رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحيد حامد.. صاحب الكرامة

يمكن القول إنه «سعد زغلول» السيناريو وإن قيمة المهنة بعده تضاعفت عشرات المرات 

كان نموذجًا للمثقف الإصلاحى الذى لا يعادى الدولة ولا ينافقها ويحرص على أن يبقى صوتًا معبرًا عن الناس 

رأى الصراع بين الفساد والتطرف قبل اشتعاله بخمسة عشر عامًا وموقفه كان ملهمًا للكثيرين 

موهبته فى الصحافة لا تقل عن موهبته فى السيناريو وهو واحد من أذكى من أداروا العلاقة مع الإعلام فى تاريخ مصر 

أفلامه حددت الخط الفكرى لنجم مثل عادل إمام وكانت مؤشرًا لتحولاته الفكرية

لا يحتاج وحيد حامد لمناسبة للكتابة عنه، وإن كانت المناسبة موجودة، حيث نحتفل هذه الأيام بالذكرى الأولى لرحيله.. كنت أفكر فى مدخل جديد للكتابة عنه فوجدت أنه «سعد زغلول» السيناريو.. كانوا يقولون لنا فى الماضى إن المحاماة كانت مهنة بلا قيمة، حتى احترفها سعد زغلول، فأصبحت مهنة المميزين والنوابغ فى مصر، شىء من هذا حدث مع وحيد حامد، حول الكاتب إلى نجم، تُباع الأفلام باسمه، ويسعى النجوم له، يدير المشروع السينمائى من ألفه إلى بائه.. يفكر فى مخرج موهوب، ونجم يراه الأصلح للدور، ويقول للفيلم كن فيكون.. قبله كان هناك عظماء يكتبون السيناريو.. لكن الكاتب كان يعامل كتابع لا كمتبوع، وكان أقرب إلى صنايعى وليس إلى صاحب وجهة نظر.. العظيم نجيب محفوظ كتب السيناريو بضغط من صلاح أبوسيف، لكنه لحسن حظنا جميعًا لم يأخذ الأمر بجدية، وظل قلبه معلقًا بالكتابة الأدبية، كان هناك «صنايعية» عظام مثل على الزرقانى، والسيد بدير، وبهجت قمر، وعبدالحى أديب، لكنهم لسبب ما ظلوا فى منطقة «الصناع» لا المبدعين، وبعضهم أدار ورشًا سرية للكتابة، يعلم فيها الكتّاب الأصغر ويأخذ نتيجة مجهودهم، فى الفترة من منتصف الستينيات للسبعينيات.. ظهر جيل وسيط به كتاب متميزون جدًا، لكنهم واقعون تحت سطوة المخرج أو المنتج.. أذكر أننى فى عام ١٩٩٤ قابلت الكاتب العظيم «أحمد عبدالوهاب» مؤلف الفيلم العلامة «انتبهوا أيها السادة» وأخبرنى بأنه كتب ما يزيد على مائة فيلم بأسماء آخرين، كان الرجل يعانى من بدايات أعراض الشيخوخة، ويقتنى نسخة من موسوعة السينما المصرية، ويكتب أمام بعض الأفلام بخط أحمر «كتبته ولم يوضع اسمى عليه» ويكتب أمام أفلام أخرى بخط أخضر «كتبته ووضع اسمى عليه» وكان المشهد مؤثرًا لأقصى درجة.. كان هذا هو الوضع حتى قرب نهاية السبعينيات، وفى خط مستقل كان السيناريست ممدوح الليثى ينتقى بعض روايات نجيب محفوظ التى تخدم تحولات السبعينيات ويكتبها وينتجها ضمن مجهود مشترك مع آخرين «لا ينفى هذا أنه منتج فنى عظيم».. فى هذا المناخ ظهر وحيد حامد، فلاحًا عنيدًا من الشرقية، معتزًا بنفسه، مقاتلاً، بدأ بكتابة القصص، وقدم مجموعته الأولى ليوسف إدريس الذى قابله فى مطعم أمام ماسبيرو وقال له «مستقبلك خلفك»! والمعنى أنه لمح فى قصصه جنين كاتب سيناريو وليس كاتب قصة قصيرة، أقرأ هذه القصة وأسأل نفسى.. كم أستاذ مثل إدريس