رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيد واحدة.. أساتذة جامعة مشاركون فى قوافل «حياة كريمة»: «واجب وطنى»

قوافل حياة كريمة
قوافل حياة كريمة

 

على الرغم من تقديم أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات دورًا اجتماعيًا، على مدار سنوات، من خلال إدارات متخصصة فى كل جامعة باسم «شئون البيئة وخدمة المجتمع»، لكن أغلب هذه الجهود لم يصل إلى العديد من القرى النائية والأكثر فقرًا واحتياجًا.

هنا جاء دور المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتلبية احتياجات القرى الأكثر فقرًا، وشهدت مشاركة عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات ضمن جهودها، وتحديدًا القوافل المتنوعة التى وجهتها المبادرة لتلك القرى. 

وتقدم هذه القوافل المتكاملة، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس، عددًا من الخدمات الطبية والبيطرية والزراعية والغذائية، إلى جانب دورها الكبير فى مجال التوعية، وذلك لسكان المناطق الواقعة فى نطاق كل جامعة، من أجل رفع مستوى معيشتهم وزيادة وعيهم المجتمعى.

«الدستور» تواصلت مع عدد من أعضاء هيئة التدريس المشاركين فى قوافل مبادرة «حياة كريمة»، ومسئولى قوافل المبادرة فى الجامعات، لمعرفة تفاصيل مشاركتهم فى تلك القوافل، وجهودهم فى تقديم الخدمات للمواطنين وحل مشاكلهم. 

 

فاطمة عبدالحميد: قدمنا توعية بشأن الحفاظ على البيئة

قالت فاطمة عبدالحميد، أستاذة صحة الحيوان والبيئة بكلية الطب البيطرى، جامعة المنصورة، إنها شاركت فى ٣ قوافل موجهة إلى قرى «حياة كريمة» بمركز شربين بالدقهلية، خلال شهرين فقط، وشهدت هذه القوافل توعية ١٥٠ فردًا من أهالى هذه القرى، الذين عبّروا عن سعادتهم بالقوافل، وطالبوا باستمرارها.

وأوضحت أن القوافل ناقشت مع أهالى القرى الطرق السليمة لتربية الحيوانات، والتحذير من إنشاء مزارع لتربية الحيوانات فى الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة، لتأثيرها السلبى على البيئة وصحة الإنسان. وتطرقت القوافل أيضًا إلى العلاقة بين تلوث الهواء، والتربية المكثفة لحيوانات التسمين والطيور، كونها تؤدى إلى انبعاث أنواع معينة من الغازات، مثل الميثان وثانى أكسيد الكربون، اللذان تنجم عنهما مشاكل خطيرة، أبرزها ظاهرة «الاحتباس الحرارى». وأضافت «فاطمة الزهراء» أنها عرضت عليهم الطرق الآمنة للتخلص من الحيوانات النافقة، سواء كانت ماشية أو دواجن، عبر وضعها فى براميل بأماكن خاصة، بعيدًا عن التجمعات السكنية، وتغطيتها بالقش ثم حرقها كاملة، خاصة أن الجثث النافقة أحد المصادر الرئيسية المسببة لنشر الميكروبات والأمراض فى البيئة المحيطة.

وواصلت: «نبهنا إلى خطورة المياه الملوثة على صحة الإنسان والحيوان، كونها مصدرًا سهلًا لنقل الأوبئة والأمراض، وطالبناهم بترشيد استهلاكها، خاصة فى ظل أهميتها الكبرى، فالحروب والصراعات أصبحت على المياه»، مشيرة إلى تفاعل الأهالى معها، وتلقيها الكثير من التساؤلات حول كيفية الحفاظ على البيئة وخلوها من التلوث.

محمد إبراهيم: عرَّفنا المزارعين كيفية إنشاء الصوب

أشاد الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ البساتين بكلية الزراعة، جامعة طنطا، بجهود مبادرة «حياة كريمة» فى توجيه قوافل زراعية لأهالى القرى خاصة النائية، التى يجهل أهلها كثيرًا عن الطرق الحديثة فى الزراعة. 

