رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاقات وثيقة وتاريخية تربط البلدين.. تفاصيل مقال الرئيس الروسى لوكالة الأنباء الصينية

الرئيس الروسى فلاديمير
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو وبكين جارتان وثيقتان يرتبطان بتقاليد تمتد لقرون من الصداقة والثقة. 

وقال الرئيس بوتين في مقال بعنوان "روسيا والصين: شراكة استراتيجية موجهة نحو المستقبل"،  إننا نثمن عاليا أن شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين، التي تدخل حقبة جديدة، قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق وأصبحت نموذجا للكفاءة والمسؤولية والتطلع إلى المستقبل، وفي العام الماضي، احتفلنا بالذكرى العشرين لمعاهدة حسن الجوار والتعاون الودي، وتم تحديد المبادئ الأساسية والتوجيهية للعمل المشترك من قبل بلدينا في المعاهدة، والتي تشمل على رأسها المساواة ومراعاة مصالح بعضنا البعض والتحرر من الظروف السياسية والأيديولوجية والتحرر من بقايا الماضي، وعلى الرغم من الصعوبات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا الجديد، نسعى جاهدين لبناء قدرة الشراكات الاقتصادية وتوسيع التبادلات الشعبية".

وأوضح بوتين فى مقاله أن خلال زيارته الحالية لبكين سيناقش مع نظيره الصينى شي جين بينغ بشكل مستفيض القضايا الرئيسة على جداول الأعمال الثنائية والإقليمية والعالمية. 

وأشار بوتين إلى أن تطوير العلاقات التجارية سيحظى باهتمام خاص، متابعا "هناك كل الفرص المتاحة لتحقيق ذلك، لما تتمتع به الدولتان من موارد مالية وصناعية وتكنولوجية وبشرية كبيرة تسمح لنا بحل قضايا التنمية على المدى الطويل بنجاح. وبالعمل معا، يمكننا تحقيق نمو اقتصادي مطرد وتحسين رفاه مواطنينا وتعزيز قدرتنا التنافسية والوقوف معا في وجه المخاطر والتحديات الراهنة".

ولفت بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نهاية العام الماضى أكثر من الثلث متجاوزا الرقم القياسي 140 مليار دولار أمريكي، قائلًا: إننا نسير قدما على الطريق الصحيح باتجاه هدفنا المتمثل في زيادة حجم التجارة إلى 200 مليار دولار أمريكي سنويا، ويتم تنفيذ عدد من المبادرات الهامة في قطاعات الاستثمار والصناعة التحويلية والصناعة والزراعة تحديدا، تشمل محفظة اللجنة الروسية-الصينية الحكومية الدولية للتعاون الاستثماري 65 مشروعا تزيد قيمتها على 120 مليار دولار أمريكي الأمر يتعلق بالتعاون في مجالات مثل التعدين ومعالجة المعادن وإنشاء البنية التحتية والزراعة".

وأضاف بوتين أن العمل مستمر على توسيع التسويات بالعملتين الوطنيتين وإنشاء آليات لمواجهة التأثير السلبي للعقوبات الأحادية الجانب، لافتًا إلى توقيع اتفاقية بين حكومتي روسيا والصين بشأن المدفوعات والتسويات في عام 2019.

وأوضح بوتين أن هناك مجموعة من الفرص في تطوير الشراكات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطب واستكشاف الفضاء، بما في ذلك استخدام أنظمة الملاحة الوطنية ومشروع محطة أبحاث القمر الدولية، لافتًا إلى أن عام الابتكار العلمي والتكنولوجي الروسي-الصيني 2020-2021 أعطى دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية.

وأعرب بوتين عن شكره للصين على مساعدتهم في إطلاق لقاحي "سبوتنيك في" و"سبوتنيك لايت" الروسيين في الصين وتوفير معدات الحماية اللازمة لبلدنا في الوقت المناسب، أملا في تطوير هذا التعاون.

ولفت بوتين إلى أن مناقشة القضايا الدولية ذات الصلة ستحتل جزءا مهما من الزيارة الحالية، فتنسيق السياسة الخارجية بين روسيا والصين يعتمد على مقاربات وثيقة ومتزامنة لحل القضايا العالمية والإقليمية، متابعا "نعمل سويا على تعزيز الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية ومنع تآكل النظام القانوني الدولي الذي يوجد ميثاق الأمم المتحدة في جوهره".

وتابع الرئيس الروسي: "إن روسيا والصين تتعاونان بنشاط على أوسع جدول أعمال ضمن مجموعة البريكس وإطار العمل الروسي-الهندي-الصيني ومنظمة شنغهاي للتعاون فضلًا عن الأطر الأخرى المتعددة الأطراف، وفي إطار مجموعة العشرين، التزمنا بمراعاة التفاصيل الوطنية عند صياغة توصياتنا، سواء كانت في مكافحة الجوائح أو تنفيذ جدول الأعمال المناخي، وبفضل التضامن المشترك بين بلدينا، في أعقاب قمة مجموعة العشرين 2021 في روما، تم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التعاون الدولي لاستعادة النمو الاقتصادي والاعتراف باللقاحات وبشهادات اللقاحات، وتحسين انتقال الطاقة وتقليل مخاطر الرقمنة".

وأكد بوتين أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرون في بكين ستكون حدثا رئيسا ذا أهمية عالمية، لافتا إلى أن روسيا والصين دولتين رياضيتين رائدتين تشتهران بتقاليدهما الرياضية وقد استضافتا أكثر من مرة ألعابا رياضية دولية كبيرة. 

وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك محاولات من قبل عدد من الدول لتسييس الرياضة لخدمة مصالحها الأنانية، مستدركا" هذا خطأ أساسي يتعارض مع روح ومبادئ الميثاق الأولمبي، إذ تكمن قوة وعظمة الرياضة في توحيد الناس ومنحها لحظات الانتصار والاعتزاز الوطني، فضلا عن الاستمتاع بالمنافسات العادلة والنزيهة والقوية، وتتفق في هذه الرؤية معظم الدول المشاركة في الحركة الأولمبية الدولية".

وفى ختام مقاله، هنأ الرئيس الروسى الشعب الصيني بمناسبة عيد الربيع الذي يوافق بداية عام النمر، قائلا "أتمنى لكم دوام الصحة والازدهار والنجاح".