رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الأرثوذكسية بتذكار نياحة القديس الأنبا هدرا اليوم

دير الأنبا هدرا بأسوان
دير الأنبا هدرا بأسوان

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم  بتذكار نياحة القديس الأنبا هدرا (سمعان الأسواني) ، وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، اسمه الحقيقي هو سمعان  ومع ذلك اشتهر اسمه بين الناس باسم "هدرا" ولعل السبب في ذلك كما يذكر  لنا المتنيح الأنبا غريغوريوس ( 1919- 2001 ) في كتابه عن القديس ، أن الرجل كان الناس يشاهدونه يحمل جرته يملاها ماءا من نهر النيل ثم يعود بها إلى قلايته، فكانوا يقولون عليه "أبو جرة"  والجرة باليونانية والقبطية معناها "هدرا" ومن هنا جاء الاسم "أبو هدرا" .

وتابع الباحث الكنسي، أنه ولد في أسوان من أبوين مسيحيين تقيين ربياه تربية مسيحية حقيقية، فنشأ محبا للكنيسة وعقائدها وعندما بلغ من العمر 18 سنة أراد والداه أن يزوجاه، غير أنه رفض بإصرار وفي الصباح استمع إلي الصلوات الكنيسة ورأى أنها جميعها موجهة إليه تحثه علي المضي قدما في طريق الرهبنة.

وتابع "كامل" عندما خرج من الكنيسة شاهد جنازة رجل ميت، فعلم أنها إرادة الله أن يترهبن ويموت عن العالم بإرادته أسوة بالقديس العظيم الأنبا بولا، فأصر علي الرهبنة ومكث في الدير متعبدا في صلوات وأصوام كثيرة، وبعد ثماني سنوات من الرهبنة طلب من رئيس الدير الأنبا بيمن أن يسمح له بالتوحد في مغارة في الجبل .

وواصل، سمع الناس بسيرته فتوافدوا إليه طالبين بركة صلواته، كما سمع عنه رهبان من الشام ؛فقاموا بزيارته في مغارته وطلبوا منه تفسير بعض آيات  الكتاب المقدس ؛ فلما قام بتفسيرها بهتوا جدا من تعلميه .

مضيفا، وحدث بعدها أن تنيح أسقف أسوان، فسعي شعب أسوان إلى البحث عن خليفة له، فبحثوا عن الانبا هدرا حتى تمكنوا من الوصول إليه، وأخذوه  عنوة حتى أوصلوه إلى البابا ثيؤفيلس البابا رقم 23 ( 385- 412 م)  وطلبوا منه رسامته أسقفا علي أسوان، فوافق البابا ثاؤفيلس وبالفعل تمت رسامته أسقفا علي أسوان، ومن أعماله في الأسقفية أنه عكف علي الصلاة ووعظ شعبه وتعلميمهم طريق الحياة الأبدية وكان يحضهم علي مخافة الله وتقواه، وعلى العمل بتعاليم الكتب المقدسة  .

وتابع، كما اهتم برعاية الفقراء والمساكين وإيواء الغرباء، وتفقد المحبوسين، وشفاء المرضى وإخراج الشياطين، وعندما بلغ مرحلة الشيخوخة  مرض قليلا ؛ فاجتمع الكهنة والشعب حوله، فثبتهم وعزاهم 
ثم باركهم وأسلم الروح في يدي الرب في اليوم الثاني عشر من شهر كيهك ، في عهد الامبراطور ثيؤدوسيوس الأول (379- 395 م ) ،فصلي عليه الكهنة والشعب ودفنوه بكل إكرام في ديره الأثري بأسوان.