رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلس الأمن.. والاستيطان اليهودي بعد القرار 2334

 

تحل الذكرى الخامسة لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2334،  ونتيجة للدعم الأميركي والمغربي لدولة الاحتلال الصهيوني ، لم يتم تنفيذ القرار بعد، وتستمر  بشكل يومي، حالات من الاعتداءات الإسرائيلية، من الأمن الداخلي والشرطة والجيش، وفلول المستوطنين في كل مناطق فلسطين المحتلة. 
برامج وأساليب و عمليات   الأنشطة الاستيطانية، تزداد، وتتوسع عمليات سرقة والاستيلاء على الأراضي، وهدم البيوت في كل  الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك  التهجير والسجن والنفي.
.. مجلس الأمن، يجتمع، يدرس، يقر، ثم يبدأ لعبة المراقبة، دون أي سلطة. 
من هو المسؤول عن وقف منهجية الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تنتهك القانون الدولي؟. 
.. بالتأكيد:لا أحد بمعنى صاحب ولاية او قوة ردع..!.

من جهته دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، "تور وينسلاند" حكومة إسرائيل، إلى وقف أنشطتها الاستيطانية على الفور(....) بوصفها انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة، ودعا، في ذات الوقت إلى إنهاء تشريد وإجلاء الفلسطينيين.


.. موسم  تقرير "تور وينسلاند" أمام مجلس الأمن، مثل أي موسم لقطاف الزيتون او البرتقال، فيعمد اليهود، إلى إتلاف المحاصيل ار حرق واقطع الأشجار، بهدف جعل الإحاطة مشتتة أمام أحداث أعظم. 
التقرير مجرد ورق..! 
يعلم ذلك منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، "تور وينسلاند"، وهو يدرك ان التقرير يحمل الرقم ( 20),العشرين للأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 'لسنة (2016) بشأن الاستيطان الإسرائيلي.

.. مجلس الأمن لا ينوي تفعيل قوته أمام العدو اليهودي، برغم انه يقر ب ان " المستوطنات الإسرائيلية، تعد انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي".

.. "وينسلاند" يصرخ أمام مجلس الأمن :"لا يزال القلق يساورني إزاء الطرد المحتمل لعدد من العائلات الفلسطينية التي عاشت في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية المحتلة".

.. ماذا بعد إقرار منسق  عملية السلام، بوجود معضلة اسمها :(استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية)، في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقي. ٠؟.

.. أمام مجلس الأمن تقرير أممي، يقول حرفيا ان هناك ما :" يبعث على القلق البالغ، ولا سيما التخطيط للبناء في المواقع المثيرة للجدل إلى حد كبير، والحاسمة من أجل قيام دولة فلسطينية متواصلة (جغرافيا)، بما في ذلك في منطقة E1، وعطروت وجفعات هاماتوس، وهي قرى من الكرافانات (بيوت مؤقتة غير ثابتة) تقع في جنوب القدس ويقطنها المهاجرين اليهود الإثيوبيين في دولة الكيان  الإسرائيلي.


التقرير، عمليا يدعو إلى إنهاء تشريد وإجلاء الفلسطينيين، والمصادقة على خطط تمكّن هذه المجتمعات من البناء بشكل قانوني ومعالجة الاحتياجات التنموية، بما في ذلك وضع خطط لبناء آلاف الوحدات السكنية للفلسطنييين في حي العيسوية في القدس الشرقية المحتلة وفي منطقة ج – وأحث إسرائيل على الاستمرار بانتظام في وضع مثل هذه الخطط وإصدار تصاريح بناء لجميع المخططات المعتمدة مسبقا للفلسطينيين في منطقة ج والقدس الشرقية."

.. القلق وربما الاحباط  أحاط بالمنسق" وينسلاند " عندما أشار إلى التطورات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وبشكل خاص تدهور الوضع الأمني، لافتا إلى حساسية  وخطورة  الاشتباكات والهجمات والعمليات العسكرية – بما فيها في المنطقة أ – والمستويات العالية من العنف المرتبط بالمستوطنين، مستمرة، إلى جانب دعوات من قبل فصائل فلسطينية مسلحة لتصعيد المواجهات مع  إسرائيل."

