رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تيك توك.. يا حبيبى أنا

تصيبك صرعة، وربما تقام الأفراح والليالي الملاح، عندما يعلن أي إنسان في عالمنا العربي، بل وكل دول المنطقة والشرق الأوسط، عن إطلاق منصة أو موقع أو أي برنامج إلكتروني رقمي، ليس شرطًا أن تكون له رؤية محددة. 
زغاريد، وفرق فنية، وشراء ذمم، ليبيا صاحب المنصة أو الموقع، حالة ركود وفشل منقطع النظير. 
لماذا يحدث ذلك؟. 
الأمر طبيعي جدًا جدًا، فنحن، أمة وأفراد لا نملك الإمكانيات الداعمة أو المساندة، فتبوء نفوسنا وطموحاتنا بالتخاذل الرقمي، تذبل عصارة أي زهرة.. وتذهب إلى مقبرتها. 
أدهشني، قبل أقل من 24 ساعة، عندما أعلن عن نتائج ما وصل اليه  عدد مستخدمي «تيك توك» خلال سبتمبر الماضي، الإحصائيات الدقيقة تقول إن هذا التطبيق الصيني/العالمي، اخترق حاجز المليار، فمن دخل التطبيق، بأمان وحيوية، في ذلك الشهر، رقص مع مليار مستخدم، نستطيع أن نصفه بـ"النشط"، كل ذلك في شهر واحد!


لنكون في جانب الحقيقة، العالم دخل حقيقة أزمة جائحة كورونا، الصراعات الدولية السياسية والنزاعات العسكرية، والألعاب الأمريكية بين ترامب وجو بايدن، عدا عن أزمة اقتصادية خانقة،.. طيب. يا حبيبي، ما دخل ذلك بـ"تيك توك".. دعني أقول:
أظهر تقرير ثقافة رقمية، اقتصادي أن تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني ابن  "الصيني" تيك توك كان التطبيق الأكثر شعبية في العالم خلال 2021.
الأمر عادي في كوكب الصين، لنقل هذا العالم الأيديولوجي، ربما آخر متمسك بالأيديولوجيا أحادية الفكر، هنا نغني معًا:
- يا حبيبي طب التيك توك! 
 حرصت شركة آبتوبيا المتخصصة في متابعة  مكانة وتصنيف وتقييم سوق التطبيقات على الوليد الرقمي، المنافس في سوق الترفيه الإلكتروني؛ ذلك أن تطبيق تيك توك احتل المركز الأول في قائمة التطبيقات الأكثر تنزيلًا على أجهزة المستخدمين، منذ بدأ في العمل، خلال العام الماضي، وسط تكهنات وتضارب اقتصادي، سياسي، وبنية رقمية سيطرت على نتائجها وتفوقها الصين بأرقام ومداخيل فلكية، وبالطبع أرقام مهولة، قياسية وصلت إليها  حال ونظم وتطور العالم الشبكي الرقمي، الإنترنت، وكل ما يتعلق بهذا الكون السابح  في  فضاء العالم.. والصين، (حالة مختلفة وقيادة)، التي حقق فيها الاقتصاد الرقمي نموًا خياليًا، وصل إلى 39.2 تريليون يوان صيني  (ما يعادل حوالي 6.07 تريليون دولار أمريكي) خلال العام 2020، ليستحوذ على 38.6 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي في الصين، بزيادة سنوية فاقت 9.7 بالمائة.
هناك يا حبيبي.. من يرصد ويحلل  كل شاردة وواردة من وإلى  بيانات متجري آب ستور وجوجل بلاي؛، لهذا حددت شركة آبتوبيا  أكثر 10 تطبيقات شعبية في الولايات المتحدة والعالم. 
ليس مهما بلاد العم سام، بالقدر الذي يعني سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، كيف حال التيك توك، حيث جاء تطبيق تيك توك المملوك لشركة بايت دانس الصينية في المركز الأول سواء على مستوى الولايات المتحدة أو على مستوى العالم.

وبحسب قائمة آبتوبيا العالمية احتل تطبيق تيك توك المركز الأول وتم تنزيله 656 مليون مرة خلال العام الماضي.

 عمليًا، جاء في المركز الثاني تطبيق إنستجرام 545 مليون مرة، ثم فيسبوك 416 مليون مرة وواتس آب 395 مليون مرة وسناب شات 327 مليون مرة.

جاء تطبيق تيك توك، ليدخل الولايات المتحدة، في المركز الأول وتم تنزيله 94 مليون مرة، وتلاه إنستجرام 64 مليون مرة.

كلاود فلير، شركة أمن المعلومات الدولية،  كشفت وشاركت في نشر تقريرها  الصادم الذي  ذكر أن اسم، ونطاق تيك توك، أصبح الأكثر شعبية في العالم بحلول أواخر العام الماضي ليزيح اسم نطاق جوجل دوت كوم عن القمة، وهي حالة سيبرانية هزت أمن المعلوماتية في أعظم الدول.

