رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المغامرة المتهورة».. هل تخور القوى العسكرية لروسيا خلال 10 أيام من الحرب؟

الباحثة نرمين سعيد
الباحثة نرمين سعيد كامل

تصريحات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول النفقات الروسية العسكرية خلال عملية الاجتياح لأوكرانيا والتي بلغت ما يقرب من الـ20 مليار دورلار يوميًا، لتتوالى التوقعات والرؤى حول مستقبل العملية الروسية في أوكرانيا.

وتوقع الخبير البريطاني لورانس فريدمان، في مقال له بموقع كلية كينجز لندن بعنوان "المغامرة المتهورة، نادرا ما تسير الحروب كما هو مخطط لها، خاصة إن كنت تؤمن بخطابك"، أنه في حال صمدت كييف لمدة 10 أيام فقط، فإن الأموال والأسلحة لدى روسيا ستنفد.

وخلص إلى أن قوات بوتن ستفشل في نهاية المطاف، لأنها لم تقدر جيدا القوة العسكرية لأوكرانيا وتصميمها الصلب.

وتابع: “هل يفقد بوتين السيطرة في اليوم العاشر من القتال؟، خاصة عقب  توقعات للخبير البريطاني أن صمود كييف لليوم العاشر سوف يوقع القوات الروسية في فخ نقص الأموال والأسلحة، وتواصل الدستور مع خبراء في الشأن الدولى للتعرف على سيناريوهات الفترة المقبلة من الحرب الروسية على أوكرانيا”.

وقالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه على عكس ما كان متوقعا بالرجوع إلى تصريحات الغرب في اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية الموسعة في أوكرانيا، تلقت كييف في اليوم الثالث مساعدات عسكرية يمكن وصفها بالسخية بعد النداء الذي وجهه الرئيس الأوكراني "فلاديمير زلنسكي" والذي قال فيه أن أوكراني تقف وحيدة وتحارب بالنيابة عن الغرب.

وأضافت كامل في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن اللافت للنظر في المساعدات العسكرية التي وصلت إلى كييف أنها وصلت من دول طالما وقفت على الحياد مثل ألمانيا التي لم تشارك إلا في عملية تسليح واحدة للأكراد لمحاربة " داعش" ومن ناحية واشنطن فقد أعلنت عن إرسال معدات عسكرية للأوكرانيين بقيمة 350 مليون دولار وسارت هولندا على نفس الطريق وتشمل الأسلحة التي تم إرسالها والتي لا زالت تنتقل بالفعل إلى الأراضي الأوكرانية صواريخ الرمح (جافلن) المحمولة المضادة للدبابات والتي كانت قد أقلقت مضاجع الروس أثناء حربهم في أفغانستان لأنها لا تحتاج أي خبرة أو مهارة لاستخدامها وإحداث الضرر في الوقت الذي أكدت فيه برلين أنها سترسل ألف قاذفة صواريخ، و500 صاروخ أرض-جو من طراز "ستينجر" فيما أعلنت فرنسا عن إرسال أسلحة وشحنات وقود.

وأشارت إلى أنه يمكن وصف عملية تدفق الأسلحة من الغرب على أوكرانيا بأنها قد تغير الحسابات داخل الأراضي الأوكرانية، ذلك أن الجيش الأوكراني وكما يدرك الجانب الروسي لديه خبرة في القتال منذ حرب الدونباس؛ صحيح أن قوة الجيش الأوكراني لا يمكن مقارنتها بحال من الأحوال بقوة الجيش الروسي إلا أننا يجب ان نضع هنا مجموعة من الاعتبارات في أذهاننا أولها أن تكلفة الحرب يوميًا على روسيا ضخمة جدًا وتصل إلى حوالي 10 مليار جنيه إسترليني ومع الوعي بأن روسيا قد دخل الميدان مبكرًا فإن خزينتها وقواتها قد تصبح مستنزفة بحلول اليوم العاشر حسب تقديرات الكانب البريطاني لورانس فريدمان.

ولفتت كامل إلى أنه في الجهة الأخرى من المعادلة يقف الجيش الأوكراني الذي يعد أقل قوة بكثير ولكن صاحب خبرة ويضاف إلى ذلك المساعدات العسكرية الخارجية " التي لا تكلف الخزينة الأوكرانية شيء" والتي لا تتحمل تكلفتها وهي التي تصل إليها من عدد من الدول الأوروبية إضافة إلى واشنطن في الوقت الذي لا تتلق فيه روسيا دعمًا ماديًا أو سلاحًا سوى من دول حليفة لها مثل روسيا البيضاء والشيشان، بمعنى آخر فأن النفس الأوكراني هنا قد يكون أطول بحسابات المنطق وبالرجوع إلى المساعدات الغربية التي ربما لا تقلب الميزان تمامًا ولكنها ستحافظ عليه ثابتًا لأطول وقت ممكن.