رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب وليم عبد المسيح يروي سيرة ذكرى القديسة يولاليا البتول والشهيدة

ذكري القـديسة يولاليا
ذكري القـديسة يولاليا البتول

تٌحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الجمعة، ذكرى القديسة يولاليا البتول والشهيدة، إذ روى الأب وليـم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرتها قائلاً: «ولدت يولاليا عام 290 ميلاديا في مدينة مريدا بإسبانيا، وكان أبوها مسيحياً من عائلة نبيلة. فلما نشأت قام بتثقيفها وتعليمها مخافة الله وسائر العلوم».

وقال: «وضعها تحت وصاية كاهن ليقوم بتكوينها وليحسن أمر تهذيبها، فانشغف قلبها بحب التقوى والحياة الروحية، فصارت ترفض أمور الدنيا، وترفض التزين والتحلي. لكنها تولعت كل التولع في اكتساب محاسن النفس وزينة الروح. فلما صار عمرها نحو اثنتي عشرة سنة، جاء الحاكم كلفريان إلى بلدتها. وكانت يومئذ هذه البلدة مشتهرة جداً مشحونة بالناس، وكان يقال لها مريداً، وذلك لكي يضطهد المسيحيين ويعذبهم ويقاوم الديانة المسيحية. وقد أرسله لذلك الملك داقيوس، فأبرز أمراً في عمل عيد كبير للإلهة». 

وأضاف: «وجزم على الناس قاطبة أن يحضروا إلى محل عينه ليقربوا الذبائح في العيد الوثني. أما أبوها فلعلمه بما كانت عليه يولاليا من جزيل الديانة المسيحية، والتلهف إلى احتمال العذابات والشدائد من أجل يسوع المسيح، ذهب بها إلى محل بعيد عن المدينة ليحميها من الاضطهاد. ولكنها لما بلغها خبر الاضطهاد الثائر على المسيحيين، ولكن بقوة فى إيمانها هربت الفتاة من منزلها، وعبرت الريف المتجمد حافية القدمين، ووصلت الى المدينة وأعلنت أمام الجميع انها مسيحية. ومثلت قدام الحاكم كلفريان وبينت له سخافة عبادة الأوثان وحماقتها وقباحة التعديات التي عزم على اجرائها على المسيحيين. فأخذ يتملقها ويلاطفها ويبذل المجهود ليجتذبها إلى رأيه». 

وتابع: «فلما رأى أن لا منفعة من الملاطفة. أخذ بالتهديد والتخويف، ولم ينجح بذلك أيضا. فأمر أخيراً بتعذيبها. فجلدت جلداً قاسياً ثم سكب على جلدها زيتاً مغلياً».

وواصل: «ثم مزق جسدها كله بصفائح حديدية. وفي كل هذه العذابات ما زالت فى انبساط وسرور. ترفع عينها إلى السماء وتقدم نفسها قرباناً لله. وتسأله العون والقوة. وفى الآخر ألقوها فى أتون النار. وبذلك ختمت جهادها. وشوهدت نفسها فى تلك الساعة تطير إلى السماء بزي حمامة نقية». 

واختتم: «حدث جهادها يوم 10 ديسمبر سنة 304 ميلاديا. في أيام ديوقلطيانس ومكسميانس الملكين. وألقى جسدها المقدس في الطريق عارياً. فأنزل الله عليه ثلجاً من السماء فغطاه. ثم جاء بعض المسيحيين وحملوا جسدها المقدس ودفنوه بإكرام. وأجرى الله كرامات كثيرة على قبرها».