اليوم، وكم تلميذ يمكن أن يكون فى ذكاء وحيد وينفذ النصيحة فورًا دون تردد أو إبطاء ولو لثانية واحدة.. نقد وحيد نصيحة يوسف إدريس، انهمك فى كتابة المسلسلات الإذاعية، طلب المنتج منيب شافعى أن يحول قصته «طائر الليل الحزين» لفيلم سينمائى، وأخبره بأنه سيعهد بالقصة لكاتب آخر، رفض وحيد حامد، وأخبره بأنه لن يتنازل عن القصة إلا إذا كتب هو السيناريو بنفسه.. هذا ملمح من ملامحه النفسية، الاعتزاز بالنفس، والقدرة الدائمة على التفاوض، كتب السيناريو، وقرأه محمود مرسى، ليخبر منيب شافعى بأن من ألف هذا السيناريو يجب أن يحصل على أعلى أجر يحصل عليه الكاتب وألا يعامل على أنه مبتدئ.. هكذا كانت البداية، كثير من التفاصيل معروفة.. لكننى أقرأ لماذا كان هذا الرجل ظاهرة؟؟.. أظن أن السبب هو جمعه بين متناقضات صعب أن تجتمع إلا فى شخصية فريدة.. كان عمليًا لأقصى درجة، لكنه كان صاحب مبادئ أخلاقية أيضًا.. كان مؤيدًا للخط العام لدولة يوليو، لكنه كان ساخطًا لأقصى درجة على مظاهر الضعف والفساد والتراخى فيها، كان واعيًا لدور المثقف الإصلاحى الذى ينتقد بهدف الإصلاح لا الهدم، ويتحالف مع الحق والجمال ويعلن عداءه للقبح والفساد.. وهذا هو ما كفل له الاستمرار والنجاح عامًا بعد عام.. فى حدود ما رأيته كان الرجل حريصًا على التواصل مع الشباب لأقصى درجة، كان يفتح الفندق الخمس نجوم الذى يجلس فيه على الشارع، والجامعة، ووسط البلد، ويتواصل مع مختلف الأجيال، والهدف أن يستمر فى الإحساس بنبض الناس، أول مرة أتصل به كنت لا أزال طالبًا جامعيًا.. كنا فى عام ١٩٩٣ ذهبت للتدرب فى جريدة العربى اليومية وكانت لم تصدر بعد، قرأ لى رئيس التحرير عبدالله إمام أول تحقيق قدمته، فاستدعانى، وقال لى إنه عيننى سكرتيرًا لتحرير الجريدة!! علمت فيما بعد أن هذا أحد تقاليد مدرسة روزاليوسف الثابتة، وأن فاطمة اليوسف فعلت نفس التصرف حرفيًا مع الأستاذ أحمد بهاء الدين.. كان من بين مهامى التواصل مع كتاب الرأى فى الجريدة، ومنهم الأستاذ وحيد حامد، اتصلت به أسأله عن المقال فطلب أن يرانى.. ذهبت له فى نفس الفندق الذى ظل يجلس به حتى وفاته، سألنى عن رأيى فى فيلمه «الإرهاب والكباب» وكان حديث الناس وقتها، قلت له رأيًا أراه الآن ساذجًا، ومفاده أن الفيلم يخدم السلطة.. وهو رأى كنا نتداوله فى الجامعة تعبيرًا عن موقف راديكالى وقتها، ابتسم ابتسامة خفيفة، وكأنه تأكد من براءة من يحدثه، لم يبد عليه أى ضيق، وقال لى بهدوء «بكرة تعرف إن الحكاية موش كده».. واستمر فى جلستنا وإن اعتذر عن عدم الكتابة فى الجريدة التى لم تصدر وقتها من الأساس، بعد أسابيع انتقلت للعمل فى روزاليوسف، واقترحت حوارًا مع وحيد حامد، اتصلت به لأذكره بنفسى فقال لى «أنت هتعرفنى بنفسك يا وائل؟؟» تعالى بكرة الساعة ١٢.. هكذا ببساطة كان يصنع المحبين والتلاميذ.. بساطة من يثق فى نفسه، ويعرف قيمته، بساطة فلاح من الشرقية، بسيط لكنه وعر، وحاذق، يعرف الكفت، ويستطيع أن يدل إبليس نفسه على المكان الذى يخبئ فيه أولاده.. 