وقال «إبراهيم» إنه شارك فى قافلة موجهة إلى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، استمرت ٣ أيام، وشهدت تفاعلًا كبيرًا وسعادة بالغة من المزارعين، كونها المرة الأولى التى توجه إليهم قوافل إرشادية فى الزراعة، ساعدتهم على حل المشاكل التى كانت تواجههم منذ عقود. 

وأوضح «التقيت فى البداية المزارعين، ثم طلاب مدارس الزراعة، واستمعت إلى مشاكلهم، وتبادلنا الحديث حول كيفية حلها، ورافقنى زميلى فى الجامعة، متخصص فى المناحل، لأنهم كانوا يواجهون صعوبات كثيرة فى استخدامها، ثم توجهنا بعد ذلك- مع منسقى المبادرة ومسئولى الإدارة الزراعية- إلى مواقع المزارع لرصد المشاكل على أرض الواقع وحلها».

وأضاف: «لم يكن لدى أهالى القرى أى خبرة فى استخدام الصوب الزراعية، فتمت توعيتهم بكيفية إنشاء الصوب بخامات محلية تجنبًا لتكلفتها الباهظة، والأسس التى تجب مراعاتها عند الإنشاء، مثل اتجاهها وطريقة تغطيتها وهيكلها، وكيفية التحكم فى التهوية، ودرجة الحرارة المناسبتين بداخلها».

وأشار أستاذ البساتين بكلية الزراعة جامعة طنطا إلى أن القافلة تضمنت أيضًا التعريف بالأساليب الحديثة فى الرى، وبرامج التسميد الملائمة لنوع التربة، والمحاصيل الملائمة للزراعة بكل منها، فضلًا عن كيفية التعامل مع كل المشكلات التى تعترضهم عند الزراعة والحصاد. 

مسئول «طنطا»: أطلقنا عشرات القوافل الصحية والبيطرية

ذكر محمد غازى، منسق عام قوافل «حياة كريمة» بجامعة طنطا، أن اختيار نوعية القوافل يتم بناءً على التنسيق بين الجامعة، والأجهزة التنفيذية فى المحافظة، موضحًا أن مجلس كل مدينة يقدم قائمة باحتياجات كل قرية، ثم ترسل المحافظة خطابات إلى عمداء الكليات لترشيح أعضاء هيئات التدريس الملائمين للمشاركة فى كل قافلة.

وكشف عن أن جامعة طنطا أطلقت ٨٦ قافلة طبية فى ٣٤ قرية بمركز زفتى، ضم كل منها ٢٤ عضو هيئة تدريس بكليات الطب والتمريض، و٢ إلى ٣ من كليات العلوم والزراعة والآداب والتربية النوعية، وفقًا لأعداد أهالى القرية التى تستهدفها القافلة. 

وأضاف: «أطلقنا ٦ قوافل زراعية، ومثلها عن كيفية مواجهة العنف ضد المرأة والزواج المبكر، بمشاركة أعضاء هيئة تدريس من قسم الاجتماع بكلية الآداب، فضلًا عن ٤ قوافل للتمكين الاقتصادى للمرأة وإدارة المشروعات الصغيرة».

وواصل: «رغم عدم وجود كلية الطب البيطرى بالجامعة، تم تنظيم ٤٣ قافلة بيطرية، بالتعاون مع أطباء مديرية الطب البيطرى، من أجل تحسين سلالات الإنتاج الحيوانى، والإرشاد البيطرى، وتحصين الحيوانات من الأمراض، مثل الحمى القلاعية وغيرها»، لافتًا إلى الفرحة الكبيرة التى يشعر بها الأهالى عند وصول تلك القوافل إلى قراهم. 

وأشار منسق عام مشروعات قوافل حياة كريمة فى جامعة طنطا، إلى تنظيم الجامعة قوافل مشتركة لبعض القرى المستهدفة، بحيث تضم القافلة أكثر من تخصص، فقد تشمل أعضاء تدريس من كليات الطب والصيدلة والأسنان والتمريض فى الوقت ذاته، موجهًا الشكر لجميع أساتذة الجامعات المشاركين فى تلك القوافل. 

