رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «الأورومتوسطي لدراسة الإسلام»: التعليم دون تربية انحراف والتباس

رئيس الأورومتوسطي
رئيس الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم

أكد الدكتور منير القادري بودشيش رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، أن ضعف أثر التربية الأخلاقية على سلوك الأفراد في مجتمعاتنا، وتجليات الفصل بين ما هو تعليمي وما هو تربوي  يتجلى في  انتشار بعض الظواهر كالعنف المدرسي، و تعاطي المخدرات والمتاجرة بها داخل وخارج المؤسسات التعليمية، إلى جانب التفسخ الأخلاقي داخل و أمام أبواب هذه المؤسسات.

وأوضح: أن التّغيير في المجتمعاتِ والأمم يسيرُ حسب سنّةٍ إلهية كونية لا تتبدّل مستشهدا بقوله تعالى في الآية 11 من سورة الرعد  (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، جاء ذلك خلال ليلة الوصال الصوفية رقم ٨٣التي نظمتها مشيخة الطريقة، البودشيشية بالتعاون مع مؤسسة الملتقى.

وأضاف   "القادري"  أن ميدانُ التربية والتعليمِ يعد من أهمِّ الميادين أثرا في تنشِئَةِ الأجيال الذين هم قاعِدةُ بناءِ المجتمعات والدّوَل، باعتبار المنظومات التربوية مسارا من مسارات التغيير المجتمعي الإيجابي والقاطرة الأمامية للتنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة، موردا مقولة الدكتور ” فيلبس كومبس”Philip H. Coombs في كتابه “الأزمة التربوية العالمية” la crise mondiale de l'education : "إننا أمام أزمة تربوية كبيرة تتمثل في قصور المناهج الحالية وعجزها عن بناء منظومة تربوية مجتمعية أخلاقية"، واوضح ان التعليم اليوم عاجز عن تخريج الأجيال المؤهلة التي تمتلك المعرفة والوعي، مضيفا أنه لا يحقق التوازن بين قدرات المتعلم المادية ومتطلباته الأخلاقية والقيمية.

وتابع "القادري" أن التعليم المعاصر ينتج أفرادا يشكلون خطرا حقيقيا على أنفسهم وعلى الناس من حولهم، لانهم لا يعيرون أي اهتمام للجانب الأخلاقي، مبينا أن التربية بدون علم تخلف وانتكاس، والتعليم بدون التربية انحراف والتباس.

وأكد أن الله تعالى قد جمع  بينهما فجعل التربية أساس التعليم، مستدلا بقوله سبحانه: {وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ}، وقوله ايضا عن مهمة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: {يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ ‌وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ}.