رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبناء عبد التواب يوسف: كان والدنا مختلفا.. واختياره شخصية معرض كتاب الطفل «مفاجأة عظيمة»

شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ53، ندوة بعنوان "عبد التواب يوسف الكاتب الأب"، فضلا عن حفل توزيع جوائز المسابقة التي تحمل اسمه والتي نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، بالتعاون مع أسرة الأديب الراحل عبد التواب يوسف.                       

حضر الندوة كل من الدكتور أحمد بهي الدين، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة لبنى عبد التواب يوسف، والدكتور حنفي محمد، وأدارها الكاتب والروائي عصام يوسف، الذي تحدث في بداية كلمته عن والده قائلا إنه كان أبا جميلا، وكان واضحا وصريحا في سيرته الذاتية التي صدرت عن هيئة الكتاب بأنه كان الابن المدلل بالنسبة له، مشيرا إلى أن العلاقة بينهما كانت علاقة صداقة أكثر من كونها علاقة بين أب وابنه.                                              

وأوضح أن هناك تفاصيل وذكريات كثيرة تجمعه بوالده عبد التواب يوسف، وكان يستمتع باصطحابه من كوبري جامعة القاهرة إلى كوبري العباسية وقضاء وقت ممتع معه يستمع إلى حكاويه وقصصه، وتذكر أيضا اصطحابه إلى سور الأزبكية في يوم الجمعة لشراء الكتب والروايات، مؤكدا أنها كان رحلة مهمة بالنسبة له وكان يستمتع بها بشكل جيد، وكان يهتم به أكثر من نفسه، واصفا علاقته به بأنها جميلة.                                                                                      

واستكمل حديثه عن والده الأب، موضحا أنه كان "ابن بلد"، وكان من ضمن عاداته أن يشارك في عمل الشاي والساندوتشات لزوجته وأبنائه، والحرص على عمل النسكافيه وساندوتش الجبنة الرومي لزوجته يوميا، وتطرق في حديثه إلى مكتبة عبد التواب يوسف، التي تضم حوالي نصف مليون كتاب للأطفال، مؤكدا أنهم ينوون إعادة طباعة أعماله من جديد واختيار الأعمال الأدبية التي تناسب العصر الحالي.                                                                                    

وأضاف أن اختيار عبد التواب يوسف ليكون شخصية معرض كتاب الطفل لهذا العام مفاجأة عظيمة، وكذلك قرار طباعة ونشر سيرته الذاتية وتجربته الأدبية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فهي كانت آخر ما كتبه والده ولم يراجعه، لكن أوصاه بمراجعته جيدا قبل الطباعة والنشر ليخرج بأفضل صورة، مستطردا أن هذا القرار جاء سريعا وتم الانتهاء منه في وقت قياسي، وأنه سعيد به جدا، خاصة أن الطبعة الأولى أوشكت على النفاد.                                          

من جهتها؛ رحبت الدكتورة لبنى عبد التواب يوسف بالحضور، معبرة عن سعادتها لاختيار والدها الراحل ليكون شخصية معرض كتاب الطفل، مشيرة إلى أنه وهب حياته لأطفال مصر.

وأشارت إلى أنها حرصت على حضور كل الندوات التي نظمت للاحتفاء بعبد التواب يوسف، ومن خلالها عرفت معلومات عديدة لم تكن تعرفها من قبل، واستقبلت بعضها بالدموع وبعضها الآخر بالضحك.  

قالت الدكتورة لبنى عبد التواب يوسف إن والدها لعب دورا مهما في حياتها الشخصية والعملية، وكان أبا مختلفا عن بقية الآباء، إذ خرج إلى المعاش في سن صغيرة، وكان يجلس كثيرا في البيت لكتابة القصص، موضحة أنها وإخوتها كانوا يحضرون كواليس كتابة هذه القصص وكيف صاغها والدهم.

وحرصت لبنى عبد التواب يوسف على دعوة الأطفال لقراءة قصص والدها الراحل باللغة العربية، لأن لغته كانت جميلة وسلسة، مضيفة أنها تتمنى أن تتذكر مصر علماءها وأدباءها كما تذكرت والدها عبد التواب يوسف.

