رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مصير مجهول».. إلى أين تنتهي رحلة تعليم الطلاب المصريين بأوكرانيا؟

أوكرانيا
أوكرانيا

أنا الذي سبقني الحُلم إلى أوكرانيا ولا أدري كيف خانني عقلي وجعلني أذهب إلى تلك البلدة التي تواجهُ الحربَ قبل أيام.. سنواتٌ من العلمِ والإنجازاتِ نحو شهاداتٍ علميةٍ أدرسها كي أكون ناجحًا في عيون نفسي وأسرتي وأقاربي- وها أنا الأن- أقفُ حائرًا بين طموحات الأمس وضياع اليوم، أُفكّرُ في نفسي.. ماذا بعد؟، هل ستنمو أوجاع أوكرانيا وسنعود مرة ثانية للدراسة فيها؟، أم سيكونُ للحرب رأيٌ آخر في تحديد مصيرنا وأحلامنا التي أوشكت على الوصول إلى عتباتها الأخيرة.

هكذا هو حال الطلاب المصريين في أوكرانيا، كما جاء على لسان أحدهم، بعدما اشتعلت نيران الحرب بينها وبين روسيا منذُ يومين دمّرت عدد كبير من المناطق الأوكرانية نظير عمليات إطلاق الصواريخ المتبادلة على البلدين، وانتزاع الجنود الروسية بعض المواقع الأوكرانية والاستحواذ عليها.

ويُعاني الطلاب الذين يدرسون بالكليات المُختلفة في أوكرانيا، من اندلاع الحرب، خاصة وأنَّ مصائرهم أصبحت مجهولة حتى هذه اللحظة.

يتساءل الطلاب عن موقفهم من استكمال العملية التعليمية في حال تركهم للجامعات الدراسية بأوكرانيا ونزولهم إلى مصر، فضلاً عن المناهج التي يدرسونها وطُرق التعليم المُختلفة في البلد الأوربية.

وزارة الهجرة

وزيرة الهجرة المصرية أفادت بأنَّ هناك تواصل دائم بين وزارتي الهجرة والتعليم العالي والتنسيق الكامل لمعادلة الطلاب، واستكمال دراستهم في مصر، بشرط أن تكون الجامعات الأوكرانية التي يدرسون بيها الطلاب المصريين مُعترف بيها ومُسجّلة ضمن اللائحة الدستورية لقانون الجامعات المصرية

وطالبت وزيرة الهجرة الطلاب بتحديد موقفهم في الجامعات الأوكرانية والاطلاع على جميع اللوائح التعليمية التي تنصّ بالاعتراف بين البلدين بهذه الجامعات، فضلاً عن تواصلهم مع الجامعات التي يدرسون بها لتحديد ما إذا كانت ستتم عملية التعليم بطريقة "أونلاين" حتى فترة الانتهاء من الأزمة، أم ستكون الأمور غير ذلك.

سيناريوهات عديدة تُقرأ لأحوال الطلاب المصريين في أوكرانيا، لا سيما مستقبلهم التعليمي، وكيف سيتمكّنون من تحقيق رغبة النجاح وإتمام الشهادة الجامعية دون عوائق أو تأخير في السنوات الدراسية.

بينما هناك العديد من الطلاب يصفون تلك التغيّرات بـ"الدمار" لمستقبلهم، خصوصًا وأنَّ الدراسة في منتصفها، فكيف يستكملون العام بالتزامن مع انتهاء العام الدراسي؟.

طالب مصري في أوكرانيا

يقول أسامة طالب مصري في أوكرانيا، إنّه مع نشوب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا توقف الطلاب المصريين عن الدراسة ولا يعلم أحد متى ستنتهي مدة الوقف، مضيفًا أنَّ الوضع سيئ للغاية، وأنَّ الطلاب حائرين جدًّا ومُحبطين بسبب أحلامهم التي توقفت فجأة ولا يدرون إلى أي وضع سيضعون.

يُضيف، أنَّ الأغلبية كاد أن ينتهي من مراحله التعليمية وإتمام الشهادة الجامعية بعد سنوات من التعب والانتظام، مؤكدًا أنَّ الحرب أوقفت كُلّ شيء وهددت مصير الجميع وأصبح الكُلّ في حالة عدم الاستيعاب.

يختتم قائلاً: "شعور صعب جدًّا لما تقوم حرب على البلد اللي بنتعلم فيها، خصوصا إن أحلامنا متوقفة على أوكرانيا لأن يُعتبر كنا على وشك الانتهاء من الدراسة، ودلوقتي مش عارفين ايه اللي هيجرى.. يا ترى هنرجع مصر ونعيد من الأول وللا ممكن المجاميع متعادلش المجاميع المصرية وبالتالي هيكون فيه أزمة، وللا الحرب ممكن تخلص واحنا نرجع نكمل تعليمنا تاني، وللا إيه بالضبط؟".

في هذه الأثناء كُلّ ما يهُمّ الدولة المصرية هو الاطمئنان على سلامة أبنائها وعدم تعرّضهم للأذى ضمن الأحداث السائدة في روسيا وأوكرانيا، حيثُ هناك تواصل دائم بين الجهات المعنية المصرية والملحق الثقافي بالدولتين، لمتابعة أوضاع الطلاب المصريين هناك، والتأكد من سلامتهم.

موقف الطلاب المصريين

ومن ناحية استكمال الدراسة، أشار وزير التعليم العالي، خالد عبد الغفار، إلى أنه جرى التنسيق مع وزارة الهجرة للتواصل مع الجامعات المتواجدين بها والاطمئنان على الدراسة، وموقف الطلاب المصريين منها.

قال عبد الغفار نأمل اكتمال التعليم الدراسي بنظام التعليم عن بعد، مؤكدا أن هناك خلية أزمة مشكلة برئاسة وزير التعليم العالي للاطمئنان علي تنقل الطلاب وخروجهم الأمن من وإلى مصر والحدود والتنسيق حال احتياجهم أي شيء.

ويأمل الطلاب المصريين باستقرار الأوضاع في أوكرانيا وعودة الحياة الطبيعية من جديد، حتى يتمكنون من إتمام رحلة التعليم التي بداؤها بالجامعات الأوكرانية.