رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حوش اللى وقع منك

 

فى الفيلم القصير «لى لى»، إنتاج وإخراج مروان حامد ٢٠٠١، والمأخوذ عن قصة للكاتب يوسف إدريس «أكان لا بد يا لى لى أن تضيئى النور؟»، توجد جملة مفتاحية مهمة وكاشفة عن العلاقة الصراعية بين الشيخ الشاب و«لى لى» البنت الجميلة اللى بيطمع فيها كل رجالة حى الباطنية اللى بتدور فيه أحداث الفيلم خلال فترة تتصارع فيها الصحوة مع الفساد وتتبادل معه الأدوار أحيانًا.

لكن دايمًا كان هناك اتحاد وتعاون بينهما لسلب وعى الناس والسيطرة على مقدراتهم، وده لما الشيخ عبدالعال بيصادف «لى لى» فى الشارع وبيشوفها لأول مرة بعد أن سمع عنها طويلًا فتبادره بالجملة الدالة «حوش اللى وقع منك»، وينحنى الشيخ ليلتقط ما وقع فيقع هو أسير «لى لى»، وتبدأ هنا التساؤلات والتوهمات فى عقل الشيخ اللى بدأ صراعه الداخلى يطارده فيُسقط ده على شخصية «لى لى» اللى ماعرفش وماقدرش يواجهها فاعتبرها شيطانه اللى لازم يرجمه، ولكن انتهى به الحال واقفًا أمام بابها يطرقه بجنون، وحين تفتح له الباب وتراه وقد أدركت بفطنتها ووعيها أن كل شىء قد وقع منه فعليًا، تذهب «لى لى» لداخل بيتها بخطى ثابتة واثقة، واللى بيمثل أمانها ووعيها وقدرتها على الفعل والإنجاز، فى اللحظة دى ينصفق الباب فى وجه الشيخ اللى ترك المصلين فى وضع السجود، واللى كانوا مساطيل بفعل المخدرات اللى كانوا بيدخنوها طول الليل زى كل يوم، ترك الشيخ عبدالعال إمامة صلاة الفجر وذهب إليها خلسة، فى لقطة دالة على شسوع المسافة بين وعى «لى لى» وانهيار المنظومة الهشة للصحوة اللى أرادت السمع والطاعة بتجهيل العقول وسلب الوعى وبث الاعتمادية وادعاء امتلاك الحقيقة فى الدنيا وصكوك الجنة فى الآخرة. 

الفيلم ده بحذافيره بينطبق على واقع بقايا الجماعة الإرهابية المحظورة وأذنابها الهاربين، وعلى مجموعات من التيار المدنى الديمقراطى «اللى مش إخوان بس بيحترموهم»، هؤلاء الضائعون فى تركيا وقطر والدول الغربية، بيتمولوا من جهات الجميع يعلم مدى عدائها لمصرنا المحروسة، فلول المحظورة اللى ماسكين ميكروفونات الزعامة الوهمية على منصات التواصل الاجتماعى وبتدعمهم ميليشيات إلكترونية تؤيدهم وترفع نسب المشاهدة بشكل وهمى، حتى إنهم يظنون فى أنفسهم هيبة وقدرة على التأثير، فيطلقون أحط أنواع الأكاذيب، ويُجهدون أنفسهم بصنع فبركات عبيطة لا تنطلى حتى على عقل طفل لم يتعدَ الخامسة، يستميل الإرهابيين الفارين دول ومعاهم مجموعات ممن يسمون أنفسهم نشطاء النُخب المدنية، اللى لا يقلوا خطورة وانحطاط عن إرهابيين الجماعة المحظورة، وبيحاولوا يصدروا للعامة إن كذباتهم وتدليسهم ونصبهم جهاد ونضال وشوية تعبيرات حقوقية فخيمة كده عشان حنفية التمويلات تفضل مفتوحة، زى الشيخ عبدالعال إمام مسجد الشبوكشى بحى الباطنية فى فيلم «لى لى» اللى حاول يصدر أن غناءه تواشيح فى «غرزة التحشيش» جهاد، واللى اعتبر وعى «لى لى» واستقلالها وقوتها ورفضها سطوة خطابه اللى لابس عباية الدين لكنه خطاب مضلل يهدف إلى سلب وعى الناس والسيطرة على مقدراتهم، اعتبر وعيها مروقًا عن طريق الحق، كما رسمته الصحوة، بل اعتبرها هى «الشيطان» نفسه.

فلول الإخوان ومعاهم مناضلين التمويلات وكمان الفارين النصابين، كلهم بربطة المعلم فى ورطة وجود ومحاولات الاستمرار، ولذلك تنتعش كل فترة سوق العمالة والخيانة بتعاونهم المصلحجى بفبركات إلكترونية، والكل يزيط فى الزيطة، واللى بيتبعها مدّ الإيد للأسياد الممولين للتحصل على تمن الخيانة والانحطاط.

فى تسريب «فُرقُع لوز» المسمى عبدالله الشريف، واللى تم الطبل والزمر والتهليل ليه من بعض النُخب الحقوقية المدنية العويلة، سواء فى الداخل أو الخارج، ودول اللى كان ليهم مساهمات ومساعدات لصعود الجماعة الإرهابية لحكم المحروسة فى السنة السودة إياها، شوية الشراذم المدنية دول بتعاونهم مع فلول المحظورة وتوابعهم يبان إنهم بيدوا شرعية للأكاذيب والفبركة والادعاءات، لكن الصراحة كويس إنهم بيعملوا كده، يعنى بيدعموا الضلال والادعاءات، عشان لما تبان الحقايق، زى ما حصل فى التسريب بتاع الإرهابى الهارب عبدالله الشريف، يبان شوية المدعين دول وتظهر خيبتهم وانجرارهم فى ديول قطعان الإخوان الإرهابيين، وده حصل فعلًا بعد ما وزارة الداخلية، اللى بنوجه لها كل التحية على سرعة القبض على أفراد العصابة اللى زعموا إنهم مسئولين فى الدولة، أذاعت بقية تسجيلات العصابة، وبقت كل خيوط الفبركة والتضليل واضحة.

وأخيرًا، نقدر نقول لمناضلين السبوبة، واللى ساجدين زى أهل الباطنية فى فيلم «لى لى» مغيبين ورا عصابات «الحاكمية» المدعية الكاذبة على المنصات الإلكترونية- إن تلفيقات عبدالله الشريف النصّاب ومن على شاكلته هى «حزمة البرسيم» اللى بتمشوا وراها داخل قطيع الخيانة والارتزاق، ونقول للإرهابى الجهبذ المسمى عبدالله الشريف مبروك عليك ضربة المعلم الخاصة باعترافات العصابة وشرحهم كيفية صناعة تسريبك المفبرك يا «فُرقُع لوز»، وحوش اللى وقع منك.