رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالمصرى للدراسات تكشف سيناريوهات التهدئة بين موسكو وكييف

الباحثة ايه عبدالعزيز
الباحثة ايه عبدالعزيز

قالت آية عبد العزيز، باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا كان من جبهات مختلفة “دونباس، والقرم، والحدود الروسية الأوكرانية، وبيلاروسيا”، وأسفر عن مكاسب ميدانية للانفصاليين وللقوات الروسية، بالإضافة إلى أن القصف أسفر عن عدد من القتلى والمصابين، ومن المتوقع ارتفاع أعداهم مع استمرار العملية. 

وحول سيناريوهات الفترة المقبلة، قالت عبدالعزيز، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه من المتوقع أن تستمر العملية العسكرية حتى تتمكن روسيا من تحقيق أهدافها المُعلنة التي تتمثل في عدم السماح لأوكرانيا بامتلاك السلاح النووي، وحماية دونباس، أما غير المُعلنة فمن المرجح أن تستهدف العملية تحقيق أكبر عدد من المكاسب الميدانية بما يعزز النفوذ الروسي داخل أوكرانيا على كافة الجبهات، ويُطوق سيطرة الحكومة الأوكرانية، ويتم إسقاطها، ويحل محلها حكومة موالية لروسيا، بجانب تطبيق حق تقرير المصير للأقاليم الانفصالية في كييف من خلال استفتاء مثل ما حدث في شبه جزيرة القرم عام 2014، وعليه ستصبح أوكرانيا في قبضة روسيا.

وتابعت عبدالعزيز: "لن تتمكن كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل في سياق هذا السيناريو. كما يمكن وضع سيناريو أسوأ للأهداف غير المعلنة لهذه العملية أن تكون بداية لتوسع سيطرة روسيا على مناطق جيواستراتيجية جديدة في أوكرانيا، تقوم من خلالها بنشر منظوماتها الصاروخية على مقربة من حدود دول الناتو القريبة منها، وهو ما سيمثل تهديدًا مباشرًا لأمن القوى الغربية. وبالرغم من ذلك لن يتمكن الناتو من دخول أوكرانيا لمواجهة روسيا عندئذ لأنها ليست عضو فيه، ولكن الدعم الغربي لكييف سيكون قاصر على المساعدات، وهنا ستكون روسيا فرضت تصوراتها وإرادتها على الجميع وحافظت على خطوطها الحمراء". 

وأشارت عبدالعزيز إلى أنه سيكون هناك تصعيد من قبل القوى الغربية على كافة الأصعدة ولكنه سيكون حذرا أي لا يتضمن المواجهة العسكرية إلا إذا توسعت روسيا خارج حدود أوكرانيا بتجاه دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الناتو، وستكون هنا المواجهة حاسمة بين القوتين النوويتين.، لذا فإن التصعيد حتى الآن من المتوقع أن يكون على الصعيد الدبلوماسي يتجلى في طرد الدبلوماسيين الروس، قطع العلاقات مع موسكو ردًا على ما تقوم به نحو أكرانيا، وهنا ستقوم روسيا بالرد بالمثل. 

وحول الجانب الاقتصادي، قالت عبدالعزيز، إنه من المتوقع أن تتوسع القوى الغربية في فرض عقوبات اقتصادية تشمل المسئولين الروس، والكيانات والمؤسسات ذات علاقة بالإقليم "دونباس"، بجانب استهداف قطاع الطاقة والمال والنقل، وتعليق عضوية روسيا في المنظمات الدولية ذات طابع اقتصادي؛ إذ ترغب القوى الغربية أن توحيد جهودها في فرض العقوبات لتكون بمثابة رادع لموسكو، والتأثير على قدراتها الاقتصادية وتكبيدها العديد من الخسائر، ومع المتوقع أن يتسع نطاق العقوبات اقتصادية مع تنامي التصعيد العسكري على كييف، من خلال فرض عقوبات على الدول التي ستتعاون عسكريًا موسكو ولذلك لزيادة الضغط عليها. 

واستدركت عبدالعزيز: "هذا بجانب قيام الناتو بإعادة التموضع والانتشار في دول أوروبا الشرقية بكثافة، وتعزيز قدراتهم من خلال إجراء مناورات عسكرية لاختبار مدى جاهزيتهم على الرد والاستجابة على التهديدات الخارجية، وإرسال مجموعة جديدة من التعزيزات والأسلحة إلى الدول القريبة من حدود روسيا لضمان أمنهم، مع احتمالية تفعيل المادة (5) من ميثاق الناتو المتعلقة بالدفاع الجماعي إذا حدث تصعيد تجاه الدول الأعضاء".

وعن سيناريو التهدئة، قالت عبدالعزيز من الواضح إنه سيسبقه سعي روسيا لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة من هذه العملية العسكرية التي ستعزز مكانتها الدولية، لكي تذهب إلى طاولة المفاوضات كقوى عظمى ترسم ملامح النظام الدولي من جديد وفقًا لمصالحها أولًا.