المقربين منه، ودعونا نتساءل ماذا سوف يفعل جونسون في هذا الخصوص، هل سيقوم بمصادرة الممتلكات الخاصة لهؤلاء الروس أم سيقوم بطردهم من البلاد بسبب أنهم مواطنون روس؟ يعرب الكاتب عن اعتقاده أن كلا الاحتمالين غير ممكن؛ لأنه ليس من الجائز قانونًا معاقبة أي مواطن بسبب جنسيته.
ويضيف الكاتب قائلًا: "إن العقوبات الاقتصادية المفروضة علي روسيا واسعة النطاق إلى الحد الذي لا يمكن معه التنبؤ بنتائجها، ولكن لا نملك حاليًا سوى الانتظار لنرى إذا كانت هذه العقوبات ستدفع روسيا إلى الخضوع والاستسلام أم لا".