رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبور كثيف لمهاجرين إلى جيب مليلية الإسبانى شمال المغرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حاول قرابة 2500 مهاجر، اليوم الأربعاء، عبور السياج العالي إلى جيب مليلية الإسباني الواقع شمال المغرب، وقد نجح حوالى 500 منهم في ذلك، على ما أعلنت إدارة المنطقة.

وأوضحت إدارة المنطقة في بيان نقلته وكالة "فرانس برس"، أنه "قرابة الساعة 09,30 (08,30 ت غ) حاولت مجموعة من 2500 شخص من إفريقيا جنوب الصحراء عبور السياج الحدودي بشكل جماعي في مليلية"، الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا بالإضافة إلى الجيب الإسباني الآخر في سبتة.

وهذه واحدة من أكبر محاولات العبور في السنوات الأخيرة إلى الجيب الاسباني عبر المغرب.

وبَينت إدارة المنطقة أن "العنف الشديد الذي لجأ اليه المهاجرون" المزودون خصوصا "خطافات" لتسلق السياج والذين "رموا الحجارة"، سمح لهم بـ"التغلب على قوات الأمن المغربية التي كانت تحاول منعهم من الوصول إلى السياج".

وأظهر فيديو بثه الموقع المحلي فارو تي في في مليلية مئات المهاجرين يتدفقون عليها من تلال قريبة من الحدود.

وكان بعضهم يبدي سعادته بالتمكن من الوصول أخيرا إلى "الفردوس الأوروبي"، بينما كان آخرون ينزفون بعدما جرحوا أثناء المحاولة.

وأكدت إدارة المنطقة في بيانها أن قوات الأمن الإسبانية "حيّدت جزءا كبيرا من الأشخاص" الذين حاولوا عبور السياج، وأشارت الى إصابة عشرين مهاجرا بجروح طفيفة، وكذلك 16 من أفراد الحرس المدني الإسباني.

من جهته قال فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الناظور المحاذية لمليلية، إن "31 جريحا من بين المهاجرين نقلوا إلى مستشفى الحساني" في المدينة، مشيرا إلى أن "ثلاثة إلى أربعة منهم جروحهم بليغة".

وأضافت الجمعية أن السلطات جهزت حافلات "لإبعاد المهاجرين" الذين يتم إرجاعهم من مليلية، "بمن فيهم المصابون بجروح".

وبث موقع ناظور سيتي الإخباري المحلي فيديو يظهر العديد من المهاجرين في حالة سيئة بثياب مغبرة، بعضهم حفاة، تشرف قوات الأمن على إصعادهم في حافلات وآخرين لا يقوون على المشي. إضافة إلى سيارة إسعاف لنقل الجرحى.

وقال الموقع إن "قوات الأمن المغربية وجدت صعوبة في إبعاد المهاجمين على الحدود، بعدما قوبلت بعنف شديد"، في المقابل لم يتسن الحصول على تفاصيل من مصادر مغربية رسمية.

أسلاك شائكة

ويشكل الجيبان الإسبانيان سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع إفريقيا، ويتدفق عليهما عدد كبير من المهاجرين.

يحيط بالمدينتين سياج من ثلاثة مستويات بأسلاك شائكة، يصل ارتفاعه في بعض المواقع الى عشرة أمتار، ويمتد على مسافة 12 كيلومترا بالنسبة لمليلية، فضلا عن كاميرات مراقبة.

وخلال العام 2021، تمكن 1092 مهاجرا من دخول مليلية، بانخفاض 23 في المئة مقارنة بالعام 2020، بسحب أرقام وزارة الداخلية الإسبانية. 

تأتي هذه العملية بعد أقل من عام على أزمة تدفق استثنائي لنحو عشرة آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، على مدينة سبتة بينهم الكثير من القاصرين، مستغلين تراخيا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

وجاء تدفق المهاجرين في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بسبب استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية إبراهيم غالي للعلاج. 

وبررت مدريد هذه الاستضافة "بأسباب إنسانية"، في حين تؤكد الرباط، أن غالي دخل إسبانيا آتيا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة" وتطالب "بتحقيق شفاف".

ولم تعد سفيرة المغرب باسبانيا حتى الآن إلى مدريد، منذ أن تم استدعاؤها للتشاور في خضم هذه الأزمة.