رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي يثمن الاكتشافات الأثرية الأخيرة بالمطرية

: اكتشاف أجزاء من
: اكتشاف أجزاء من معبد نختنبو الأول

ثمن موقع "المونيتور" الأمريكي أهمية الاكتشافات الأثرية الأخيرة التي أعلنت عنها البعثة الأثرية المصرية الألمانية بمنطقة آثار المطرية، في الخامس من نوفمبر الجاري، وشملت أجزاء من الواجهة الغربية والشمالية لمعبد الملك نختنبو الأول (380-363 قبل الميلاد)، وذلك أثناء قيام البعثة بأعمال الحفر الأثري بمركز معبد هليوبليس الكبير. 

واعتبر الموقع أن هذه الاكتشافات هامة للغاية حيث أنها تلقي الضوء على المزيد من الأسرار المتعلقة بـ هليوبوليس "مدينة الشمس" أو "مصر الجديدة"، أقدم عاصمة في العالم، وأقدم مركز ديني وعلمي وفلسفي.

وأشار الموقع إلى أن البعثة التي تعمل في هذه المنطقة الأثرية عثرت على العديد من كتل البازلت والتي تمثل أجزاء من الواجهة الغربية والشمالية لمعبد الفرعون نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين لمصر القديمة ، الذي قضى معظم فترة حكمه في الدفاع عن مملكته واستعادها من الفرس. 

وأضاف إنه بحسب إلى بحسب الدكتور ديتريش راو رئيس البعثة من الجانب الألماني، تشير  الأدلة المتفرقة التي أبرزها الكشف الأخير إلى وجود مبان من الدولة الوسطى، والأسرة الثانية والعشرين (أوسوركون الأول، 925-890 قبل الميلاد) ومقصورة للإله شو والإلهة تفنوت من عصر الملك بسمتيك الثانى (595-589 قبل الميلاد).

 وكذلك أجزاء من تمثال لرمسيس الثاني، وجزء من تمثال البابون، وقاعدة تمثال وأجزاء من مسلة من الكوارتزيت لأسوركون الأول وأجزاء من منشآت العبادة مثل مائدة قرابين لتحتمس الثالث، 1479-1425 قبل الميلاد.

استمرار للاكتشافات الأخيرة في معابد الشمس

وقال أيمن عشماوي ، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، لـ "المونيتور" إن "الاكتشاف مهم للغاية وهو استمرار للاكتشافات الأخيرة في معابد الشمس والدعم الملكي الذي تلقوه"، مضيفا "إنه يعطي صورة أوضح عن الأماكن التي دمرت في عصور لاحقة في عين شمس (شرق القاهرة)."

وأوضح عشماوي لـ"المونيتور" أن النقوش على الأحجار تعود إلى العامين الثالث عشر والرابع عشر من حكم نختنبو (367-366 قبل الميلاد) ، وكذلك المواد المستخدمة في المعبد وأبعادها، مشيرا إلى أن بعض الحجارة بها نقوش غير مكتملة ، مما يشير على الأرجح إلى أنه لم يتم تنفيذ أي أعمال زخرفية أخرى في المعبد بعد وفاة نختنبو الأول عام 361 قبل الميلاد.

وتابع أن  إله الشمس رع كان مرتبطا مع واحدة من أقدم النظريات خلق المنبثقة عن مدرسة مصر الجديدة، المعروفة باسم نظرية Ennead (مجموعة من تسعة الآلهة في الأساطير المصرية يعبد في مصر الجديدة)، التي تنص على أن العالم قبل وجود الآلهة كان محيطًا لا نهاية له، حيث ظهر منه الإله العظيم أتوم (رع الشمس) واستقر على تل فوق تلك المياه. 

وقال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار إنه سيتم عرض الآثار المكتشفة في المتحف المفتوح بالمطرية بعد الانتهاء من أعمال الترميم.

اكتشاف مهم للغاية

من جهته، قال حسين عبد البصير ، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ، إن الاكتشاف مهم للغاية ويؤكد أن المطرية تقع في بحر من التماثيل. 

وأضاف لـ "المونيتور" إن مدينة هليوبوليس مقبرة تقع شرقي النيل على غرار سقارة وهي مقبرة تقع غربي النيل والأقصر جنوباً، مشيرا إلى أن تلك المدينة كانت مشهورة جدًا على مر العصور، إلا أنها اختفت ودمرها الطمي الذي تراكم على مر العصور بسبب فيضان نهر النيل على غرار العديد من المناطق الأثرية في منطقة الدلتا والقاهرة، مشيرا إلى أن العشوائيات التي شُيدت في العقود الأخيرة جعلت الأمور أسوأ.

ونوه إلى أن العديد من الاكتشافات الأثرية في منطقة آثار المطرية لم يتم الاعلان عنها بعد، حيث لا تزال بقايا وأطلال المدينة الدينية القديمة مدفونة، مضيفا "هذه الاكتشافات ستحيي معالم المدينة الشهيرة".