 

بيان " كلاود فلير" ينبهنا إلى أن هذا الوليد الجديد، تيك توك، احتل  بجدارة وغرابة (....) المركز الأول بين أسماء النطاقات الأكثر شعبية في العالم، لأيام قليلة خلال شهور فبراير ومارس ومايو من العام الماضي.

صراع تقني، سياسي اقتصادي، رافق إطلاق تيك توك، المعروف في الصين باسم دوين Douyin، والمعلن عنه أنه  يقوم على  تلك الأفكار التي تؤدي إلى خدمة شبكة اجتماعية بهدف مشاركة  لقطات الفيديو، من الجمهور، والتي تصبح عمليًا، مملوكة لشركة بايت دانس الصينية. 
ما حدث، أن  التطبيق بات منصة الوسائط الاجتماعية الأول، ومنه بدأت تنهال مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، من أنواع مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى ثلاث دقائق، بحسب ما نرى ونسمع ونراقب. 
 الغريب، أن التطبيق، دوليًا سجل، واحتل موقعه بدلالة [تاريخ الإصدار الأولى] في  سبتمبر 2016 على نظام التشغيل: آي أو إس، أندرويد، متزامنًا مع سلطة التحولات الرقمية في مجال الاتصالات الخلوية وتلاقحها مع أجيال الإنترنت.

لاحقًا، وهذا طبيعي في أسواق الذكاء الاصطناعي وإنترنت البيانات والأشياء، تم إطلاق TikTok في عام 2017 لنظامي آي أو إس وأندرويد في معظم الأسواق الصين القارية؛ ومع ذلك، فقد أصبح متاحًا في جميع أنحاء العالم فقط بعد اندماجه مع خدمة وسائط اجتماعية صينية أخرى، وهي ميوزكلي، في 2 أغسطس 2018.

 ويا حبيبي على التفاصيل:
المؤشرات التقنية  مذهلة إلى حد غريب، وهو ممكن بالنسبة لعالم اسمه الصين (...)، إذ يمتلك كل من تيك توك ودوين نفس واجهة المستخدم تقريبًا، ولكن لا يمكن الوصول إلى محتوى كل منهما.

المنتجان متشابهان، لكن الميزات غير متطابقة، والسبب أمور وتعزيزات مالية، متعلقة بمستقبل السيطرة على سوق الترفية والإعلانات السيبراني، عدا عن القوة الأمنية، التي يمكنها توجية آلاف الرسائل والأفكار، عبر هذه التطبيقات، التي باتت جماهيرية، 
يتضمن دوين ميزة البحث في الفيديو، التي يمكنها البحث حسب وجوه الأشخاص عن المزيد من مقاطع الفيديو الخاصة بهم وغيرها من الميزات مثل الشراء وحجز الفنادق وإجراء تقييمات ذات علامات جغرافية، وربما سياسية فكرية، بما في ذلك الدخول إلى حركة أسواق المال والبورصات وحتى القطاعات المهمة كالصحة والتربية وحوار الحضارات والاديان، الأمر مقلق، بل منافس، كيف ذلك:
*أولًا:
منذ إطلاقها في عام 2016، اكتسبت تيك توك ودوين شعبية كبيرة في شرق آسيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وتركيا وروسيا وأجزاء أخرى من العالم.
*ثانيًا:
اعتبارًا من أكتوبر 2020، تجاوز تيك توك أكثر من ملياري تنزيل للهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم، بما يدل على سيطرة  تحفز الصين على التطوير المستقبلي عابر القارات والأفكار.

*ثالثًا:
في 3 أغسطس 2020، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، إذا فشلت المفاوضات بشأن الشركة التي سيتم شراؤها من قبل مايكروسوفت أو شركة أخرى "أمريكية للغاية"، وهذا عزز استراتيجيات المقاومة الرقمية الصينية،التي أفشلت ما صدر من أوامر الرئيس الأميركي السابق ترامب، عندما وقع أمرين تنفيذيين يحظران "المعاملات" الأمريكية مع تيك توك ووي تشات إلى شركته الأم، ByteDance. 
* رابعًا:
تم حظر التطبيق من قبل حكومة الهند منذ يونيو 2020 إلى جانب  تطبيقات صينيًة آخر ردًا على الاشتباك الحدودي مع الصين.
* خامسًا:

حظرت باكستان تيك توك بسبب مقاطع فيديو "غير أخلاقية" و"غير لائقة" في 9 أكتوبر 2020، لكنها تراجعت عن الحظر بعد عشرة أيام في 19 أكتوبر 2020.
 هنا، توسعت الصين في دعم منتجها الساحر الذي جذب الشباب، والأطفال، وصناع الترفيه والرياضة، والصحة والتغذية.. عدا عن الأمور الدينية التي يفتح لها التطبيق ذراعيه، بالتوازي مع الرقص والشذوذ والموسيقى.. حتى  التدريب على المهارات في اللغات والطبخ. 
هذا ما حدث يا حبيبي، فالتطبيق يغوص في تلك الغزالة الرايقة.. ونحن ننام في العسل. 

  • [email protected]
  • حسين دعسة- مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية