ميلاد السيد المسيح والقيم

كثيرًا ما ينادي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بإحياء القيم النبيلة في المجتمع المصري  فالنهضة العمرانية التي تشهدها البلاد في تلك الأيام لابد أن يصاحبها إحياء في القيم حتى نحافظ على إنجازاتنا وتظل مصر ناهضة متقدمة.
لقد فجر ميلاد السيد المسيح في ذهني كثير من القيم الجميلة التي يحتاجها مجتمعنا بقوة خاصة في تلك الأيام منها:
- قيمة العطاء
أعطى السيد المسيح ذاته وليس أقل، أعطى بحب رغم عدم استحقاق من حوله وهذه هي النعمة الغنية.
أعطى لوطنه وأهله كل الحب دون توقف رغم ما حدث منهم له وأسرته وهو طفل صغير،  وعلمه بما سيصنعوه به بعد سنوات قليلة، لم ينتقم منهم بل غفر لهم، لم يعاملهم كما عاملوه.
ليتنا في عيد الميلاد نتعلم منه أن نقدم الحب والغفران والعطاء لأنه سر الحياة والبقاء، وأساس تقدم الفرد والمجتمع، بدون العطاء تتوقف الحياة وتتعطل عجلة التنمية.
أخرج خارج سجن الذات، تحرر من سلطان الأنا، أعط الكثير وانتظر القليل تحيا سعيدًا.
- قيمة النجاح 
نجح السيد المسيح رغم عدم توفر البيئة الملائمة لذلك، فالأعداء كانوا كثر، والتحديات كانت محيطة به من كل جهة، لكنه اجتهد وثابر وصبر ولم ييأس حتى حقق هدفه، وتمم إرساليته لا تنتظر بيئة ملائمة لتنجح، لا تنتظر طريقًا مفروشًا بالورود ولا تتوقع تصفيق  جميع من حولك، بل اجتهد وثابر وكن أمينًا، في القول والفعل فتنجح.
أحذر أعداء النجاح خاصة ما بداخلك مثل: الكبرياء، الجمود، المقارنة بالغير الكراهية، التعصب، الاستسلام للخبرات الفاشلة. وفي الوقت نفسه لا تكن عائقًا في طريق نجاح من حولك بل ادفعهم لينجحوا ويتقدموا وافرح لنجاحهم فنجاح من حولك نجاح لك.
- العمل الجماعي 
رغم امتلاك السيد المسيح لكل القدرات التي تؤهله لأن يعمل منفردًا لكن بمجرد خروجه للخدمة العلنية اختار مجموعة من الحواريين وعددهم  ١٢ شخصًا كان معظمهم من الصيادين البسطاء.
مهما كانت قدراتك لا تعمل بمفردك، بل اكتشف طاقات وقدرات من حولك، دربهم، شجعهم ليعملوا معك، قدمهم عليك ليستمر العمل وتستمر الحياة، فالقائد الناجح هو من يترك بعده قادة ناجحين.
ليتنا في عيد ميلاده المجيد نتمثل حياته ونتبنى قيمه وأفكاره فنعيش الحب والعطاء لا الأنانية، ونحيا المثابرة والاجتهاد لا الكسل والخمول ولا نعمل بمفردنا، بل نعمل معًا كفريق واحد فننجح مهما كانت التحديات والمعوقات.
كل عام وبلادنا العزيزة مصر وشعبها وقائدها المحبوب وكل من يعاونونه  بكل خير وسلام.

القس ثروت ثابت راعي الكنيسة الإنجيلية بالعباسية