منسق «المنصورة»: 17 برنامجًا تدريبيًا فى المشروعات الصغيرة

كشفت إيمان أبوالفضل، منسق عام قوافل مبادرة «حياة كريمة» بجامعة المنصورة، عن تنظيم الجامعة ٣٠ قافلة «٢٥ توعية مجتمعية وإرشاد، و٥ متكاملة»، وتنظيم ١٧ برنامجًا تدريبيًا لدعم المشروعات الصغيرة والتحول الرقمى وتأهيل معلمات الروضة، فى ١٧ قرية بمركز شربين، بمشاركة ١٠٠ عضو من أساتذة الجامعة.

وقالت «إيمان» إنه يتم الإعلان عن القوافل من خلال رئيس الوحدة المحلية، وميكروفونات المساجد، وصفحات القرى على مواقع التواصل الاجتماعى، بالتعاون مع منسقى المبادرة فى كل قرية، وتلقى إقبالًا كبيرًا، ويصل متوسط حضور كل قافلة من ٥٠٠ إلى ٨٠٠ فرد خلال اليوم الواحد. 

وشددت على أهمية تلك القوافل فى دعم الخدمات الصحية والطبية، لافتة إلى أنها تشهد صرف الأدوية مجانًا، وتحويل الحالات لاستكمال الكشوفات وإجراء العمليات فى مستشفيات الجامعة، فضلًا عن تقديم الإرشاد الزراعى للفلاحين والنصائح البيطرية لصغار المربين، ومحاربة العادات والمفاهيم الخاطئة الموروثة فى القرى المصرية كالزواج المبكر وختان الإناث.

ونوهت منسق عام قوافل مبادرة «حياة كريمة» بجامعة المنصورة، إلى أنهم يحرصون على قياس مدى استجابة الأهالى لقوافل التوعية، من خلال معرفة عدد الأفراد المسجلين بفصول محو الأمية، والمتواصلين مع خط الساخن لمكافحة تعاطى المخدرات، على سبيل المثال.

وشددت على أن مشاركة أساتذة الجامعات فى قوافل المبادرة الرئاسية تُعد فى غاية الأهمية، وتمثل واجبًا وطنيًا، وتتوافق مع هدف رئيسى من أهداف الجامعة، هو تعظيم الاستفادة من الخبرات الأكاديمية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، لذا ينبغى على جميع أساتذة الجامعات المساهمة فى تنمية المجتمع بالمشاركة فى تلك القوافل.

«الأزهر»: ٧٠ عضو هيئة تدريس أسهموا فى «قوافل الحدود»

قالت شام على، منسق عام قوافل مبادرة «حياة كريمة» بجامعة الأزهر، إن الجامعة تنظم العديد من القوافل فى عدة تخصصات، سواء طبية أو زراعية، أو فى مجال التوعية الدينية والغذائية، داخل قرى المبادرة الرئاسية، خاصة فى المناطق الحدودية النائية بأسوان ومطروح وحلايب وشلاتين. وأوضحت أنه تم تنظيم ٢٢ قافلة مختلفة التخصصات، وبلغ عدد أساتذة الجامعات بكل منها ٢٥ عضوًا، من بينهم ٧٠ عضوًا فى القوافل التى استهدفت «القرى الحدودية»، مشيرة إلى زيادة أعداد المُقبلين على القوافل، حين تضم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، كونهم أكثر تخصصًا. واختتمت بالقول إن «مبادرة حياة كريمة تلبى احتياجات المواطنين، وتوفر لهم الخدمات، والإرشادات التوعوية، وغيرت وجه مصر، وتمثل رسالة عطاء، لذا لا بد أن يشارك جميع أفراد المجتمع من أجل خدمة المجتمع، لذا أوجه شكرى لجميع القائمين على المبادرة، ولكل أساتذة الجامعات المشاركين فى القوافل».