رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيي ذكرى رحيل القديس يوسف من ليونيسا

ذكري رحيل القديس
ذكري رحيل القديس يوسف من ليونيسا

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، ذكرى رحيل القديس يوسف من ليونيسا، و روى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرته  موضحا أنه ولد يوم 8 ديسمبر عام 1556م ، فى مدينة ليونيسا بإيطاليا، ومنذ حداثته ظهرت عليه علامات القداسة المستقبلية، وأن قدرة سرية كانت تأتي تهز سريره الصغير حتى ينام، و كانت التوبة ألذ شيء لديه ، وكان حبه للدروس مؤاخياً حبه للصلاة ، و كان له عم كاهن ممتاز الصيت واسع العلم فدعاه ليهتم هو بتربيته . وحدثت فرصة حافلة حيث برهن عن ذاكرة عجيبة.

وتابع الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني،  واختاروا أحد الشرفاء ليخطب فى أشراف المدينة، وكان مدراء الجامعة يهنئون أنفسهم بنجاح مرشحهم الفتى ،وأن أحد اشراف المدينة قدم ابنته زوجة لإفران ، لكن يوسف أجاب بوداعة ولطف أنه أعطى قلبه لله وتكرس له بعهد لا يمكن فضه، وبسبب مرض الم به ذهب غلى مدينة ليونيس ، حيث يوجد ديراً للرهبان الفرنسيسكان الكبوشيين ، فأختار أن يكون عضواً فى العائلة الفرنسيسكانية وقصد دير كارديريل الصغير القائم على منحدر جبل سوباوز بين اسيزي وكرشري . 

و أضاف "الفرنسيسكاني" وفي السابعة عشر من عمره لبس الثوب الرهباني ودعي الأخ يوسف ، كان يرفض كل محاولات العائلة ليتزوج الفتاة الغنية . كان يفضل أن يصير كاهناً وأن يهتم بالقرويين الوضيعين مدعياً أن المدن لا ينقصها واعظون، لكن حقلاً اوسع للرسالة كان منفتحاً أمام غيرته الوقادة . لما عرف ان رئيس الرهبنة العام عازم على إرسال رهبان الى اسطنبول، طلب ان يكون من عدد المرسلين واثناء سفرهم بالباخرة داهمتها عاصفة شديدة فركع يوسف وطلب من الله عونه الكلى الاقتدار، وبقوة صلاته هدأت الرياح بغتة وسكن البحر .

وواصل، كما نفذ الطعام الموجود بالسفينة وكاد الجميع يموتون جوعاً، ولكن كان فى كيس الراهب يوسف بقايا كسر خبز يابس فطلب من الله بثقة أن يجدد أعجوبة القفر،  وبركة الراهب كثرت هذه البقايا حتى شبع منها الجميع . ولما وصلوا سكنوا فى كنيسة وضيعة باسم السيدة العذراء مريم . واليوم التالي قصد يوسف السجون حيث كان العبيد المسيحيون مقيدين ، وبمحبته وكلامه المشجع وتفانيه فى عناية المرضى ، حول هذه السجون المظلمة المريعة إلى اديرة حيث يتألمون بصبر ويصلون بحرارة . كان يتوق إلى الاستشهاد بكل حرارة . 

وتابع الأب، قبض عليه الوزير الأكبر وحكم عليه بالشنق ، علقوه بكلابات فى يد واحدة ورجل واحدة وبقى على هذه الحال ثلاثة ايام وأشعل الجلادون أمامه ناراً كبيرة لعلهم يخنقونه بدخانها . مع ذلك حمل الصليب بيده الحرة وجعل يصلى بحرارة . ثم أتى ملاك ونزعه عن المشنقةواشبعه من خبز وخمر عجائبي وامره بالرجوع إلى إيطاليا . ولما وصل الى اسيزي جاء كل اشراف المدينة وكبارها ليروا هذا الكاهن الطائر الصيت الذى تحمل آلاماً مبرحة إكراماً ليسوع المسيح فطلب منه الاسقف أن يعظ بالكاتدرائية . فنالت مواعظه نجاحاً ، كانوا يأتون من القرى المجاورة لاستماع كلمته النارية . ثم تابع رحلاته الرسولية فى كل القرى ليقدم كلمة الرب ويصنع العجائب بواسطة الملائكة الحراس وينسب إليهم أيضا حمايته من الوف الأخطار التي رافقت اسفاره العديدة، فكان يعطف على الفقراء ويعتني بالمرضى ، ويصنع السلام بين المتخاصمين . ورد كثيراً الى الإيمان المسيحي . 

واختتم قائلا، كان يمضي ساعات طويلة راكعاً أمام القربان الأقدس ن ويعيش حالات إنخطاف روحي أثناء احتفاله بالقداس الإلهي . عندما مرضى كان يتحمل كل الآلام والأوجاع بصبر وإيمان عظيم ، وبعد تناوله الأسرار المقدسة رقد في الرب يوم 4 فبراير عام 1612م، وقام بتطويبه البابا كليمنضوس الثاني عشر عام 1737م . وجعله فى مصاف القديسين البابا بنديكتوس الرابع عشر سنة 1746م