رغم سوء الطقس.. «فاطمة» تفترش كورنيش الإسكندرية: «عايزة الستر ومكان يأويني» ( فيديو)
تحت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي تجتاح محافظة الإسكندرية، افترشت الرصيف على كورنيش المدينة الساحلية، تلتف ببعض البطاطين وتحتمي من برد الشتاء وغزارة الأمطار بغطاء من البلاستيك، فهو ملجأها الوحيد الذي لاتجد بديلًا له في تلك الأجواء الصعبة.
لم تجد فاطمة حامد عبد الرحيم، بائعة المناديل بكورنيش الإسكندرية، مكان تأوى إليه بعد ساعات العمل الطويلة سوى موقع عملها، حيث ازداد عليها إيجار الغرفة السكنية التي كانت تستأجرها، فلم تجد سوى الشارع تتخذ منه مكانا للعمل ومسكن في آن واحد، ولكن مع تعرض المدينة للنوات المتتالية، أصبحت تحت قصف الطقس السيء.
تقول السيدة الأربعينية لـ« الدستور» إنها تفترش رصيف الكورنيش منذ شهرين بعد أن تركت مسكنها لعدم قدرتها على دفع الإيجار، إذ لجأت للتواجد في ذلك المكان لبيع المناديل والكمامات والحلويات، ليتحول مكان عملها في المساء لمبيت لها، حيث تضع أمتعتها بجوارها وتلتف بالبطاطين ومن فوقها غطاء من البلاستيك، تثبته بقطع من الأحجار لكي لا يتطاير مع الرياح الشديدة.
وأضافت، أنها تعمل في مهنة بيع المناديل منذ 6 سنوات، حيث أنها تواجه الحياة بمفردها بعد وفاة زوجها وابنتيها، مشيرة إلى أنها تزوجت في عام 2006، وتوفي زوجها في عام 2011، ومنذ ذلك الحين تعيش بمفردها دون أسرة.
«اخواتي مش بيسألوا عليا»
وتابعت بعيون باكية: «لدي أشقاء، ولكن تلك هي الحياة، فلم يحاول أحدًا منهم أن يعرف كيف أعيش بعد أن توفى زوجي، متابعة: «كل واحد من اخواتي متزوج وليه أسرته، محدش يعرف عني حاجة».
وأوضحت أنها عانت كثيرًا من إصابة في إحدى ساقيها، بعد حادث تعرضت له في عام 2013، وخضعت لعملية جراحية، وكان من المفترض إجراء عملية أخرى على نفقة الدولة ولكن لم يتم إجرائها، وانتظرت عدة سنوات، حتى تكفلت سيدة من أهل الخير بإجراء العملية لها في شهر ديسمبر من العام الماضي، كما أجرت عملية مسمار نخاعي مع ترقيع عظمي من الحوض، لافتة إلى أن الحادث جعلها لا تستطيع التحرك بصورة طبيعية، حيث تستخدم عكازين للسير بهما، ولكن تم سرقتهم منها أثناء نومها في الشارع خلال الفترة الماضية.
«مش طالبة غير الستر ومكان يأويني»
واختتمت بأن ما تمر به هو اختبار من الله سبحانه وتعالى، وابتلاء يختبر به قوة إيمانها، موضحة أنها ستستمر في الطريق الصحيح والعمل الشريف رغم قسوة الحياة والظروف الصعبة التي تمر بها، لافتة إلى أنها لا تريد شيئًا سوى «الستر» ومكان تحتمي به بدلا من الشارع.