فيلم دم الغزال

على المستوى الشخصى تأثرت بالأستاذ وحيد فى مسارين شكلا جزءًا من حياتى المهنية فيما بعد.. أولهما كتاباته فى روزاليوسف فى التسعينيات «تجربة الأستاذ عادل حمودة تحديدًا».. كان وحيد صحفيًا محترفًا.. وأظن أنه لو احترف الصحافة لأصبح ثالث ثلاثة بعد هيكل ومصطفى أمين، وكان يكتب المقال الصحفى باحتراف، وليس ككاتب سيناريو يكتب المقال، وكان يعرف كيف يفجر معركة صحفية، وكيف يهاجم، وبأى طريقة، وكان يفهم تناقضات مراكز القوى فى دولة مبارك، ويستخدمها فى تمرير ما يقول.. ما تأثرت به فيه، كانت كتاباته عن الدعاة ذوى الأهداف السياسية، ومن يستخدمون الدعوة لخدمة جماعة الإخوان.. ومن يهدد خطابهم ما يمكن التعارف عليه بـ«السلم الاجتماعى» وقد كانت له مقالات ضد عمر عبدالكافى أول إرهاصات الدعاة الجدد، وقد اجتهدت فى إكمال الطريق، وكتبت عن الداعية عمرو خالد وآخرين من الذين حولوا نشاط الإخوان من نشاط تنظيمى يقتصر على الجامعات والنقابات إلى تيار عام يستهدف النخبة المصرية بدءًا من عام ٢٠٠٠.

فيلم الوعد

أما العمل الآخر الذى رسم انتمائى الفكرى والسياسى حتى الآن فكان «طيور الظلام» الذى يروى قصة الصراع على مصر بين «التطرف الدينى» و«الفساد» أو بين الإخوان والحزب الوطنى.. لم أكن أقبل التطرف لأسباب فكرية ولم أكن أقبل الفساد لأسباب أخلاقية، ومن وقتها ظللت أبحث عن صوت ثالث ينقذ مصر من تحالف التطرف والفساد، وعندما وجدته أيدته بمنتهى راحة الضمير، مدركًا أن ما دونه هو الطوفان.. وهكذا كان وحيد حامد هو صاحب التأثير الأكبر فى حياتى وربما حياة الكثيرين، فضلًا عن أنه كان صاحب النبوءة الذى رأى قبل غيره.. 

