رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة

شعبان يوسف يكشف لـ«الدستور» تفاصيل كتابه الجديد «الذين قتلوا مي»

كتاب «الذين قتلوا
كتاب «الذين قتلوا مي

يصدر قريبًا عن كتاب أخبار اليوم كتاب «الذين قتلوا مي» للكاتب والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف، ويتناول فيه أسرار من حياة الأديبة مي زيادة.

وكشف المؤرخ في حديث لـ«الدستور» تفاصيل الكتاب، قائلا: «رغم كل ما كتب عن مى زيادة، إلا أن هناك نقصا فادحا في المواجهات الحقيقية تجاه قامات فكرية وثقافية كبيرة أحاطوا بمي كسيدة صالون، ولكنهم تجاهلوها ككاتبة وأديبة، من هذه القامات طه حسين وسلامة موسى والعقاد ولذلك جاءت ضرورة هذه المواجهة فى هذا الكتاب».

المؤرخ الثقافي شعبان يوسف 

وأضاف: «لم تكن الكاتبة الاستثنائية مى زيادة، هى المرأة الأولى والأخيرة فى مسلسل الحذف والاستبعاد والتنكيل والتهميش والتسخيف والتقليل والهجوم والقتل، نعم، القتل الذى تتعرض له الكاتبات والشاعرات والمبدعات على مدى عقود عديدة فى القرن العشرين، القتل مع سبق الإصرار والترصد والتخطيط الفكرى والثقافى والبحثى والسياسى، وهذا التخطيط لم يأت من جهات رجعية أو متطرفة أو محافظة، فهذه الجهات معروفة ومرصودة فى توجهاتها ومراميها، هذه الجهات التى تسعى دوما لنفى المرأة بكل تجليّاتها الفنية والثقافية والفكرية فى الحياة العامة، واختصارها فى بضعة أمور منزلية بشكل محض، بل حبسها واعتبار جسدها ليس ملكا لها، بل اعتبروه مجالا للقيد والتضييق واللوائح والقوانين والتقاليد والفتاوى وتقرير الشرف وعدمه، والقائمة تطول فى سجل الحريات الممنوعة والمقموعة والمستبعدة للمرأة».

وتابع: «رغم العنت والظلم الذى عانته الأديبة والكاتبة مى زيادة، إلا أن ذلك الظلم لم يكن خاصا فقط بها وبإبداعها وبمسيرتها الأدبية والفكرية، بل تعرضت له كثيرات من الكاتبات والشاعرات والأديبات والمبدعات عموما بأشكال عديدة، مثل الأديبة والشاعرة "باحثة البادية" ملك حفنى ناصف، وعائشة التيمورية، وجليلة رضا، ودرية شفيق، ونبوية موسى وصولا إلى ليلى الشربينى ونعمات البحيرى وأروى صالح وابتهال سالم ومديحة أبو زيد وغيرهن من كاتبات ورائدات فى مجال إبداع وكتابة المرأة، وذلك على مدى القرن العشرين».

وأكمل: «لأن مى زيادة أكثر الكاتبات تعرضا للإيذاء والترصد والتحرش والاغتيال المعنوى منذ أن بدأت الكوارث تتواتر على حياتها بعد رحيل الأب والأم، ثم تآمر الأهل عليها ومحاولات السطو على ميراثها، فهى نموذج صارخ وحاد ودال على ثقافة الاستبعاد والتهميش والتسخيف والتقليل الدائم من شأن المنتج الإبداعى أو الفكرى أو الثقافى للمرأة وتجاهله، وكل هذه الأفعال قد أحاطت بها منذ ضلوعها الواضح فى المشاركة الجادة والفاعلة فى صياغة المشهد الثقافى المصرى والعربى بقوة، ومساهماتها المتنوعة فى كافة المحافل المتاحة فى مصر، وكان المتربصون يعملون ضدها بوتائر مختلفة، مرة بالنقد السلبى والمتعسف، ومرة أخرى بالاستخفاف، ومرة ثالثة بالتجريح، ومنذ أن بدأت مى الكتابة للصحف، أصبحت ملء السمع والبصر، وكانت كتاباتها تنافس كتابات كتّاب كباركان لهم حضور ثقافى بارز منذ زمن يسبق زمنها بكثير، كتاب من طراز عباس محمود العقاد وسلامة موسى وابراهيم عبد القادر المازنى وزكى مبارك وغيرهم، ومن ثم قفز اسمها عاليا فى الحياة الأدبية والثقافية المصرية والعربية، وأصبح لها قرّاء فى مصر والعالم العربى، وبدأت تطلبها الصحف والمجلات لاستكتابها بجد وبإلحاح، وأصبح لكتاباتها حضور عميق وبالغ الأهمية فى المجال الأدبى والفكرى وكتابة المرأة عموما، ذلك الحضور كان بين الكتاب والمبدعين والقراء على حد سواء».