أكد دكتور أحمد بهي الدين، أن الدورة الـ53 تعد دورة فارقة في تاريخ معرض الكتاب لاختيار شخصية كاتب لأدب الطفل وهذا يحدث لأول مرة، وأضاف أنه يشعر بغبطة وسعادة كلما نظر لأسرة الراحل عبد التواب يوسف التي أرست قيمة كبيرة سواء لزوار المعرض أو المتابعين له على المنصات الإلكترونية وهي الوفاء، الذي ظهر جليا أثناء إعداد البرنامج والفعاليات.

وواصل أنه لم يكن مصادفة اختيار هذا الكاتب الكبير ونحن نتكلم عن هوية مصر بكل مفرداتها الثقافية فهو واحد من أبرزها وكان خير ممثل لها، مؤكدا أنهم يحاولون في هذه الدورة إرساء  قيم لأجيال كاملة والاستمرار على هذا النهج في الدورات القادمة، وكان من أهم ما حاولوا تقديمه لتلك القيمة هو كتاب "قلبي وعقلي وقلمي" الذي أنجز في وقت قياسي. 

من جهته؛ عبر الدكتور حنفي محمد عن سعادته الكبيرة بالتحدث عن الكاتب عبد التواب يوسف في هذه الاحتفالية، حيث أنه كان صديقا على مدى سنوات لابنه عصام يوسف وكان هذا  له تأثير كبير عليه في مشواره المهني، وواصل أنه في بداية تعرفه على صديقه "عصام" في فترة الجامعة سأله عن عمل والده فأجابه أنه "فلاح" فظهرت في مخيلته الصورة النمطية للفلاح ولكن عند ذهابه للمنزل أول مرة وجدة بملابس عصرية ولكن ظلت هذه الصورة القريبة لقلبه واعتبره أباه الثاني.        

 وأكد أن روح الأبوة عند عبد التواب يوسف كانت أقوى من أي شيء، إذ كان حريصا على التربية المصرية الأصيلة ولم يفرق أبدا في المعاملة بين أحد من أبنائه، وهذا ما زاد حبه وارتباطه بتلك الأسرة وحبه الشديد لهم.                                                   

وأضاف أن عبد التواب يوسف كان يتبنى شعارا هاما طوال عمره وهو الصبر والمثابرة ولم يأت هذا الشعار من فراغ، فقد تعب كثيرا في مشواره، فهو من تولى أخوته بعد وفاة والده، وأنهى حديثه قائلا: تحية لروحه الذي أعطى اهتماما خاصا للطفل وأدبه، وأنا أناشد كليات الآداب والتربية بوضع منهج تربوي حول كيفية تفكير الأطفال لتنشئة أجيال قوية وأنصح أيضا الكبار لقراءة أعماله لأن بها منافع كثيرة ومعلومات كثيفة ومعارف متنوعة.                                                

أما عن تفاصيل الجائزة؛ قال عصام يوسف إن تلك الجائزة لم يكن مرتبا لها من قبل ولكن في جلسة جمعته بالدكتور هيثم الحاج علي  والدكتور أحمد بهي الدين، اقترحنا أن تتم طباعة كتاب لسيرته الذاتية وبالفعل تم إنجازه في وقت قياسي، ثم تم أخذ قرار لإطلاق جائزة تحمل اسمه، متمنيا أن تستمر هذه الجائزة لتصل إلى العالمية.                                                                                                        

وتحدث عن الجائزة قائلا إنها مقسمة إلى ثلاث مجالات "الرسم، والحكي والتلخيص" وشارك فيها 61 متسابقا، 39 شابة و21 شابا، من 19 محافظة في مصر، وكان أكثر المجالات مشاركة هو الرسم بـ28 مشاركا، أما الحكي 16 مشاركا، والتلخيص 17 مشاركا.

وشهد الحفل تكريم الفائزين في المجالات الثلاثة بالحصول على درع من الهيئة المصرية العامة للكتاب ومجموعة من الكتب مقدمة من إحدى دور النشر كالمصرية اللبنانية ونهضة مصر، ومبلغ نقدي.