فيلم الارهاب والكباب

على المستوى الشخصى ثمة صفات ربما يكون من المفيد الحديث عنها للأجيال الأصغر والمهتمة بثقافة التنمية البشرية وبالتعلم من الناجحين.. كان الرجل نموذجًا للنشاط والدأب على العمل، وكان يشارك فى هذه الصفة مع عظيم آخر هو الأستاذ «نجيب محفوظ» كان يبدأ يومه مبكرًا، ويذهب إلى الفندق الذى اتخذه مقرًا له، وربما يقضى الساعات الأولى فى الكتابة، أو التفكير، ثم يفرغ لمقابلة الناس، وهى مقابلات كانت كلها لخدمة العمل، فهو ربما يقابل أحدًا ما للدردشة حول الأحوال، أو يقابل مخرجًا شابًا يكتشف موهبته ويعهد له بأحد أعماله، أو يقابل صحفيين من أجيال مختلفة ««هو واحد من أذكى من أداروا علاقتهم بالصحافة والإعلام»، وإلى جانب هذا الدأب على العمل والمواظبة عليه، تجد أيضًا الإخلاص لنفسه ولثقافته، فهو مع الوقت تحول إلى منتج كبير وصاحب ثروة، لكنه ظل حريصًا على أن يحيط نفسه بالمثقفين والصحفيين، بغض النظر عن الأوضاع الاجتماعية والمادية، وهو قد يعرف الكبار، لكنه يدرك أنه ليس منهم وأنهم ليسوا منه، وهو يستخدم قدرته المادية فى تطوير نفسه وليس فى الترفيه عنها، فقد ظل سنوات طويلة حريصًا على حضور مهرجان كان، ليطلع على التجارب المختلفة ويستفيد منها فى الكتابة، وحمل لقب «عمدة المصريين فى كان»، فضلًا عن دأب فى قراءة الصحف والمجلات المصرية لانتقاء ما يصلح لتطويره والكتابة عنه، فضلًا عن الكتابة والاشتباك مع الشأن العام من خلال منابر محددة ينتقيها كل فترة، وبالإضافة للدأب والمتابعة، كان يؤمن بالتخصص لأقصى درجة، ولا يستسهل عمله كما يفعل بعض من يصغرونه بعقود فى عالم الكتابة، فإذا تصدى للكتابة فى قضية معينة استعان بالباحثين فى هذه القضية، وهو لا يبخل عليهم، وأذكر أنه وهو يكتب فيلمه «احكى يا شهرزاد» كانت البطلة مذيعة توك شو، وكان المفروض أن تلقى مقدمة حلقة تليفزيونية عن القمع الذى تتعرض له المرأة، ورغم أنه بكل تأكيد يستطيع كتابة تلك المقدمة بمنتهى السهولة، إلا أنه سأل عن أفضل من يمكن أن يكتب تلك المقدمة من معدى التوك شو وقتها، لأنه يرغب أن تكون المقدمة حقيقة، وذكر الصديق محمد هانى اسمى، فاتصل بى وطلب منى المقدمة، وتهيبت أن أكتب جزءًا من عمل لوحيد حامد، فتباطأت وتكاسلت، فاتصل بى مرة، واثنتين، حتى استحييت منه، وذهبت له بالمقدمة، وقد أعطانى هذا فكرة عن دأبه فى العمل، واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة، وعدم استنكافه التواصل مع من هو أصغر منه فى العمر والمكانة، ما دام يرى فى هذا فائدة لعمله.. وهو بلا شك قد لجأ لباحثين متخصصين فى أعمال كثيرة منها «الجماعة» وفيلم كان يكتبه عن عبّارة السلام.. وأعمال أخرى مختلفة..

