رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذهب.. معرض ومدينة واستراتيجية

استراتيجية تحوّل مصر إلى مركز إقليمى ودولى لإنتاج الذهب، ستعرضها الحكومة المصرية على هامش معرض «نبيو ٢٠٢٢»، الذى ينطلق السبت المقبل، ويستمر لثلاثة أيام، بمشاركة خبراء صناعة الذهب والمهتمين بها، و٣٠ من كبريات الشركات المتخصصة فى إنتاج وتصميم المشغولات الذهبية.

المعرض تقيمه وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتنسيق مع الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، التى عرفنا من رئيسها هانى ميلاد، أن نسخة العام المقبل من المعرض، ستشهد مشاركة أوسع للشركات المصرية، مع السماح للشركات الأجنبية بعرض منتجاتها.

الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية هو أحد أهم أهداف «رؤية مصر ٢٠٣٠». وأدى تعديل بعض أحكام قانون الثروة المعدنية، بالقانون رقم ١٤٥ لسنة ٢٠١٩، إلى تعزيز الفرص المتاحة، وتوفير المرونة، ومعالجة العديد من العقبات، أمام جذب الاستثمارات اللازمة. وعليه، وبرغم التحديات التى فرضها «كورونا المستجد»، نجحت المزايدة العالمية الأولى، التى تم إطلاقها سنة ٢٠٢٠، فى جذب مشاركات دولية غير مسبوقة، وفازت فيها ١١ شركة، وطنية وأجنبية، بحقوق استكشاف ٨٢ منطقة امتياز للذهب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر.

أجدادنا، المصريون القدماء، كانوا أول شعوب الأرض استخدامًا للذهب، والاكتشافات الأثرية المتعاقبة أظهرت قدراتهم وخبراتهم فى استخراجه وتصنيعه. أما المنتجات المصرية، الحالية، من المشغولات الذهبية، فقد شهدت تطورًا كبيرًا من حيث التصميمات والجودة، جعلها تنافس المنتجات العالمية، حسب إبراهيم العربى، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، الذى أوضح، فى بيان، أن إطلاق معرض «نبيو ٢٠٢٢» خطوة جديدة على طريق الشراكة بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص، تضاف إلى مجموعة من الخطوات السابقة، كان أهمها إنشاء مدينة الذهب، التى ستكون خطوة محورية نحو تطوير صناعة المشغولات الذهبية.

مدينة الذهب، واحدة من المدن المتخصصة، كمدينة الدواء ومدينة الجلود ومدينة الأثاث و... و... غيرها، وتضم، وفقًا لمخطط المشروع، الذى ناقشه مجلس الوزراء فى فبراير الماضى، ٤٠٠ ورشة فنية لإنتاج الذهب، و١٥٠ ورشة تعليمية، ومدارس صناعية، إلى جانب مكونات داعمة، تتمثل فى مبنى مصلحة الدمغة، ومتحف، ومتنزه تعليمى للأطفال، ومنطقة مخصصة لتناول الطعام، وأماكن لإقامة العمال. وفى منطقة الخدمات الخاصة بالمدينة، سيتم إنشاء وحدة صحية، ونادٍ رياضى واجتماعى، ومسجد، وكنيسة و... و... إلخ.

مع تلك المدينة، التى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى بداية ٢٠٢١، بتوفير الموارد المالية اللازمة لإنشائها وفق أحدث التقنيات، يجرى، أيضًا، إنشاء أول مصفاة للذهب على أرض مصر، فى منطقة مرسى علم، بتكلفة ١٠٠ مليون دولار، لتنقية الخام واعتماد الختم الدولى، ليس فقط لإنتاج المناجم المصرية، ولكن لكل إنتاج منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، كبديل للمصافى الأوروبية.

إلى ما سبق، يمكنك أن تضيف أن أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة فى صناعة الذهب والمجوهرات، استقبلت دفعتها الأولى فى العام الدراسى ٢٠١٩/٢٠٢٠، ويمكنك أن تضيف، أيضًا، أن مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية، باتحاد الصناعات المصرية، قام فى يناير الماضى، بعد اجتماعه الأول بالتشكيل الجديد، بتأسيس «شعبة صناعة المعادن الثمينة»، للعمل على النهوض بتلك الصناعة، ومواكبة التوجهات الرئاسية بإزالة المعوقات التى تواجهها، وفق المحددات التى ترسخها الدولة فى آليات العمل والتنظيم الإدارى الحديث.

المهم، هو أن المؤتمر المقرر عقده على هامش معرض «نبيو ٢٠٢٢»، سيناقش العديد من القضايا المتعلقة بإنتاج المشغولات الذهبية، وتطوير منظومة التجارة الداخلية والتصديرية للمشغولات الذهبية المصرية، بالإضافة إلى مناقشة التشريعات المحفزة لإنتاج المشغولات الذهبية، بما يتيح لمصر التحول لمركز إقليمى لتجارة المشغولات الذهبية، والمنافسة فى أحد أهم قطاعات التجارة العالمية. كما ستقام أيضًا حلقة نقاشية، يديرها أحد أعضاء مجلس الذهب العالمى، حول آخر مستجدات الإنتاج والتجارة بالأسواق العالمية، بالإضافة إلى جلسة حول التطور التاريخى والإبداعى لإنتاج المشغولات الذهبية فى مصر. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن رؤية «مصر ٢٠٣٠» لتطوير قطاع التعدين، تهدف إلى زيادة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى، من نحو ٠.٥٪ حاليًا إلى ٥٪، ورفع صادراته من ١.٦ مليار دولار إلى ١٠ مليارات، وتوفير عدد كبير من فرص العمل، وتعظيم الأنشطة التعدينية عبر إصدار مائتى رخصة بحث واستكشاف سنويًا.