رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تريندز» تكشف ملامح صعود الإخوان في مصر حتى سقوطها

الإخوان
الإخوان

كشفت دراسة حديثة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات عن تراجع شعبية جماعة الاخوان المسلمين في مصر كاشفة مراحل وصول الجماعة للحكم في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي.

ووفقا للدراسة فقد شهدت  جماعة الإخوان المسلمين منحنى تصاعدياً سريعاً في التوسع والتمـدد خـلال سنوات قليلة بعد تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا في مصر.

 فبعد فترة وجيزة من انتقالها إلى القاهرة عـام 1932، أصبح لديها أكثر من 100 فرع عام 1936 ليصل العـدد إلى 400 فـرع في نهايـة الثلاثينيات. وتضاعفت وتيرة التوسع والنفوذ خلال الأربعينيات ليصل عدد الفروع إلى 2000 فرع عام 1949 وقدر عدد المنتمين إلى الجماعة ما بين 300 ألف و600 ألـف عضو.

ومن العوامل التي ساعدت جماعة الإخوان المسلمين على تمددها داخل المجتمع المصري هي: استغلال الفرص السياسية التي أتاحتهـا الأنظمـة السياسية المتعاقبة على حكم مصـر.

وابتداع الجماعة  نظاماً إدارياً محكاً يتميز بمركزية القرار ويقوم على الولاء والسرية، ويربط ما بين الأيديولوجيا والممارسة.

وتبني الجماعة  هندسة اجتماعية عملت من خلالها على اكتساب عقـول الفئات الشعبية وقلوبها ما ساعد على حشدها وتجنيدها لأهداف الجماعة، مستخدمة في ذلـك وسائل عدة من أهمها: الدعوة، والتربية والتعليم، والإعلام، والخدمات الاجتماعية، والمؤسسات الاقتصادية، وحتى العنف.

واستغلال الجماعة ، توظيف الجمعيات الأهلية لخدمة أهـدافها السياسية، واستقطاب عناصر جديدة  وتحقيق الحشد الجماهيري والتعبئة في عملية الانتخابات التي خاضتها الجماعة سواء على مستوى الانتخابات المحلية أو البرلمانية أو الرئاسية .

وتبني الجماعة سياسة الوجود بالقرب من الناس في الأحياء السكنية ومراكز العمـل والأسواق، لترسيخ علاقات التضامن والتكافل.

 بتأسيس شبكة من الجمعيات الخيرية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.

نشاط الاخوان في عهد السادات

 وفقا للدراسة، فقد شهدت مصـر في مرحلة السبعينيات من القرن العشرين تحولات سياسية كبيرة منها: تصالح الرئيس المصري محمد أنور  السادات مع الإخوان؛  في وقت كان فيه الإخوان بأمس الحاجة إلى توسيع نفوذهم في المجتمع بعد سنوات الحظر خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصـر .

وتابعت الدراسة لقد تصاعدت نشاطات جماعة الإخوان المسلمين خلال عهد الرئيس السادات في المجالين السياسي والاقتصادي، مستغلة ذلك في  بناء شبكة واسعة مـن المؤسسات الاجتماعية الخيرية، بما في ذلك المدارس والمشروعات الخدمية والخيرية والمستشفيات.

الجماعة بعد حكم السادات

استطاعت الجماعة من بسط نفوذها من خلال مؤسساتها الخيرية، ومع تولى الرئيس محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سـدة الرئاسة في 30 يونيو 2012 بعد أول انتخابات شهدتها مصـر عقب تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه، ظهرت سلبيات الجماع امام الجميع.

حيث  الفئوية وغياب المشروعات التنموية، إذ لم تسعفهم تجربة الأعمال الخيرية والتطوعية التي قدمتها الجماعة لقطاعات شعبية واسعة، في تحسين الأداء الحكومي، والقيـام بعملية ترشيد وطنية للموارد البشرية والمادية، وذلك عنـدمـا تـولى حـزبهم الحرية والعدالة السلطة الكاملة، كما اتهمهم المعارضون بالسعي إلى أخونة الدولة والمجتمع، وإبداء الحرص على تمسكهم بأغلب مناصب الدولة الحساسة.

المعارضة ضد الجماعة

تصاعدت المعارضة الشعبية ضد إدارة مرسي، لافتقارها إلى الرؤية والخبرة في حكـم البلاد، وعجزها عن تفهم الحاجة إلى الحرية للشعب والتنوع في المجتمع، لتشهد البلاد في 20 يونيو 2013 – الذكرى الأولى لليوم الذي تولى فيـه مرسي منصبه – احتجاجات واسعة النطاق انتهت بتدخل الجيش وعزل الرئيس الإخواني من مهامه.