طيور الظلام

 وأظن من صفاته التى جعلته كبيرًا تلك القدرة على اكتشاف المواهب واجتذابها لمنطقته، وهى منطقة تجمع بين الحس الجماهيرى، والقيمة الفنية، فهو الذى سعى لاجتذاب موهبة كبيرة مثل شريف عرفة، بعد ثلاث تجارب فنية رائعة مع العظيم ماهر عواد، لم تنجح تجاريًا لاعتبارات مفهومة، ليبدأ معه التجربة المشتركة مع عادل إمام التى أنتجت أهم أربعة أفلام فى تاريخ الثلاثة معًا «اللعب مع الكبار» «الإرهاب والكباب»، و«طيور الظلام» و«المنسى» وهى تجربة أوقفها عادل إمام نفسه، بعد أن شعر بأنه يحتاج أن يدخل لمنطقة جديدة، فرفض أن يشترك فى «اضحك الصورة تطلع حلوة» و«معالى الوزير» ليحل أحمد زكى بديلًا له مع وحيد وعرفة، ورغم موهبة زكى العملاقة إلا أن النجاح الذى حققه وحيد وعرفة مع عادل إمام لم يتحقق فى تعاونهما مع الفتى الأسمر.. ورغم أن عادل إمام أستاذ حقيقى ومثقف لا يستهان به، إلا أن وحيد كان بمثابة مرشد فكرى له وبوصلة لتحولاته الفكرية، ففى بداية الثمانينيات، وحين كان الاثنان أكثر شبابًا، كتب له وحيد فيلم «الغول» وكان مستوحى بشكل أو بآخر من حادث اغتيال السادات، وكان يعبر عن إيمان صنّاعه بـ«الحل الفردى» وهو طرح فكرى يختلف تمامًا عن وجهة النظر الإصلاحية التى طرحها عادل ووحيد فى «الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسى»، حيث الاتحاد بين الشعب والجزء غير الفاسد من جسد الدولة، وقد كانت الأفلام الأربعة التى قدمها إمام مع وحيد بداية مرحلة جديدة فى علاقته بالدولة فى زمن مبارك، تحول فيها إلى نجم الدولة المدلل.. القدرة على اكتشاف المخرجين الغارقين امتدت إلى إعادة اكتشاف مخرج كبير مثل محمد ياسين كان قد قدم بعض تجارب تجارية لم تعبر عنه مثل «عسكر فى المعسكر» لكن وحيد أعاد اكتشافه وأقنعه بتقديم الدراما، وقدما معًا الجزء الأول من الجماعة ٢٠١٠ وهو عمل فنى مميز جدًا بغض النظر عن الأثر السياسى له، فضلًا عن تجارب سينمائية تفاوتت فى حظوظها مثل «دم الغزال» و«الوعد»، وقد قدم ياسين بعد ذلك تجارب درامية مميزة للغاية، نفس الأمر تكرر مع مخرج كبير مثل تامر محسن قدمه وحيد لأول مرة فى «بدون ذكر أسماء» ٢٠١٥ وهو عمل درامى شديد الجمال وضع قدم مخرجه على طريق الدراما المميزة شديدة الخصوصية، ويمكن اختصار وحيد حامد على مستوى الرسالة لأنه كان فلاح مصر الفصيح، الذى يجمع شكاوى الناس، ويقدمها للسلطة، بلسان فنى مبين، دون عداء للسلطة، ودون نفاق لها، لا يكذب على الناس، وإن كان لا يقول كل الحقيقة لأنه عملى، وواقعى، ويريد أن يستمر فى أداء رسالته، وهو أيضًا رافع راية العداء ضد الإرهاب والفساد معًا، وهو فى هذا لسان حال المصريين جميعًا، ولسان حال النواة النظيفة والصلبة للدولة الوطنية المصرية، وهو أيضًا الفلاح المصرى الواعى، الحاذق الذى يجيد ما يفعل، ويعرف ما يريد، وهو كاتب كبير، ومنتج جيد، ورجل إعلام من الطراز الأول، ومدير معارك سياسية وإعلامية لا يشق له غبار، وهو مكتشف مواهب، ومحرك خيوط، وصاحب كرامات سينمائية، وهو بشكل عام رجل قل أن يتكرر وأن يجود الزمان بمثله.. كان مشهد النهاية بينى وبينه قبل رحيله بعامين حين انخرط بكل كيانه فى معركة ضد أحد مظاهر الفساد واتصلت به أشد على يديه وأؤيده فطلب منى أن أشارك بقلمى فى المعركة التى كان يخطط لتوسيع جبهاتها.. وكانت وجهة نظرى أن هذه معركة الأستاذ وحيد وأنها يجب أن تبقى معركة الأستاذ وحيد حتى النهاية.. وتقطعت السبل بيننا بعدها.. لكنه بقى فى قلبى.. واحدًا من الذين تعلمت منهم، ورمزًا مصريًا فريدًا، وفاتحًا فصيحًا، وكاتبًا ذا كرامة، ومثقفًا إصلاحيًا، وفنانًا موهوبًا.. طبت حيًا وميتًا يا أستاذ وحيد.