رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فورين بوليسي»: الحرب تقود إثيوبيا إلى مسار يوغوسلافيا الدموي

اثيوبيا
اثيوبيا

حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، من أن الحرب المستعرة في إثيوبيا تهدد بتدمير البلاد وتفككها ما لم تتوصل المحادثات الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيجراي، إلى وقف لإطلاق النار، مشيرة إلى إن البديل الآن هو "المسار الدموي ليوغوسلافيا السابقة".

ورصدت المجلة كيف تعمق الصراع في إثيوبيا خلال عام 2021، بحسب تغطيتها لأحداث البلد الواقع في شرق إفريقيا، مرجحة أن السلام يبدو أمرا بعيد المنال، وأن هناك حربًا أوسع تلوح في الأفق تهدد استقرار البلاد الإفريقي نتيجة للتطورات السريعة التي تشهدها على المستوى العسكري، وأبرزها إنشاء تحالف عسكري من تسع مجموعات عرقية معارضة- من بينها جيش تحرير أورومو المتحالف مع جبهة تيجراي-  بهدف إسقاط النظام المركزي في أديس أبابا. 

ولفتت المجلة في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني، إلى أن الحرب الأهلية في إثيوبيا منذ اندلاعها في نوفمبر 2020، اتخذت عدة منعطفات خلال العام، اقترنت بانتهاكات عدة لحقوق الإنسان، مؤكدة أن الحكومة الإثيوبية والقوات الإريترية المتحالفة معها استخدمت العنف الجنسي كسلاح في هذه الحرب.

ونقلت المجلة عن هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وراشيل كايت، عميد كلية فليتشر، جامعة تافتس والممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة قولهما بأن هناك "أدلة واضحة على وقوع اغتصاب جماعي في تيجراي" مطالبين المجتمع الدولي بتصنيف جرائم النزاع في إثيوبيا على أنها جرائم حرب.  

ودعت كلارك و كايت في مقالة نشرتها "فورين بوليسي" في وقت سابق، بإجراء تحقيقات كاملة وشاملة في الانتهاكات التي ترتكبها القوات الموالية للحكومة الإثيوبية ضد تيجراي، ووقف استخدامها الاغتصاب كسلاح حرب ضد نساء المجموعة العرقية. 

وثمن التقرير العقوبات التي فرضتها إدراة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الحكومة الإثيوبية على خلفية الانتهاكات المتواصلة التي تمارسها ضد سكان إقليم تيجراي، بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب الأهلية في البلاد، وآخر هذه العقوبات هو طرد إثيوبيا فعليًا من قانون النمو والفرص في إفريقيا (أجوا)، الذي يوفر لها مزايا تجارية ووصولا معفيًا من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية.

وأشارت المجلة إلى مقال نشرته في منتصف الشهر الماضي دعت فيه أديسو لاشيتو، الأستاذة المساعدة في جامعة ماكماستر الكندية، الحكومة الأمريكية إلى ممارسة الضغط على الحكومة الإثيوبية لإزالة التصنيف الإرهابي الذي طبقته على جبهة تحرير تيجراي والاعتراف بشرعية انتخابات تيجراي الإقليمية، بينما طالبت بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف.

وتابع التقرير "الدولة الإثيوبية الموحدة محطمة بشكل لا رجعة فيه وفي طريقها لأن تصبح يوغوسلافيا القرن الإفريقي"، مشيرا إلى تقرير نشرته المجلة دعت فيه إلى إجراء استفتاءات إقليمية "تمكن الإقاليم المستعمرة والمضطهدة في إثيوبيا، من تقرير رغباتها السياسية" كوسيلة لإنهاء الأزمة وتجنب هذا السيناريو الخطير.