تنتهج الأمم المتحدة، وبالذات مجلس الأمن، طريقة معينة في وضع التقارير الأممية، يبدو أنها تعلم أن مصيرها الإدراج، ولهذا تقول، في بعض محطات التقرير عن رفضها :" الخطوات أحادية الجانب – بما فيها الاستمرار في الاستيطان وعمليات الإجلاء والهدم – والأزمة المالية والاقتصادية الحادة في الأرض الفلسطينية المحتلة كل ذلك يؤدي إلى تفاقم الوضع وتقويض الاستقرار المؤسسي للسلطة الفلسطينية" .

.. والغريب:المنسق تعب في وظيفته، فقر ان يكون جريئا ورفع صوته وقال"إذا تُركت دون رادع، فأنا قلق من أن الوضع في الضفة الغربية لن يتدهور فحسب، ولكن يمكن لهذه الديناميكيات أن تؤثر أيضا على الوضع الأمني في غزة وتقوّض وقف الأعمال العدائية الصامد منذ أيار/مايو."

.. بالمفهوم الاعلامي، تقارير الأمم المتحدة، ترصد-كما الحصاد في حقل القمح او الشوفان-أحداث العنف، وتقول عنها أنها (استمرت)، في الضفة الغربية المحتلة. ومنذ 29 أيلول/سبتمبر، قُتل 12 فلسطينيا، بمن فيهم سيدة وأربعة أطفال، على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال تظاهرات واشتباكات وعمليات تفتيش واعتقال، وهجمات واعتداءات مزعومة ضد إسرائيليين، وغيرها من الحوادث التي وقعت في الضفة الغربية المحتلة.

كما أصيب بجراح 306 فلسطينيين، بما في ذلك ثلاث نساء و53 طفلا، بمن فيهم 16 إصابة بذخيرة حيّة.

وأفاد التقرير  بإصابة 39 فلسطينيا، بمن فيهم أربعة أطفال، على يد مستوطنين إسرائيليين أو مدنيين، نفذوا أيضا 121 اعتداء مما تسبب في أضرار بممتلكات ومنشأت ومصالح واعمال فلسطينية.

.. "وينسلاند" يرى  أن استمرار العنف والتحريض والهجوم على المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب والعنف المتصل بالمستوطنين، يؤدي إلى تفاقم عدم الثقة وتقويض الحل السلمي للصراع.
.. ينتهي التقرير، بلازمة ذاتية، متكررة تنص:

" أتطلع إلى العام المقبل بتصميم أننا سنجد الفرص لعكس المسار السلبي والعمل نحو مشاركة بنّاءة من قبل جميع الأطراف – بدعم من المجتمع الدولي لاستعادة الأفق السياسي، و أن هيئات الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الصراع وإنهاء الاحتلال عبر تحقيق حل الدولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.
.. في كل القرارات الأممية، مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، تصب في ملفات "مجلس حقوق الإنسان"  الذي يرى أن المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل انتهاكات خطيرة جداً للقانون الدولي الإنساني وللحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني في هذه الأرض، وتقوّض الجهود الدولية المبذولة لإنعاش عملية السلام وتحقيق حلّ الدولتين. 
.. وفي وثائق المجلس  تحذيرات تعود لعقود ماضية، تدين وتحذر من  استمرار الاستيطان الإسرائيلي وما يتصل به من أنشطة، بما فيها توسيع المستوطنات، ونزع ملكية الأراضي، وهدم المنازل ومصادرة الممتلكات وتدميرها، بما يغيّر الطابع العمراني والتكوين الديمغرافي في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري المحتل.
. أيضا، يلجأ  المجلس إلى توجيه دولة الاحتلال   إلى أن تتخذ وتنفذ تدابير جدية، بما في ذلك مصادرة الأسلحة من بين أيدي فلول وعصابات المستوطنون، وتطبيق عقوبات جنائية، بهدف منع أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون، وغيرها من التدابير لضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين والممتلكات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. 
.. بالتأكيد، ردود الفعل الفلسطينية على مستوى السلطة الوطنية، والجهات العربية والدولية والاممية، تقف حائرة إزاء مثل هذه الحقائق التي ثقلت بها الا شيفات، دون أي نتائج على الأرض.