رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «الأورومتوسطي»: النفاق الاجتماعي والديني «الآفة الكبرى بمجتمعاتنا»

الاورومتوسطي لدراسة
الاورومتوسطي لدراسة الإسلام

قال الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، اليوم الإثنين، إن المقصد الأعظم من التشريع  الإسلامي هو جلب المصالح ودرء المفاسد، وأن  ذلك لا يتحقق إلا بإصلاح  حال الإنسان ظاهراً وباطناً، أي جسداً وعقلاً وروحاً، مستدلاً بقوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الَّدينُ الْقَيِّمُ [الروم:30].

جاء ذلك خلال مشاركته في ليلة الوصال الصوفية رقم 84 التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالتعاون مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم .

وتابع أن الله ابْتَدَأَ الدَّعْوَةَ بِإِصْلَاحِ الاعْتِقَادِ الَّذِي هُوَ إِصْلَاحُ مَبْدَأ التَّفْكِيرِ الْإِنْسَانِيّ الَّذِي يَسُوقُهُ إِلَى التَّفْكِيرِ الْحَقِّ فِي أَحْوَالِ هَذَا الْعَالَمِ؛ ثُمَّ عَالَجَ الْإِنْسَانَ بِتَزْكِيَّةِ نَفْسِهِ وَتَصْفِيَّةِ بَاطِنِهِ لِأَنَّ الْبَاطِنَ مُحَرِّكُ الْإِنْسَانِ إِلْى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الشريف: أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ، رَوَاهُ البخاري.

وتابع أن هذا السلوك التربوي يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى بُعْدَيْنِ، الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، لِكَيْ يَتَمَكَّنَ تَأْثِيرُهُ من كُلِّيَّةِ الإِنْسَانِ فِي سَائِرِ أَعْمَالِهِ جَسَدًا وَرُوحًا؛ وَأنه بِهَذَا يُوَافِقُ ظَاهِرُ الْعَبْدِ باطنه وباطنه ظاهره، فلا يبقى مجال للنفاق الاجتماعي ولا السياسي ولا الديني، الذي هو الآفة الكبرى التي أصابت مجتمعاتنا في العصر الحاضر وأثرت سلبا على المنظومات الأخلاقية الإنسانية، مذكرا بقوله صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ " متفق عليه.

ولفت إلى أن  حب المظاهر وصونها طغت على تخلية النفس و تحليتها، وأنه شاع التنافس على ما هو زائل في مقابل ما هو دائم؛ فاختلف الظاهر والباطن في غياب للمعاني الإيمانية الربانية التي تربط القلوب ببرد اليقين.