رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة أوكرانيا ليست الأولى.. كيف تنقذ مصر رعاياها العالقين في المناطق الخطرة؟

أوكرانيا
أوكرانيا

جهود كبيرة تبذلها الدولة المصرية لإجلاء رعاياها من المناطق الخطرة في مختلف دول العالم، ولم يكن الأمر جديدًا من نوعه، فقد نجحت الحكومة خلال السنوات الطوال الماضية في إجلاء المصريين العالقين داخل الدول التي شهدت أزمات سياسية وصحية كادت أن تعرض حياتهم للخطر.

الحرب التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا في الأيام القليلة الماضية، خلقت توترًا شديدًا في الوضع الداخل لجميع المدن الأوكرانية بسبب الهجوم الروسي؛ ما جعل حياة الطلاب المصريين داخل أوكرانيا في خطر داهم، وأصبح الجميع لا يفكر في شئ سوى إجلاء المصريين من هناك في أسرع وقت ممكن.

وأكد علي فاروق، رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، تنظيم عملية العبور الآمن للطلاب المصريين في شرق أوكرانيا للسفر إلى مدينة أخرى، تمهيدًا للعبور إلى سلوفاكيا، ضمن إجراءات الدولة المصرية لإجلاء العالقين في منطقة الحرب.

بالفعل تم إجلاء نحو 3 أتوبيسات تحركت من الجنوب إلى رومانيا، كما تحرك أتوبيس من كييف بواقع 54 طالبًا متوجهين إلى الحدود وسط تواصل مستمر مع السفارة المصرية، وشهدت المعابر ازدحامًا شديدًا بسبب عبور عدد كبير من المواطنين.

وأكدت الجالية المصرية أيضًا، أن الطلاب العالقين سيدخلون إلى سلوفاكيا بدون تأشيرة بسبب أوضاع الحرب في أوكرانيا، ولم تكن هذه الأزمة جديدة على مصر، فقد استطاعت الدولة إنقاذ البعثة المصرية من قبل داخل أفغانستان، حين شهدت أعمالًا إرهابية عدة هددت حياة المواطنين بالخطر.

أوضح اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، أن إجلاء المصريين العالقين في الدول التي تشهد أوضاعًا خطيرة، هو مثال كبير لقدر وقيمة الدولة المصرية، والحكومة التي ترعى أبنائها سواء داخل البلاد أو خارجها.

أضاف: "الحكومة المصرية تتخذ بعض الإجراءات الصارمة في التعامل مع هذه الأزمات، وإنقاذ حياة العالقين في الخارج، بالتنسيق مع القوات المسلحة، قبل تنفيذ أي قرار يخص إجلاء المواطنين من المناطق الخطرة".

أشار سويلم، لـ"الدستور"، إلى عملية مسح البيانات التي تعمل على رصد المصريين داخل المناطق الخطرة، وتحديد هويتهم وأماكنهم، بهدف توفير وسائل النقل الخاصة لهم للعمل على إجلائهم من الأماكن التي تعرض حياتهم للخطر.

وقال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت إن الدولة المصرية نجحت بشكل كبير في إجلاء رعاياها العالقين داخل المناطق الخطرة، منذ 30 يونيو 2013، حين تدخلت لإجلاء رعايها من الدول التي تشهد حروبًا ودمارًا مثل إنقاذ العمالة المصرية وإعادتهم إلى البلاد.

وأعرب عن مدى فخره بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة المصرية في التعامل مع مثل تلك الأمور، بالتنسيق مع الجهات المختصة مثل وزارة الخارجية والسفارات المصرية في هذه الدول، وأيضًا تجهيز الحافلات المجهزة لنقل المصريين العالقين في المناطق الخطرة، وإعادتهم إلى البلاد سالمين.

أشار بخيت إلى الدور الكبير الذي يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفاظ على حياة المصريين بالخارج، فقد حدث ذلك مع المصريين في ليبيا واليمن وتونس، حين شهدت هذه الدول صراعات دموية كادت أن تعرض حياتهم جميعًا للخطر. 

من جانبه، أوضح اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري، أن المواطن المصري يأتي في أولويات الحكومة دائمًا، وبالأخص المتواجدين خارج البلاد، والذين يخضعون لقوانين خارجة عن سيطرة الدولة المصرية، فهم الأولى الرعاية والتدخل السريع في حال تعرضهم لأي مخاطر.

وقال:"ما شاهدناه من الجهود المبذولة من قبل الحكومة في التدخل السريع لإنقاذ حياة العالقين داخل أفغانستان، كان إنجازًا عظيمًا للغاية، ففي الطبيعي يستقطع الأمر وقت كبير لتنفيذه وإجلاء الرعايا من الدول الخارجية، لكن ما نفذه جهاز المخابرات في هذه المرة أثبت أن الدولة المصرية قادرة على التصدي لأي خطر يتعرض له مواطنيها".

ووجه درويش شكره إلى رجال القوات المسلحة، الذين يكرسون جهدهم طوال الوقت للاهتمام بحال المصريين العالقين في المناطق الخطرة، والحرص على إعادتهم للبلاد مرة أخرى سالمين، مثل ما حدث قبل ذلك في اليمن وليبيا وأثيوبيا والكويت.

في يونيو 2020، نجحت أجهزة الأمن المصرية في تحرير 23 مصريًا كان قد تم اختطافهم من قبل حكومة الوفاق الليبية والمليشيات التابعة لها، وتمت إعادتهم إلى مصر آمنين، بعد تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة العمال المختطفين على متن 4 حافلات تحت حماية الجيش الليبي إلى منفذ سلوم البري في مصر.

اقرأ ايضا:

علمت أن مال والدي حرام ماذا أفعل؟ داعية بالأوقاف يرد

وفي نوفمبر 2020، نجحت السفارة المصرية لدى إثيوبيا في إجلاء 9 مواطنين مصريين من مدينة ميكيلي، منذ اندلاع الاشتباكات في إقليم التيجراي الإثيوبي. 

أما في اليمن، فقد نجحت السلطات المصرية فى إعادة 32 صيادا مصريا، وذلك بعد احتجازهم فى اليمن، بعد ذهابهم للصيد فى أماكن محظورة، وذلك عبر طائرة خاصة إعادتهم إلى أرض الوطن، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولم يقتصر الأمر على إجلاء المواطنين من المناطق التي تشهد حروبًا فقط، بل تدخلت الدولة أيضًا في إعادة المصريين المتضررين في الخارج من فيروس كورونا، وقامت الدولة المصرية بتبني خطة لإعادة أبنائها العالقين في الخارج لوطنهم مرة أخرى مع توفير كافة سبل الإعاشة والرعاية الصحية لهم طوال فترة العزل الصحي.