رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء الفلك يحددون نظرية جديدة تشرح الموقع الغامض للنجوم فى درب التبانة

درب التبانة
درب التبانة

وجد علماء الفلك من جامعة ولاية جورجيا تفسيرا للظهور الغريب لنجوم ضخمة تقع بعيدا عن مكان نشأتها في قرص مجرتنا درب التبانة.

وحسبما أفادت صحيفة “ديلي ميل”، النجوم ذات الكتلة الأكبر من الشمس لها نوى ساخنة للغاية تدفع توليد الطاقة النووية بمعدلات عالية جدا، وهي من بين ألمع الأجسام في مجرتنا، ولكن لأنها تحرق وقودها الهيدروجيني بسرعة كبيرة، فإن عمرها قصير نسبيا، ربما 10 ملايين سنة مقارنة بـ 10 مليارات سنة للشمس.

وتعني حياتها القصيرة أنه لا يوجد وقت طويل لها للابتعاد كثيرا عن مكان ولادتها.

وعثر على معظم النجوم الضخمة في جزء القرص المسطح من مجرتنا، حيث تكون السحب الغازية كثيفة بما يكفي لتعزيز ولادة النجوم، وحيث يجد علماء الفلك عناقيد صغيرة من النجوم الضخمة.

لذا، عندما يقع العثور على نجم ضخم بعيدا عن قرص المجرة، فمن الطبيعي التساؤل عن كيفية وصوله إلى هناك.

وقال عالم الفلك بجامعة ولاية جورجيا دوغلاس جيس: "يعثر علماء الفلك على نجوم ضخمة بعيدة عن مكان نشأتها، بعيدة للغاية، وفي الواقع، يستغرق الأمر وقتا أطول من عمر النجم للوصول إلى هناك. وكيف يمكن أن يحدث هذا هو موضوع نقاش نشط بين العلماء".

وهذه هي المشكلة التي يمثلها النجم الهائل المعروف باسم HD93521، الذي يقع على ارتفاع نحو 3600 سنة ضوئية فوق قرص المجرة.

وكشفت دراسة جديدة أجراها جيس وعلماء فلك آخرون من ولاية جورجيا عن تناقض عميق: وقت الرحلة للوصول إلى هذا الموقع يتجاوز بكثير العمر المتوقع لهذا النجم الضخم.

واستخدم علماء الفلك تقديرا جديدا للمسافة من مركبة الفضاء غايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، جنبا إلى جنب مع تحقيق في طيف النجم لتحديد كتلة النجم وعمره وكذلك حركته عبر الفضاء.

ووجدوا أن HD93521 له كتلة أكبر بنحو 17 مرة من كتلة الشمس، وهذا يؤدي إلى عمر متوقع بنحو 5 ملايين سنة.

ومن ناحية أخرى، تشير حركة النجم إلى أن رحلته من القرص استغرقت وقتا أطول، نحو 39 مليون سنة.

ويشرح علماء الفلك في ولاية جورجيا هذا الاختلاف الغريب بين عمر النجم ووقت السفر من خلال اقتراح أن HD93521 ترك القرص كنجمين أقل كتلة وأطول عمرا، بدلا من النجم الوحيد الهائل الذي نراه اليوم.

ونشرت هذه النتائج التي توصلوا إليها في مجلة The Astronomical Journal.

ويكمن مفتاح اللغز في أن HD93521 هو أحد أسرع النجوم الدوارة في المجرة. ويمكن للنجوم أن تدور من خلال الاندماجات النجمية حيث يمكن أن ينمو نجمان يدوران حول بعضهما بمرور الوقت ويصطدمان ليشكلان نجما واحدا.

ويشرح جيس: "ربما بدأ HD93521 الحياة كثنائي قريب من النجوم متوسطة الكتلة، ومن المفترض أنه ابتلع كل منهما الآخر وخلقوا النجم الفردي سريع الدوران الذي نراه اليوم".

وتعيش هذه النجوم ذات الكتلة المتوسطة لفترة طويلة بما يكفي لتتناسب مع زمن الرحلة الطويل لـHD93521.

ويشار إلى أن HD93521 ليس الحالة الوحيدة لنجم ضخم عُثر عليه بعيدا عن مكان ولادته. ويبحث بيتر ويسوكي، طالب الدراسات العليا في ولاية جورجيا، عن مثال لنظام ثنائي ضخم بعيد ربما يكون ممثلا للمرحلة التي سبقت الاندماج مباشرة.